تشرفت بأن اكون ضمن وفد أردني من أربعة أشخاص قدموا مشاركة فاعلة في مؤتمر عن الإرهاب ومحاربة هذه الظاهرة وذلك في عاصمة مملكة تايلاند، بانكوك، قبل أسبوعين تقريباً. كان هناك أكثر من عشرين دولة مشاركة من بينها لبنان، قطر، تونس، مصر، الجزائر، المغرب، فرنسا، جزر المالديف والفلبين.
لمدة أسبوع كامل دار النقاش حول تأثير الإرهاب على كل بلد والوسائل التي استخدمت في محاولة التطرّف وخطوات الحماية من هذه الآفة فكرياً وسياسياً. لست هنا بصدد ايجاز ما حدث بالرغم من أهميته لكن اريد مشاركتكم عن نظرة العالم المختلفة للأردن قيادة وشعباً.
الثوابت بأننا جميعا نقف تحت سماء واحدة نتنفس هواء مصدره واحد وتشرق شمس واحدة علينا جميعنا، وأهمها أننا على قارب واحد، جميعنا، ننجو معا أو، لا سمح الله، نغرق معا. وهناك حقيقة اخرى لا أحد يستطيع ان ينكرها هي أن الأردن في الآونة الاخيرة اثبت نفسه كدولة قوية صامدة كطود شامخ أمام تحديات جمة داخليا وخارجيا.
فغالبية الأحاديث التي دارت معي خلال المؤتمر على انفراد او ضمن مجموعات كانت تشيد بدور الاردن في المنطقة سابقا وحاليا. كلام المشاركين كان مليئا بالاحترام الكبير للشعب الاردني والقيادة الهاشمية.
قال أحدهم وهو ضابط بالجيش طلب عدم ذكر اسمه او بلده، بان الجميع قد توقع ان يكون الاردن من ضمن البلدان التي سوف تسقط خلال فترة ما أطلق عليها بالربيع العربي. فقال: "اقتصادكم ضعيف، المصادر الطبيعة قليلة جدا، وأعداد المهاجرين عندكم بازدياد، لكن النتيجة أبهرتنا".
فبرأيه أن صمود الاردن كان نتيجة القيادة الحكيمة وقوة الجيش والتفاف الشعب حول العرش الهاشمي وحبهم للقائد.
آخر، وهو باحث في مركز بحثي متخصص في مكافحة التطرّف، اشاد بدور المملكة في صنع السلام في المنطقة وذكر - لم أتوقع ان يعلم بها - أهمية رسالة عمان التي أطلقها جلالة الملك عبدالله عام ٢٠٠٤... وغيرهم وغيرها من كلمات جميلة منعشة ومشجعة.
جميعنا نختبر ظروفا قاسية من كل النواحي والعالم يدرك، وعينه علينا كون الاردن في عين العاصفة السياسية التي قلبت كيان الإقليم كله. ولكن الحقيقة تبقى بأننا أثبتنا للعالم بأننا مختلفون، فقد كانت فزعتنا ووقفتنا بَعضُنَا مع بعض خاصة في أشد الظروف صعوبة واللحظات إظلاما دليلا على حبنا لبعضنا البعض وحبنا للوطن وتمسكنا بقيادته.
فالأردن برجاله، ونسائه اخوات رجال، وكلنا للوطن