رسالة اربد: الأردنيون جوعى والجوع حاضنة التطرف
أ. د. انيس الخصاونة
02-05-2017 01:20 PM
ألف الأردنيون منذ عقد ونيف الترويج الإعلامي الواسع الذي حظيت به "رسالة عمان" الداعية إلى التسامح وقبول الآخر ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله. رسالة عمان جاءت نتيجة للظروف والأحداث الدولية والإقليمية وما تمخض عنها من ظهور حركات وجماعات دينية متعصبة ومتطرفة.
وفي الوقت الذي شكلت مكافحة التطرف لب وجوهر رسالة عمان فإن ما نقله أحد المواطنين في مدينة اربد لرئيس الوزراء بعد صلاة الجمعة الماضية في مسجد اربد الكبير يشكل رسالة في غاية الأهمية للحكومة ويصلح الكلام المختصر الذي أدلى به ذلك المواطن بتلقائية وعفوية صادقة أن يسمى "رسالة إربد" . إن مضمون هذه الرسالة أن الأردنيين جوعى وأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل ارتفاع الاسعار وأساليب الجباية التي تنتهجها الحكومة.
إذا كانت "رسالة عمان" تهدف إلى مكافحة التطرف والإرهاب فإن "رسالة إربد" التي نقلها المواطنين للرئيس هاني الملقي هي أيضا تصب في نفس الهدف .الفقر والجوع الذي تحدث به أهل اربد يشكل حاضنة للتطرف والإرهاب إذ يهيئ البيئة والظروف الملائمة لاقتناص الجوعى والفقراء ليشكلوا وقودا للتطرف والغلو.
رسالة اربد للحكومة وأولي الأمر رسالة مهمة ويجب أن يتوقف عندها رئيس الحكومة والمسؤولين مليا إذ أن المواطنين في كفربيل وبئر مذكور وعيرا ويرقا وثغرة الجب والسماكية وصمد وراس منيف والباسلية لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من الغلاء ومزيدا من الضرائب ومزيدا من الكاميرات ومزيدا من الرسوم الاضافية على كل شيء.
رسالة اربد" رسالة نقية صادقة صدرت من سويداء قلوب المواطنين في اربد ولم يتدخل في صياغتها فقهاء ولا أكاديميين ولم يشرف على صياغتها الدكتور أحمد هليل أو يراجع مضمونها الشرعي قاضي القضاة الشيخ عبدالكريم الخصاونة أو المفتي العام للمملكة الدكتور أحمد الخلايلة ....رسالة إربد نطق بها ونقلها مواطنين بدون استخدام الاساليب الدبلوماسية ولا الأسس البروتوكولية في مخاطبة علية القوم من النخب السياسية..رسالة اربد هي ذاتها رسالة الكرك ورسالة معان ورسالة الأغوار والمخيمات والبادية ..إنها رسالة الفقر والطفر والعوز وقلة ذات اليد ...إنها رسالة نفاذ الصبر وغلبة الدين وقهر الرجال.
يا ترى هل استمع الدكتور هاني الملقي لحديث المواطنين في اربد ؟وهل وصلت الرسالة أم أن رموز الرسالة غير مفهومة ؟نعتقد بأنه وبغض النظر عن المصطلحات والكلمات الشعبية التي استخدمها المصلين الذين احاطوا برئيس الوزراء خارج مسجد اربد الكبير، فإن المعاني التي تضمنتها رسالتهم للرئيس صحيحة وتعكس واقع حال الاردنيين في شتى مواقعهم ومشاربهم.
رسالة اربد يجب التوقف عندها وعلى المسؤولين أن ينصتوا لمشاعر الاحباط واليأس وربما الغضب الذي يتنامى في أوساط الاردنيين .استمعوا أيها المسؤولين لصوت الشعب وتوقفوا عن المراهنة على صبر الناس وتحملهم فقد بلغت الامور مبلغها ولم تعد تنطلي على الكادحين من أبناء الوطن الخطابات والتصريحات او الوعود في الوقت الذي تمعن الحكومات في التضييق على الناس وجعل حياتهم ومعيشتهم أكثر صعوبة وضنكا فهل من مدكر !!