الإمارات الأفضل في عقول الشباب العربي عيشاً وعملاً ومستقبلاً
04-05-2017 09:26 AM
عمون- كشفت نتائج «استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي التاسع، لرأي الشباب العربي 2017»، عن تصدر الإمارات البلدان التي يفضل الشباب العربي العيش فيها؛ إذ تمثّل الوجهة المفضلة للعيش، كما أنها تعد نموذجاً عالمياً ناجحاً يتمنون أن تحتذيه بلدانهم، فكل واحد من أصل 3 شبان عرب يرغبون بالعيش فيها. وقال 35% من الشباب المستطلعة آراؤهم ـ من خلال 3500 مقابلة مباشرة، أجرتها شركة «بي أس بي» ريسيرتش، تتراوح أعمارهم بين 18-24، في 16 بلدا ـ إنهم يفضلون العيش في دولة الإمارات بزيادة في نقاط النسبة المئوية قدرها 13 نقطة عن العام الماضي (22%)، متفوقة على الولايات المتحدة الامريكية، التي بلغ معدل طموح الشباب للعيش فيها، 15%، ولكل من كندا، والسعودية 14%، مقابل 13% لألمانيا.
تبوأت الإمارات المرتبة الأولى مجدداً من حيث رغبة الشباب، في أن تحذو بلدانهم حذوها، حيث اختارها أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع كنموذج يحتذى، بنسبة 36%، مقارنة مع ما يقرب من ربع المشاركين العام الماضي (23%). وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بنسبة 15%، متراجعةً من 19% العام الماضي، بينما شهدت كندا ارتفاعاً ب5 نقاط في النسبة المئوية، لتصل إلى 14%، وتحتل المرتبة الثالثة، أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب ألمانيا بنسبة 13%، وحلت المملكة العربية السعودية في المرتبة الخامسة بنسبة 12 %. وسجلت الإمارات نتيجة متقدمة لدى الشباب العربي لجهة الأمن والأمان بنسبة (31%)، وحققت كذلك نتائج إيجابية أخرى على صعيد اقتصادها المتنامي بنسبة ( 25%)، وتوفر باقة واسعة من فرص العمل بنسبة (23%) وعروض رواتب مجزية بمعدل (22%)، ونظام تعليم رفيع المستوى بواقع (17%)، ووجهة متميزة لتكوين أسرة (17%)، وسهولة إطلاق المشاريع (14%).
الحليفان الإقليميان
وأكد ثلث الشباب العربي ممن شملهم الاستطلاع في 16 دولة، أن الإمارات والسعودية هما الحليفان الإقليميان لبلدانهم في المنطقة، حيث اعتبر (36%) منهم الإمارات الحليف الإقليمي الأول لبلدانهم، بزيادة 8 نقاط في النسبة المئوية عن عام 2016، وبفارق طفيف عن المملكة العربية السعودية التي سجلت نسبة (%34). وأظهرت النتائج تراجعاً في معدلات التفاؤل بين الشباب العربي، مع بروز فجوة متنامية بين شباب البلدان الخليجية الغنية، ونظراءهم في البلدان الأخرى من حيث نظرتهم للمستقبل، حيث أكد نصف المشاركين في استطلاع أن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما يمثل انخفاضاً ملموساً مقارنة مع العام الماضي، عندما أشار نحو ثلثي المشاركين (64%) إلى أن بلدانهم كانت تمضي في الاتجاه الصحيح.
وأكد 85% من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي، أنهم واثقون من أن بلدانهم كانت تمضي في الاتجاه الصحيح خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن ترى نفس النسبة من الشباب في بلدان شرق المتوسط واليمن التي تواجه تحديات اجتماعية، وسياسية، واقتصادية، متنامية أن بلدانهم لا تمضي في الاتجاه الصحيح، لتنقسم آراء الشباب العربي حول تلك الجزئية. وأشار 78%؛ من الشباب الخليجي، إلى أن أيامهم القادمة ستكون أفضل، في حين يعتقد ثلثا الشباب العربي في بلدان شرق المتوسط، واليمن، أن أيامهم الماضية كانت أفضل، ويشعر (81%) بأن حكوماتهم تستطيع بذل مزيد من الجهود لحل مشكلاتهم ومعالجة قضاياهم الأساسية، مقابل 86% من الشباب الخليجي ترى أن حكوماتهم تنتهج سياسات تدعم الشباب، وأيد هذا الرأي ربع الشباب فقط بنسبة 24% في بلدان شرق المتوسط واليمن.
يعتقد غالبية الشباب العربي، أن نظام التعليم الحالي لا يؤهلهم لشغل وظائف المستقبل، وتمثل جودة التعليم مصدر قلق كبير للشباب العربي، وخصوصاً في الدول غير الخليجية، حيث أبدى نحو نصف الشباب العرب عدم رضاهم عن قدرة نظام التعليم الحالي على إعداد الطلاب لشغل وظائف المستقبل. أما معظم الشباب الذين عبروا عن رضاهم (%51)، فكانوا من دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة 80%، فيما يأتي 33% من الشباب الذين قالوا إنهم غير راضون من دول شمال إفريقيا، و34% من دول شرق المتوسط.
