عمون - لقمان إسكندر - وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، مهاجمي السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران بـ"الغباء والحماقة".

وقال ظريف أمام جمع من أساتذة كلية العلاقات الدولية أمس الأول، وفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية: "أعتقد أن الهجوم على السفارة السعودية في إيران، نوع من الغباء والخيانة والحماقة من جانب المهاجمين"، مضيفاً: "لو لم يتم الهجوم على سفارة السعودية لكان الوضع اليوم بطريقة مختلفة".

تصريح في حال كان دقيقا، يشكل انعطافة حادة – ظاهريا على الأقل – للسياسة الإيرانية في المنطقة، أو هي ربما انحناء للعاصفة التي يقال إن ترامب سيحملها في حقيبته خلال جولته في المنطقة، فهل هي فاتحة التنازلات الايرانية أم ان سيف ترامب سبق عذل طهران؟

لم يترك ظريف مثالا إلا واستشهد به في جلسته تلك، عن سوء إدارة وغباء السياسة الايرانية، على حد قوله قائلاً إن من الأخطاء التي ارتكبت، التعرض لسفينة أمريكية كانت تحمل 10 من البحارة، وتم اعتقالهم في يناير (كانون الثاني) 2016، عندما كانوا في طريقهم من الكويت إلى البحرين.

يقول: كنا على وشك الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وحدث أمران مهمان: الأول الهجوم على السفارة السعودية والثاني أسر عشرة جنود أمريكيين في الخليج، كانت إدارتنا للحادثة الأولى سيئة والثانية جيدة.

وتستبق هذه التصريحات الزيارة التي وصفها ترامب بالتاريخية للعاصمة السعودية، وهي محاولة يفهمها خبير الشؤون الايرانية الدكتور نبيل العتوم في كونها اطلاق قنابل دخانية أمام طائرة ترامب التي جاء فيها الى المنطقة من أجل ترتيب أوضاع المنطقة، إضافة الى محاولة بناء تحالف لمواجهة ايران.

"التصريحات الايرانية موجهة الى الخارج الاقليمي والدولي"، يقول الدكتور العتوم لـ"عمون" ويضيف، سبق وتعهد ترامب بوقف النفوذ الايراني، لافتا الى ان الفترة المقبلة هي فترة مواجهات كبرى عنوانها الاساس مواجهة ايران في سوريا واليمن، مشيرا الى ان الرئيس الامريكي نفسه اطلق على الزيارة اسم الفرصة التاريخية.

ويحاول وزير الخارجية الايراني تحقيق جزء من التهدئة الدبلوماسية قبل مجيء ترامب، في مقابل تصعيد سعودي غير مسبوق ضد ايران، يتحدث عن الخطر الايراني وعدم جدية ايران على بناء علاقات صحية مع دول الجوار.

وسخر د. العتوم من تصريحات ظريف وقال إن حكومة روحاني ليس فقط لم تمنع الهجوم على السفارة الايرانية بل ان الهجوم تم بضوء اخضر منها.

وردا على سؤال فيما اذا كانت ستنجح هذه التصريحات في عودة العلاقات او جزء منها. قال الخبير الاردني في الشأن الايراني المسألة ليست بهذه السهولة، خاصة وان الرياض لديها شروط، يجب ان تنفذها ايران، ولن تفعل.

لافتا الى ان مدبر اقتحام السفارة هو حسن كرد ميهن المرشح محمد باقر قاليباف وهو من قياديي انصار الله ويرأس مؤسسة "نور معرفة" ومدعومة من الاجهزة الامنية المحسوبة على المرشد.

وكان ظريف وصف استهداف السفارة السعودية في كونه يكشف عن سوء الإدارة في إيران.

وقال الوزير الإيراني لأول مرة إن الحكومة الإيرانية على أعلى مستوياتها، وهو مجلس الأمن القومي الذي يضم الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني ووزراء ومندوبي المرشد، كان يتوقع الهجوم ضد السفارة السعودية قائلاً: "كنا في اجتماع للمجلس يوم الحادثة، وكنا متفقين على أنه في حال تم الهجوم ضد السفارة السعودية، سيعطي الرياض الحجة للرد وهذا ما حصل".

وتابع ظريف: "بكل تأكيد، لو لم تحدث تلك الحماقة التاريخية، وباعتقادي الخيانة، لكانت الظروف مختلفة تماماً اليوم".

وواجه الهجوم على السفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد، من جانب متطرفين مقربين للمرشد الإيراني علي خامنئي، إدانات واسعة إقليمية وعالمية من بينها مجلس الأمن الذي أدان بشدة الاعتداء.

واتخذت الرياض في يناير (كانون الأول) العام الماضي، قراراً بقطع العلاقات مع طهران عقب اقتحام سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد.