لا شيء يوقف عناد بوتين في الشأن السوري، حتى بعد ان دخلت الكارثة عامها السابع. لكن هناك من لا يزال يتفاءل. فما المعنى من ربح بوتين هذا العالم، وخسارة نفسه؟!.
آخر بحث للرئيس الروسي ليس شبه جزيرة القرم التي احتلها عنوة. او الاجزاء الشرقية من اوكرانيا – الاجزاء الارثوذكسية – وانما توزيع مغانم النظام السوري، باعطاء ريف دمشق الى قوى محايدة لحمايته ووقف التذابح فيه، واعطاء منافذ العراق الى سوريا لمن تجد فيه «الحيادية المطلوبة» بغض النظر عن هذه الحيادية. فعند الرئيس بوتين، قد تكون اسرائيل حيادية لانها تقصف «السيادة السورية»، دون ان يتحرك حُماة الحمى الروس للدفاع عنها، وقد يكون الاردن هو الآخر قوة حيادية، لان جيشه يدخل الى عمق سبعين كيلومتر من الحدود المفترضة «للسيادة السورية». وقد عامل الرئيس بوتين الاردن معاملة الشريك في كل تجمع صنعه سواء في الاستانة، او جنيف، وحتى مجلس الامن. وكان الاردن في سياسته الذكية يستجيب للروس.. لا ايمانا منه بانهم مناورون من الدرجة الاولى، وانما لان الاستجابة للمناورة لا تكلف الاردن شيئا، حتى لا نقول انها تكلف .. لا شيء!!.
الاردن يقول دون مواربة: نريد لأي قوة تكون صاحبة تأثير ان تكون سبعين كيلومترا عن حدودنا الامنية. فالاردن في الحالة السورية او العراقية له حدودان: حدود جغرافية وحدود آمنة. والاردن يحب ان يتعامل مع حدوده الآمنة فلا توجد حدود مع دول قائمة اسميا لكنها لا تسيطر عليها.
نحن وحسب التعامل مع بوتين يمكن ان نكون «قوى محايدة» ولذلك فمن غير المستبعد ان يطالبنا غدا بالمرابطة في ريف دمشق، او على مناطق الحدود الشرقية لسوريا وشريكها في الفراغ .. العراق، ونستبعد مطالبة اسرائيل بذلك، رغم انه يسمح لها بضرب اي مكان في سوريا بما في ذلك مطار دمشق – وهو قاعدة عسكرية ايضا - .
الرئيس ترامب لا يخفي استعداده للعمل سوياً مع الصديق بوتين لوقف الكارثة السورية. ونحن نتفاءل فمن مصلحتنا وقف كارثة تعيش الى شمالنا حتى بعد سبع سنوات.
الرأي