الحكومة والمواطن: إنكار وقهر ، رفض وصبرد.مروان الشمري
03-05-2017 09:56 AM
هنالك حقيقتان واضحتان لا مجال فيهما للنكران : أولهما ان الحكومات الأردنية المتعاقبة باتت متأكدة تماما ومقتنعة بأن لا أهمية أبدا وبتاتا لوجود المواطن الأردني كإنسان عاقل بالغ راشد يمتلك أمره وله رأي فيما تقوم به الحكومات من إجراءات ظالمة اقتصاديا ومدمرة اجتماعيا وعليه فالحكومات رسخت قناعة حكومية في غرف القرار العام بأن مواطننا الأردني لا يعلم مصلحته او بالعامية "مش عارف وين الله حاطه" وبأن اي قرار حكومي سيمر رغم أنف المواطن في الأثناء تتزايد الإشارات القادمة من جسد المجتمع وبكلمة اخرى من قلبه النابض وهو الشعب بغالبيته، فذاك العنف المنتشر كالسرطان في جامعاتنا ما هو الا نتاج حالة احباط سلبية تسود المجتمعات المصدرة لهؤلاء الشباب، تلك الحالات من الرفض للأدوات الحكومية حتى الإيجابية منها كالكاميرات المعدة لمراقبة الطرق، تلك الحالات التي نسمع ونقرأ عنها كل يوم عن جرائم القتل والاعتداءات المختلفة، تلك الحالات المتعلقة بانتشار المخدرات، تلك الحالات المتعلقة بالانتحار، وكان الناس وخصوصا الشباب يقررون تباعا اما الهجرة او إنهاء واقعهم الماساوي بطرق لا يرضاها العقلاء ولكنهم فقدوا حتى بصيص اي أمل باهمية وجودهم ونضارة مستقبلهم، تلك الأخبار المتعلقة بخضارنا وفواكهنا وما سمعناه عن وجود بقايا مبيدات سامة عليها، تلك الأخبار المتعلقة بتعيينات الذوات وأبناء الذوات وأبناء أبناء الذوات في مواقع القرار، وغيرها وغيرها الكثير من الأخبار التي لا يبدو ان الحكومة تعلم عنها شيئا. على العقلاء في مراكز صناعة القرار المركزي للدولة ان يكونوا أمناء مع أنفسهم صادقين مع غيرهم وعليهم واجب مقدس الا وهو نقل الصورة كما هي دون تجميل ودونما كذب ودونما تزيين لم ولن يحل مشاكلنا أبدا، ديوننا تزيد ولا تنقص ونسب النمو الاقتصادي لا تبشر بخير ونسب بطالة متزايدة وازدياد اضطرادي في الهوة بين الطبقات ولا مشاريع اقتصادية مستدامة وهبوط او ثبات في معدلات الإنتاجية للأفراد ونسيان وتجاهل تام لتردي مستوى البنى التحتية في محافظات الأطراف وتركيز خلق فرص العمل في العاصمة والعقبة وانخفاض القوة الشرائية للدينار ارتباطا بمعدلات التضخم السلبي، كل هذه وغيرها تحتاج إخلاصا وصدقا ونزولا من الأبراج العاجية وفضاءات الخطابات اللاواقعية والوهمية التي تستخدمها الحكومات، عليهم جميعا النزول الى الطريق الرئيسي حيث المواطنين وليس التقوقع في الدوار الرابع وفِي مكاتب الوزارات.
هذا الوطن لنا وترابه ترابنا وليس لنا وطن سواه، هذا البلد بلدنا ولا نرى مستقبلا لنا الا فوق ثراه، هذه الارض عليها ما يستحق الإبداع والحياة. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة