منذ البدء ونحن نعتقد أن المحرك الحقيقي للتفكير هو الحاجة للاشياء في حياتنا ، ووضعوا فرضيات ونظريات تكلم فيها أفلاطون وأرسطو وصورها ماسلو في سلم الحاجات ،هكذا فسروا علاقتنا بطريقة تفكيرنا إنها حاجات نريد أن نشبعها بكل الطرق وبأي ثمن ، نعم حقيقة يجب الإعتراف بها ان كل النظريات صحيحة.
لكن المفاجاة إن الحاجات التى تحدثنا عنها أشْبِعَت بل تم إغراقنا بها ، فلم تعد هناك حاجة حقيقة حسب الدراسات فالنظام الذي يفسر دوافعنا لإنتصاب قاماتنا لنحرث الأرض ونزرع ونصنع ونحارب تم إختراقه ، وكل ما ذكرناه أصبح يقدم لنا في معالف الإطعام والاستهلاك المبتذل ليصبح سلوكاً بلا دوافع للتفكير بالحاجات بل سلوكا ًروتينيا ًبلا تفكير .
نعم هكذا حال شبابنا إختلفت حاجاتهم وإتخذت مساراً آخر وغاب لديهم الحافز للإبتكار والبقاء واصبح جُل َ إهتمامهم كماليات الحياة، هاتفاً سيارة مكتب مقهى مطاعم سفر وتمتع بالنظر فأي إنتصاب سيكون نتيجة لتلك المحركات والمهلكات.
نعم إننا بحاجة للإنتصاب الفكري القادم من زوبعة الواقع المزيف لتنسف كل المظاهر وتسود بواقعها إننا لا نملك ملبسنا ولا مشربنا ولا حتى مسكننا إنما نعيش واقع غيرنا رسموه لنا أغرقونا بوهمنا، بدلوا لنا إنتصابنا وأصبحنا نعبد ذاتنا.
سحقا لكل الحضارات الزائفة ، نعود كما كان أجدادنا نحصد قمحنا ونغنى على بيادر حصادنا ونرفع رايات عزنا ونخب ترابك يا أردن ونطحنه مع دقيقنا لنصحح مسار إنتصاب تفكيرنا ، عاش الشباب وحمى الله الأردن.
ودمتم بتفكيركم.