-1-
في إحدى محاضرات العلاقات الأسرية.. سألت المحاضرة النساء الحاضرات، سؤالا طريفا، قد لا يخطر بالبال وهو: متى آخر مرة قلتِ لزوجك حبيبي؟ إحداهن قالت: اليوم.. أخرى قالت: أمس.. الثالثة قالت: والله لا أذكر! ثم طلبت المحاضرة من الجميع إرسال رسالة على الواتس أب لزوجها وتكتب فيها: زوجي العزيز.... أحبك، ثم طلبت من كل زوجة قراءة رد زوجها..! وجاءت الردود كالتالي:
1- شو خير إن شاء الله عازمة أهلك؟
2- شو مدام ضاربة السيارة؟؟؟؟
3- ما فهمت.... هاتي من الآخر
4- خير خير خوفتيني شو في؟؟
5- بلا لف ودوران.. قديش بدك؟؟
6- مو معقول.. حدا يقرصني أنا بحلم؟؟؟
7- يا بنت الحرام(!) لمين باعتي المسيج وأجاني بالغلط؟ (رغم أن الرسالة بدأت بـ زوجي العزيز!)..
آخر واحد كان «معمي ضوه!» كما تقول الحكاية، كتب: لو سمحتِ ممكن أعرف من معي؟!
-2-
لا أعرف من الذي ألف هذه القصة، التي جاءتني في رسالة خاصة على الواتس أب، وربما يتم تداولها بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، وقد تكون واقعة حقيقية، وقد تكون مجرد نكتة أو مُلحة، لكنها واقعية بشكل مذهل، وتكشف عن مدى الخراب الذي أصاب مؤسسة الزواج في بلادنا، وأذكر هنا موقفا متكررا لأحد الأصدقاء قد يزيد الطين بلة، فقد كان يتذمر كثيرا من زوجته كلما قالت له حبيبي، بل يقول أنه كلما سمع هذه الكلمة منها «يقشعر بدنه!»، صديق آخر يقول إن زوجته لا يمكن أن تناديه حبيبي إلا في حالة واحدة فقط وهي حينما تطلبه على الهاتف، وتكون في صحبة صديقاتها، إذ تتغير لهجتها معه، وتبدو أنها تحدث حبيبها فعلا، لرقة الصوت وحلاوة الكلمات أما حينما تحدثه وهي وحدها فتبدو وكأنها تحدث البقال حينما تقول له: هات معك ضمة فجل، صديق ثالث من «الدقة القديمة» كان يقول: والله لو قالت لي حبيبي قدام الناس لأرقعها بالخمساوي، أما الصديق الرابع، فقد جاءنا يوما وهو يضرب على رأسه، وهو يصرخ: قال حياتي قال! وحينما سألناه ما الخطب؟ قال بانفعال شديد: قال بتقول لي حياتي قال، قدام الناس، وهي طول عمرها معي تتحدث من رؤوس مناخيرها!
-3-
لا أريد هنا أن أتفلسف كثيرا وأورد إحصاءات عن أرقام الطلاق المذهلة في مجتمعنا، ولا عن حالات «الطلاق العاطفي» التي تعيشها نسب عالية من أسرنا العربية، ولا عما يسمى «الخيانات الزوجية!» من كلا الطرفين، ولكنني فقط أستذكر عبارة قيلت لي ذات يوم، ولم أزل أذكر معناها وهو: وراء كل أنثى مدمرة رجل، فأنا بمنتهى الصراحة أحمّل الرجل المسؤولية شبه الكاملة عن سوء العلاقات الزوجية، ولكنني في الوقت نفسه، لا أعفي المجتمع وما تسوده من تقاليد وعادات وقيم مهترئة ومشكلات اقتصادية وضغوط حياتية من جريرة إفساد الرجال، وتحوّلهم في عاداتهم من عشاق لزوجاتهم، إلى ما يشبه سلوك بائع جرار الغاز، بل ربما يتصرف هذه البائع على نحو رقيق مع المرأة إن أعجبته من باب التحرش ومري كلمات الغزل، وهو مما ينأى عنه الزوج، بزعم أن «اللحم بخاوي»، أو «والله يا زلمة كأني متزوج عمتي»!
الدستور