عن زميل قتلته الصحافة والسكري .. !
عودة عودة
07-05-2017 04:04 PM
باكتمال وصول الهند الى " الاستقلال التام والحق"عن بريطانيا التي كانت تسمى ب "بريطانيا العظمى" ..ودخول نادي الدول الديمقراطية والدول الصناعية الكبرى.. وقبلها دخولها النادي النووي.. ونادي رواد الفضاء للوصول الى القمر ..،هي خطوات رائعة ومبهجة وتاريخية لهذه الدولة الصديقة التي اعتبرت طويلا من دول العالم النامي..
لا بد وفي هذه العجالة الصحفية ان اهنئ ذوي زميلي وصديقي المرحوم الصحفي (فيفيك أناند) ، الذي عملت وإياه في سنوات التسعينيات من القرن الماضي في المؤسسة الصحفية الأردنية، أنا في (الرأي) وهو في (الجوردان تايمز) ، إلى أن فارقنا مُرتحلاً إلى إحدى الدول الخليجية، وفي نفس المهنة الصحفية، مهنة المتاعب هذه...
لقد استمتعت ولعدة سنوات بزمالة ورفقة رائعتين ل أخي وزميلي الهندي (اناند)، فقد كان مهنياً فذاً يميل إلى الهدوء والتروي وطول البال.. في حين كنت أميل إلى الجموح و"العمل الصحفي الملحمي.".، حقاً ،لقد كانت أياماً جميلة واعدة على الرغم من امتلائها بالمتاعب والأعمال الشاقة المتواصلة ليلا.. نهارا والمتمثلة في المتابعة الصحفية اليومية للأحداث والمناسبات والمؤتمرات وعلى الأخص في الشأن الفلسطيني والشأن السياسي والشأن النقابي المهني والعمالي والشأن الحزبي والتحقيقات وغيرها..
ومع أن الزميل أناند كان بعيداً عن وطنه الهند ، إلاّ أنه لم يفارقها لحظة رغم بعد الهند عن الاردن الاف الكيلو مترات،لقد كان في عمان حريصا ودون تكلف ان يكون محبوبا من جميع من عرفوه من جيرانه وزملائه في الرأي و الجوردان تايمز والصحف المحلية اليومية والأسبوعية الاخرى، ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية.
احيانا كنت اختلف معه حول الاموال التي تغدقها الحكومة الهندية لدخول النادي النووي ونادي الفضاء للوصول الى القمر على حساب قوت وطعام الشعب الهندي فيرد علي زميلي اناند دون تردد:وكيف نصبح دولة مستقلة حقا وقوية يا اخي كباقي دول العالم المتقدمة والقوية الجديرة بالحياة..؟!
لم أره يوماً متأففاً أو متبرماً من عمله في مهنة المتاعب هذه .. الصحافة، مع إنني لم أر في حياتي رجلاً يحب أطفاله وبيته مثله، فقد كنت أشاهدهم يوميا وهم يودعوننا من شرفة منزله القريب من عملنا في المؤسسة الصحفية الاردنية ملوحين بأياديهم الصغيرة الجميلة له ولي ايضا إلى ان نختفي بسيارتي عن الأنظار...
كم احزنني خبر رحيل صديقي الغالي أناند عن هذه الدنيا العام 2013 ..لقد قتلته الصحافة والسكري ..!!
اخي الحبيب أناند..
لتهدأ روحك بسلام.. وأسلم على زوجتك واولادك وعلى بلدك الصديق الهند الذي قام بتحقيق الكثير من أحلام شعبه.. والعقبى للعرب ...!
Odehaodeha@gmail.com