عام على حكومة الذهبي .. مؤسسات صنع القرار حالة من التناغم والانسجام
فيصل الملكاوي
30-11-2008 09:35 PM
في مثل هذا الوقت قبل عام كان رئيس الوزراء نادر الذهبي يبدأ رحلة الحكومة بأن بادر بعد آداء القسم امام جلالة الملك عبدالله الثاني الى زيارة مؤسسات ودوائر ذات صلة مباشرة بحياة الناس " مؤسسة تشجيع الاستثمار ومستشفى البشير " "صحة واقتصاد" وكان هذا تكريس سريع ومباشرة فورية لترجمة كتاب التكليف السامي للحكومة الذي حدد الاولوية الاقتصادية والاجتماعية على رأس برنامج عملها .
الحكومة واجهت منذ البداية تحديا صعبا تمثل بالارتفاع الجنوني لاسعار النفط عالميا وصل الى نحو " 150 " في مرحلة معينة رافقه ارتفاع مماثل لاسعار المواد الغذائية والاساسية ، ما تطلب من رئيس الوزراء جهدا استثنائيا في معالجة هذا التحدي الكبير على الوطن والمواطن .
اعان الرئيس على حمل مسؤوليات المرحلة الماضية جملة من العوامل تمثلت اساسا في شخصية هادئة عملية تقف على مسافة واحدة من الجميع لاسيما الفريق الوزراء وحث دائم لفريقه على النزول الى الميدان لتملس حاجات الناس وقضاياهم والاقتداء بجلالة الملك عبدالله الثاني في نهج التواصل والقرب من المواطن في كل مكان وكان رئيس الوزراء خير من اقتدى بالقدوة جلالة الملك .
لم بكن المشهد الداخلي بالنسبة للحكومة في وضع مثالي خاصة في بعض مواقع صنع القرار ، التي حاولت التمدد على صلاحيات الحكومة وتطبيق وصفة اقتصادية وسياسية غريبة لكن رئيس الورزاء مضى قدما في الاخذ بالولاية العامة للحكومة التي حق وواجب دستوري على أي حكومة الالتزام والقيام به وكان على أي طرف اخر في المؤسسات العامة احترامه .
وخلال العام الذي مضى من تشكيل حكومة الذهبي سارت علاقة تشاركية وتعاون متميزة بين السلطيتين التنفيذية والتشريعية ، جاءت ترجمة لكتاب التكليف السامي في هذا الاطار لما فيه خدمة الوطن والمواطن فالحكومة وعلى لسان رئيسها كرر في كل مناسبة هذه الروحية من التعاون ومجلس النواب قام بدروه التسريعي والرقابي في اطار بين الطرفين انتج تشريعات وقوانين وتشاور في مختلف القضايا المطروحة على الساحة .
تلمس احتياجات المواطنين بشكل دوري ومتواصل من قبل رئيس الوزراء ،اثمر عن معرفة الاولويات الملحة للمواطن ، وتم ترجمتها من خلال الخطط والقرارات التي صدرت عن الدوار الرابع خدميا وتنمويا ، كما مثل هذا النهج اطارا حضاريا في الحوار الشفاف والمباشر بين الحكومة والمواطنين الذي افقتد لفترات طويلة جعلت مصداقية الحكومات على المحك .
رئيس الوزراء كان شجاعا وذا مصداقية عالية في مواجهة التحدي الاقتصادي وهو في ذروته ، من خلال التعامل مع الارتفاع الهائل في الاسعار وبناء شبكات الامان الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين استجابة للتوجيه الملكي السامي في التخفيف على المواطن ووضعه على سلم الاهتمام والالويات .
وكان رئيس الوزراء ذا مصداقية وشجاعة ايضا ، في عكس الانخفاض الكبير في سعر النفط العالمي ، الى قرارات حكومية ، في سبع تخفيضات متتالية لسعر المشتقات النفطية ، انعكس بشكل واضح على حياة الناس في مختلف مواقعهم وشؤون حياتهم .
لم يتضرر الاقتصاد الاردني جراء الازمة الاقتصادية العالمية للاجراءات الوقائية الحصيفة التي قام بها البنك المركزي ، ولم يشأ رئيس الوزراء ان يصور الاقتصاد الوطني وكانه معزول عن العالم ، فقال ان الضرر ان وقع في مرحلة ما فهدفنا ان يكون باقل كلفة وهذا ما حدث فعلا اذ لا مخاطر ماثلة ولا مخاوف كبيرة في المرحلة المقبلة ولاركون ايضا للاحداث لكي تداهمنا .
كما اعدت الحكومة موزانة مبكرة راعت مختلف التطورات المالية والاقتصادية ولم تغفل الازمة الاقتصادية العالمية وعبرت وواكبت روح النهج الاصلاحي الاردني بابعاده الشاملة والذي يوليه جلالة الملك جل عنايته واهتمامه .
جلالة الملك قاد مرحلة فعل كبيرة ازاء تعزيز العلاقات الاردنية العربية ، وسارت الحكومة على خطى جلالته في تعزيز هذه العلاقات الى وقائع على الارض بعلاقات متميزة على كل المستويات ، ولاقى عودة العلاقات الى احسن احوالها مع كلا من قطر وسوريا اريتاحا رسميا وشعبيا في البلدان الشقيقة الثلاثة .
ما زال امام الحكومة وهي تلج عامها الثاني الكثير من المسؤوليات والخطط والبرامج ، اذ انه لابد لرئيس الوزراء انه استفاد من تجربة العام الاول الشيء الكثير، مما يمكن العمل عليه وتطويره في العام الثاني من عمر الحكومة ، المرشحة وفق كل المؤشرات ان تكون من الحكومات المعمرة التي تاخذ فرصتها في تنفيذ برامجها على مختلف الصعد .
في مؤسسات صنع القرار حالة من التناغم والانسجام هدفها اولا واخيرا خدمة الوطن وترجمة توجيهات قائد الوطن الى برامج عمل ونتائج مثمرة تؤمنها ثلاثية قوامها حالة من الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي عبر جهاز امني قادر ومحترف في المخابرات العامة بتوجيه من جلالة الملك وبقيادة فذة من الفريق محمد الذهبي الذي يجسد بحق ونزاهة مفهوم " مخابرات الدولة " وحكومة تمارس عملها بامانة واخلاص وعملية ، ومؤسسة الديوان الملكي الهاشمي التي يرأسها شخصية توافقية هادئة وكلهم رجال دولة كرسوا انفسهم وجهدهم لخدمة العرش والوطن والمواطن .
الحكومة في لحظتها الاولى مع جلالة الملك بعدسة يوسف العلان.