نسمع أننا متخلفين ونسمع أننا متأخرين بالتحضر ونسمع أننا في بطء شديد من النمو ونسمع ونسمع ونسمع ......

ولكن ما الحقيقة هل هم قالوا عنا أم نحن من دمرنا سمعتنا وكسرنا مجاديف بعضنا البعض.
نُعتنا بالدول النامية وصفقنا بفرح لهذه العبارة دون وضع جدوى لرد بطريقة حضارية استلمنا الدعومات للنهوض بالمبادرات العالمية والخاصة بالمرأة مع أن معظمها يتحدى عاداتنا وتقاليدنا وديننا وقبلناها لنستفيد من الدعومات، جميل ان استفيد من الدعومات ولكن الأجمل أن اعطيهم تعديلاً لمبادراتهم وارد عليهم بما هو جميل نحو ما يقدمون ويمسح تدريجيا عاداتنا وتقاليدنا، قالوا أننا غير متحررين ونحن من جعلنا اسم المرأة بين العشائر والعائلات ( شيخة) بتشيخها بوسام الأدب والأخلاق والعلم والتقدير، قالوا عنا مانعين للحرية، ونحن من اوصلنا المرأة للمناصب العليا دون ان يتجرا رجل على المساس بأخلاقها وسمعتها، يقولون عنا متخلفين، ونحن من استقبلنا ضيوف العالم بأرقى وجه حضاري وتاريخي، فهل يستطيع المعزب المتخلف أن يستقبل ضيفاً ويكرمه بعقلية متخلفة.

السؤال هنا، لماذا نجعل دائما أنفسنا مقصرين ومتخلفين ومن الدول النامية ومن البلدان ذات العقلية الرجعية، ويوافقهم البعض ...لماذا حتى يثبت لهم أنه الإنسان المطيع والمساير لتحضرهم وتفكيرهم، كثيرون في هذا البلد ومن البلدان العربية من جلدوا الأردن وبلدانهم ليصلوا ، جلدوها ونعتوها كي يتميزوا ويقال عنهم متحضرين بأفكارهم وطموحاتهم ونسوا ان بيت الشعر الذي تربوا تحته والشجرة التي كانوا يلعبون تحتها والجرة التي كانوا يشربون منها هي من بنت رجولتهم وحضارتهم وليس الأفكار الدخيلة علينا التي دخلت باسم الدعم والمساندة لتثبت تخلفنا ورجعيتنا.
ليس من العيب أن نتلقى الدعومات والمساندات ولكن ليس على حساب جلد عروبتنا وجلد بلادنا، فمهما قالوا ومهما عملوا ستبقى نخوتنا وعقليتنا في مقدمة الدول، يكفينا شرفاً أنهم قبل أن يأتوا وينادوا بحقوق المرأة كنا قد أعطيناها حقوقها وقبل أن يجلدوا عاداتنا وتقاليدنا المتماسكة كانوا يبحثون عن تماسك أسرهم ومجتمعاتهم.

 

يكفينا شرفاً أنهم يقدمون الكثير لمواطنيهم ليحصلوا على ثقتهم وحبهم لبلدانهم، ونحن رغم كل الصعاب نقدم الأرواح والأبناء والغالي والرخيص لعدم السماح لأحد ان يمس سمعة بلادنا، إذن فلنسأل مرة أخرى لماذا يسموننا متخلفين عن الدول الأخرى؟؟؟؟