متى أصبح الضرب في المدراس مقبولا ؟..

هكذا كان رد جلالة الملكة رانيا العبد الله على موضوع الزميل خالد الخواجا لصحيفة ''عمون'' الالكترونية الاخبارية الاردنية.. المنشور في الثلاثين من الشهر الماضي بغية تسليط الضوء على أهم موضوع يقلق الاهالي والطلبة ..

وحينما كنت والزملاء باسل العكور شريكي في المشروع الاعلامي الجديد القديم ''عمون'' والاصدقاء فايز الفايز ووائل الجرايشة واياد الجغبير ويجالسنا الصديق سامي الزبيدي ، نطالع التعليقات الواردة للموقع من القراء لتصنيفها ونشرها فوجئنا بتعليق يحمل اسم ''رانيا العبد الله'' .. وما ان انهينا قراءة التعليق حتى هاتفنا الصديق ايثار الخصاونة المسؤول الاعلامي في مكتب جلالة الملكة لتأكيد ان جلالتها هي بالفعل من أرسلت التعليق..

وفي تعليق الملكة اكثر من معنى ورسالة فهي تؤشر في ذلك الى موضوع اخذ من نقاش قراء عمون بين مؤيد للضرب ومخالف له ما لم يأخذه شيء آخر هذا الشهر ، ما استدعى ان تقوم جلالة الملك بالتعبير عن رأيها في مداخلة عميقة ومهمة تؤطر الى حل وهي المهتمة بهذا الشأن والمتابعة له منذ مشروعها الفريد ''مدرستي'' الذي رافقنا قيامه واهتمام الملكة به بتوجيه من جلالة الملك شخصياً.

دعت جلالة الملكة الى معالجة الأمر واعتبار ضرب التلاميذ خط احمر ، ما يدل على تفاقم المشكلة وضرورة حلها وهو الذي دعا وزير التربية والتعليم الى القول الى محطة نورمينا الاردنية انه سيعمم التعليق على المدارس من صباح اليوم ودراسة القضية ببالغ العناية والتوجيه والتأكيد على منع ضرب التلاميذ وهو بلا شك انتصار للديمقراطية والحوار وتفاعل القراء مع قضاياهم ومشكلاتهم اليومية وان بدت عادية عند البعض .

''هناك أمور طرحتموها نتفق عليها جميعا: أهمية تأهيل المعلمين ليكون في جعبتهم آلاف الطرق الجديدة لايصال المعلومة الى تلاميذهم، و تحديث أساليب تعليمنا لتتماشى و العصر و متطلبات سوق العمل، أمور كثيرة يمكن أن نناقشها و نتحاور في أنجح سبل تطويرها و تطبيقها'' .. هذه دعوة واهتمام آخر من جلالتها وهي تؤكد على دور المعلم و ضرورة تأهيله وأهمية تحديث أساليب التعليم وطرق ايصال المعلومة وفي مجملها ملخص الأزمة التي ترى جلالتها انها لا تقبل القسمة على اكثر من وجه وهي تؤسس لحوار انتهى بتوجيه نحو الأفضل .

اهتمام الملكة وكان سبقها جلالة الملك في أمر التعليق والتواصل عبر الانترنت والمواقع الالكترونية وحمايته للمعلقين ورعايته لآرائهم ، يعطي بقوة دفعة للرأي وحماية الرأي الآخر ويمنح الناس فرصة ذهبية لاستغلال المنابر الحرة للتعبير والاقتراح والفكرة .

اشّرت جلالتها الى قضية هامة وهي ان ''التربية هي أساس التعليم، والتربية مسؤوليتنا جميعا''..ودعت الى ان لا نبقى مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة ضرب التلاميذ وهي القصة التي ظلت تراوح مكانها على مدى سنوات الى ان قالت الملكة كلمتها وعبرت عما يدل على حضارية التعامل مع قصة ليست غريبة على مجتمعنا ونحن في قرن يتسابق فيه العالم الى العلم والمعرفة والتكنولوجيا لا الاستقصاد والتثوير وتعميم الجهل والعرف والعادة السيئة .

samhayari@gmail.com

المقال نشر اليوم في الراي الغراء .


( نشكر باسم اسرة عمون نيوز وقراء الصحيفة الالكترونية الاخبارية الاولى جلالة الملكة لاهتمامها واختيار موقعنا الوطني واملنا ودعوتنا الى الله ان يبقي الله جلالة الملك ويحفظه وجلالة الملكة) .