بعد مخاطبة ترامب لمحمود عباس بالسيد الرئيس, صار على نتنياهو ان يستقيل لأن رهانه على ترامب سقط بامتياز.
نتذكر ان أحد رؤساء الدول خاطب ياسر عرفات بمستر شيرمان, فغضب ابو عمار: أنا لست شيرمان.. أنا بريزدانت عرفات.. وصار عرفات سيادة الرئيس, مع أن السلطة الوطنية كان اسمها الحقيقي: سلطة الحكم الذاتي الاداري.
ومع ذلك فمخاطبة السيد عباس بمستر بريزدانت لا تعني ان الرجل سيعترف غداً بالدولة الفلسطينية, لكنه باستقباله للرجل المُقنع, وما ترتب على ذلك من كياسة يعني, أنه ليس في جيب نتنياهو والمستوطنين. وأنه ينظر في دولة منزوعة السلاح تعيش جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل. فالرئيس عباس يمغمغ موضوع العودة والتعويض لعل وعسى.
هنا علينا أن نتواضع ونقول شكراً لعبدالله الثاني, فالحاحه, حفظه الله, على الادارة الاميركية الجديدة بأن قضية فلسطين هي أساس التطرف, واساس عدم الاستقرار في المنطقة.. وبأن الارهاب هو منتج طبيعي لاوضاع شعب يعيش فريداً في هذا العالم تحت الاحتلال وتحت الانكار المستمر لحقه في تقرير مصيره.
عرفات فرض نفسه رئيساً حتى تحت حكم اداري ذاتي, فلماذا لا يفرض محمود عباس نفسه رئيساً اذا كان ترامب خاطبه باسمه: السيد الرئيس؟
لا أحد يستطيع انكار شعب حجمه في حجم تضحيات الشعب الفلسطيني, ونقول تضحيات ولا نقول قيادات. فمنذ ايام الحاج امين الذي آمن بأن أدولف هتلر وليس غيره هو الضامن لحق الشعب الفلسطيني, وأنه كان المعزز المكرّم في مواطن النازية.. فكانت النتيجة: دولة لليهود للتعويض عن ستة ملايين قتلهم أو لم يقتلهم الوحش النازي.
نعيد ونقول: لا شعب ضحّى كما ضحّى الشعب الفلسطيني. ولا أحد قدم لحقه في تقرير مصيره كما قدم الشعب الفلسطيني. وسيأخذ هذا الشعب حقه في النهاية. هذا ما يؤمن به عبدالله الثاني.. وهذا سيكون.
الرأي