بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 3-5-2017 لم تبخل مهنة الصحافة يوما عن تقديم ابنائها من المخلصين شهداء ، فكان الاعتقال والسجن والاغتيال والقتل والتفجير بانتظار كثيرين من اصحاب الاقلام الحرة .
الصحافة والشهادة توأمان، فالدماء تراق هنا وهناك ثمنا للحرية والسيادة والحقيقة الحرة.
فعندما ترعب الكلمة الحرة الارهابي والديكتاتوري والحاقد ، يكون الدم هو الثمن
يجيء اليوم الاحتفال بذكرى دماء عطرة ازهقت على ارض الاردن وفلسطين ولبنان وكل بلد تنطح فيها قلم حر نزيه ووقف في وجه الارهاب والتسلط ومنع الرأي الاخر من النور .
هذا اليوم التكريمي عرفان بدورهم الكبير في صياغة ونشر الثقافة الديمقراطية والوطنية في المجتمعات العربية، فكم اغتيال لصحفي وكم قتل لإعلامي كان في منطقة البؤر الساخنة ليستشهد وهو يؤدي عمله على اكمل وجه، عبر الكلمة الحرة الصادقة، والحس الانساني الرفيع، والانحياز المطلق للحقيقة، وبالتالي ايصال مبادئ ومواقف الانسانية تجاه ما يدور من احداث على ساحة الواقع بل ارض المعركة .
هؤلاء الشهداء تحديدا رفضوا ان تسود الامية بنوعيها الابجدي والمعرفي، ومعها كل افكار التخلف والانحطاط سياسيا واجتماعيا وثقافياً، بل ان هؤلاء الاوفياء لشعوبهم واوطانهم، يرتقون الآن الى مرتبة الرمز، لانهم رفعوا لواء التنوير والحداثة والثقافة العلمية، وناضلوا بأقلامهم وبثقافتهم الموسوعية، وبكل ما يملكون من مواهب وطاقات نضالية، من اجل اقامة مجتمع سليم ومعافى يزهو بأبنائه ، هؤلاء حلموا بمجتمع ترفرف عليه بيارق السلام والمحبة والتقدم والعدالة الاجتماعية .
في اليوم العالمي لحرية الصحافة - صاحبة الجلالة - تحية من القلب، مكللة بآيات التقدير والاعتزاز والاكبار لهؤلاء الاحبة، الذين فقدناهم قبل اوانهم .
نقول لهم ولذويهم انتم بحق المفخرة والقدوة لكل من تعز عليه قضية شعب ووطن، ولكل من يبحث عن النور في دياجير الظلمة التي خيمت بثقل كاهلها على عالمنا وتحية لكل من سار على دربهم وقام بدورهم المشرّف في النضال الحر احقاقا للحق والعدالة الانسانية .