ويشير الاستطلاع إلى أن التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» - والذي تم تصنيفه العام الماضي كأبرز العقبات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط - أصبح أضعف اليوم، ويعتبر إلى جانب البطالة العقبة الأبرز لنحو 35% من شباب المنطقة. ويعتقد 61% من الشباب العربي، أن نفوذ «داعش» يتلاشى تدريجياً في المنطقة، مشيرين إلى أن إصلاح نظام التعليم، وتوفير فرص العمل المجزية، يضاهيان أهمية العمل العسكري في القضاء على التطرف والإرهاب.
ولدى سؤالهم عن مشكلة البطالة تحديداً، أشار واحد من أصل كل اثنين من الشباب العرب، إلى أنهم «قلقون جداً» حيال توافر فرص العمل بزيادة 9 نقاط في النسبة المئوية عن العام الماضي. وكان شباب العراق (69%)، والجزائر (64%)، والبحرين (60%)، الأكثر قلقاً إزاء هذه المشكلة.
وجاءت مواقف الشباب العربي إزاء فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية سلبية إلى حد كبير، وعلى الرغم من تسلّمه مقاليد الحكم قبل فترة وجيزة من إجراء الاستطلاع (من 7 فبراير حتى 7 مارس 2017)، إلا أن الرئيس ترامب كان برأي الشباب العربي الأقل شعبية بين الرؤساء الأمريكيين في القرن الحادي والعشرين. ومن بين 3,500 شاب وشابة عرب، تم استطلاع آرائهم عبر 16 بلداً في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، أعرب 83% منهم عن عدم تفضيلهم للرئيس ترامب مقارنة مع 77% ممن لا يفضلون الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، و52% ممن لا يفضلون الرئيس السابق باراك أوباما. واعتبر 70% من الشباب العربي، أن الرئيس دونالد ترامب معادٍ للمسلمين، ورأى 49% منهم أن حظر سفر مواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، يخدم مساعي الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب المسلمين، ودفعهم إلى التطرف.
ووفق الاستطلاع نالت مسألة انتخاب ترامب المرتبة الأولى في التطورات التي ستؤثر على مستقبل الشرق الأوسط خلال السنوات الخمس المقبلة، متقدمة بذلك على انتعاش أسعار النفط الخام، وخسارة «داعش» لمناطق نفوذه في العراق، وسوريا، وقطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران، واستمرار النزاع المسلح في اليمن.
وعبّر %64 من المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم أو تخوّفهم أو غضبهم حيال تولي ترامب رئاسة الدولة الأقوى في العالم، فيما لم يقل سوى واحد من أصل كل خمسة (19%) شباب عرب إنهم متحمسون أو متفائلون أو يأملون خيراً من الرئيس الجديد. وأظهر الاستطلاع تنامي المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين الشباب العربي، حيث اعتبرها 49% منهم عدواً لبلدانهم (بالمقارنة مع 32% العام الماضي)، مقابل 46% ينظرون إليها كحليف (مقارنةً مع 63% في عام 2016). وفي عام 2017، بات معظم الشباب العربي في 8 بلدان ينظرون إلى الولايات المتحدة كعدوٍّ لهم، مقارنة بقائمة العام الماضي التي كانت تضم 4 بلدان فقط عام 2016.
ورصد الاستطلاع تصاعد دور روسيا على حساب نظيرتها الولايات المتحدة بصفتها الحليف الدولي الأبرز لبلدان المنطقة. ولدى سؤال الشباب العربي عن الحليف الأكبر لبلدانهم، اختار 21% منهم روسيا (مقارنة مع 9% في عام 2016)، بينما أشار 17% منهم إلى الولايات المتحدة (مقارنة مع 25% العام الماضي).
وأظهر الاستطلاع أن موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، يعد المصدر الأول للأخبار اليومية عند الشباب العربي؛ إذ أكد أكثر من ثلث (%35) شباب العالم العربي أن مصدرهم الرئيسي للأخبار اليومية هو موقع «فيسبوك»، في مقابل 31% للمصادر الإلكترونية الأخرى، و30% للقنوات الإخبارية التلفزيونية، و9% فقط للصحف. ويستخدم ثلثا الشباب العربي (%64) «فيسبوك» لمشاركة المقالات الإخبارية، مقارنة مع 52% عام 2016، و41% في 2015.
وعلى الرغم من اعتزازهم بلغتهم الأم، إلا أن غالبية الشباب العربي يقولون إنهم يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من العربية في حياتهم اليومية. واتفق 80% من الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع مع عبارة «اللغة العربية أساسية لهويتي الوطنية». ومع ذلك، أجمع 60% من الشباب العربي على أن اللغة العربية تفقد قيمتها. وقال أكثر من نصف الشباب العربي (%54) إنهم يستخدمون اللغة الإنجليزية أكثر من العربية في حياتهم اليومية (مقارنة مع 46% في عام 2016).
