فرنسا على صفيح ساخن .. بين المناظرات والواقع
أ. د. ناهد عميش
04-05-2017 02:06 PM
"سيحكم فرنسا امرأة، إما أنا او أنغيلا ميركل" بهذه الطريقة هاجمت مارين لو بن نظيرها إيمانويل ماكرون في المناظرة التي تمت بينهما قبل ثلاثة أيام من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية.
اتسمت هذه المناظرة بين مرشحي الرئاسة الفرنسية بالحدّية والشراسة ولم تخلُ من تبادل الاتهامات على حساب نقاش البرامج الانتخابية لكل منهما.
كان جلياً تفوق ماكرون في الملفات الاقتصادية، فقد استطاع هذا الأخير كشف ضعف برنامج لوبن الاقتصادي، حيث انتقدت لوبن برنامج منافسها من غير أن تكون قادرة على طرح الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية التي تمر بها فرنسا. فهي تعطي، كما قال ماكرون، وعوداً لن تستطيع الإيفاء بها.
في موضوع السياسة الخارجية لفرنسا كان الاختلاف الكبير واضحاً بينهما، فقد صرّح ماكرون اتباعه النهج الديغولي الميتراني وقد أكد على ضرورة استمرار فرنسا في العمل مع الرئيس الأميركي ترامب للقضاء على الإرهاب.
أما لو بن فهي ترى أن على فرنسا استعادة سيادتها فيما يخص السياسة الخارجية وبدء الحوار مع روسيا واعتبارها حليفاً استراتيجياً لفرنسا. وقد اتهمت لوبن مرشح حزب إلى الأمام، بالتبعية لألمانيا والاتحاد الأوروبي.
الأمن كان له حصة كبيرة في المناظرة حيث استغلت لو بن قوة برنامجها في هذا الملف، وطرحت الخطوات الي ستتبعها في حال وصولها إلى الرئاسة، ومن أهم الإجراءات، إرجاع الحدود الوطنية وطرد كل من يحمل الجنسية الثنائية والمشتبه تورطه بقضايا إرهاب وإغلاق بعض المساجد التي يحمل أئمتها الفكر التكفيري.
ماكرون عدّ إجراءاتها هذه كفيلة بتقسيم فرنسا وشدد على أن إقصاء الآخر سيفاقم من المشاكل المتعلقة في الإرهاب.
وقدم ماكرون شرحاً تفصيلياً لخطته لمواجهة الإرهاب والتي تتكون من شقين، تقوية دور المخابرات العامة ورفع الظلم عن سكان الضواحي وإدماجهم مع المجتمع الفرنسي وعلى المستوى الخارجي الاستمرار بمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا.
بالنسبة لمشروع خروج فرنسا من منطقة اليورو والمقترح من قبل لوبن، فقد كان أيضاً موضوعاً شائكاً، حيث لم تظهر الأخيرة متمكنة من الحلول الاقتصادية التي ستحمي فرنسا من الغرق في تبعات هذا القرار.
عدّت مارين لوبن نفسها مرشحة فرنسا أما نظيرها فهو مرشح العولمة المتوحشة. في المقابل وصف ماكرون مشروع لوبن بالانزواء والعدائية واتهمها بالكذب ونشر الكراهية.
المناظرة لم تكن على المستوى المطلوب وقد شبهها أحد الصحفيين الفرنسيين بحلبة الملاكمة، وبحسب استطلاع للرأي تم إجراؤه عند انتهاء القسم الأول من المناظرة، عدّ 63% أن ماكرون كان مقنعا اكثر مقابل 34% للوبن.