وتم إجراء «استطلاع أصداء بيرسون مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي»، بواسطة شركة «بي أس بي ريسيرتش» بهدف رصد آراء الشباب العربي في 16 بلداً، ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وبلغت عدد المقابلات الشخصية 3500 باللغتين العربية والإنجليزية؛ إذ يزود الاستطلاع الذي تم إطلاق نسخته الأولى عام 2008، الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص، والمجتمع المدني، برؤى معمقة حول آمال ومخاوف وتطلّعات الشباب العربي.
واستهدف الاستطلاع في نسخة 2017، شباناً وشابات عرباً ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً، في 16 دولة، ضمت دول مجلس التعاون الخليجي الست (البحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والسعودية، والإمارات)، وشمال إفريقيا، (الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس) وشرق المتوسط (العراق، والأردن، ولبنان، والأراضي الفلسطينية) واليمن، ولم يشمل الاستطلاع سوريا بسبب الصراعات الأهلية الدائرة في البلاد.
أكد التقرير النهائي لنتائج استطلاع أصداء بيرسون مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي، استهداف المواطنين الأصليين في كل بلد، بشرط أن يكونوا من الشباب الذين تسمح لهم فئاتهم العمرية بالتعبير عن آرائهم في موضوعات عدة. وتم اختيار جميع المشاركين بشكل يعكس الأوضاع الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية، لكل واحدة من الدول المشمولة، وكانت نسبة الذكور والإناث المشاركين في الاستطلاع هي 50: 50، ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع +/- 1,65%.
بلغ عدد المشاركين في الاستطلاع من كل دولة 200 مشارك، باستثناء دولة الإمارات، والسعودية، ومصر، التي حظيت بمشاركة 300 لكل منها، والعراق بمشاركة 250، وفلسطين بمشاركة 150، وبلغت نسبة المشاركين في الإمارات 40% من المواطنين المقيمين في أبوظبي، و40% في دبي، و20% في الشارقة.
وأكدت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة مؤسسات محمد بن خالد آل نهيان الثقافية أن نتائج الاستطلاع الذي كشف عن تفضيل الشباب العربي للعيش في الإمارات متقدمة على أمريكا وكندا، تؤكد مدى الحكمة والوعي والنظرة البعيدة التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة حفظها الله، التي وفرت بيئة مشجعة للعمل المبدع، وحرصت على سعادة كل إنسان يعيش على أرض الإمارات، فباتت منارة ومبعثاً للسعادة والخير والعطاء .
قالت الدكتورة شمس الإسلام أحمد حالو أستاذ مساعد بجامعة الغرير: إن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت للإنسان سبل العيش الكريم وبيئة آمنة مستقرة وحضارية يشعر فيها بإنسانيته وكرامته وهو ما يبحث عنه الشاب العربي وهو ما وجده في الدولة التي تحترم احتياجات ومتطلبات كل من يقيم على أرضها،إذ تحظى بعدالة اجتماعية إنسانية قانونية، فضلا عن شعبها الودود المتآخي والمندمج مع الثقافات الأخرى.
مقصد الجميع وواحة أمن وأمان
وتصدرت الإمارات دول العالم كأفضل دولة للعيش فيها من قبل الشباب العربي، وهو ليس بالغريب في دولة الحضارة والرقي والتطور والازدهار، التي تعتبر وجهة مفضلة للجميع وللشباب على وجه الخصوص، إذ تتحقق الأحلام فيها والطموحات، فهى حاضنة تحتوي الجميع دون النظر إلى الدين أو اللون أو العرق.
عبّر الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية في الشارقة عن سعادته بما تبوأت به الإمارات، مرتبة الصدارة لدى الشباب العربي كوجهة يفضلون العيش فيها، مؤكداً أن الدولة تستحق ذلك لأنها وبحق واحة أمن وأمان، وساحة غَنَّاء تتمتع بأصالة الإسلام والمحبة والسماحة والوسطية والاعتدال، والقيم الإنسانية والأخلاق النبيلة.
وأكدت الدكتورة شريفة المرزوقي، مديرة المركز الإعلامي بجامعة الشارقة أن دولة الإمارات تتحلى بِسِمة جميلة، وهي قلوب شعب الإمارات المفتوحة لجميع الثقافات، والتعامل مع مختلف شعوب العالم بكل احترام وود وتقدير، وسبب ذلك يرجع للقيادة الرشيدة التي استطاعت بحكمتها أن تستقبل شعوب العالم وتوفر لهم مختلف احتياجاتهم على أرض الدولة حتى لا يشعروا بغربة.
من جانبه أكد الدكتور فكري النجار أستاذ محاضر في كلية الآداب بجامعة الشارقة، أن دولة الإمارات وجهة مفضلة لجميع الفئات وخاصة الشباب، نظراً لتوافر نعمة الأمن والأمان، وتوافر فرص العمل في ظل التقدم التكنولوجي الهائل، والرقي الحضاري.
من جانبه أكد الأستاذ الدكتور عبدالله المنيزل مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية، في جامعة الشارقة، أن دولة الإمارات تحظى بإقبال واسع من قبل الشباب العربي ومن مختلف الجنسيات ومن جميع الفئات نتيجة توافر مقومات العيش الرغيد، والعدالة الناجزة على وجه الخصوص، في ظل تعدد الجنسيات.
الخليج