صائدة الضباع: قضيتي حسب قانون سكسونيا
هيام عوض
01-05-2017 11:43 PM
ضجت مواقع التواصل الاجتماع في الأول من آذار بنبأ " إعلامية أردنية تصطاد الضباع في ذيبان " و ما بين مؤيد و معارض تلهى العامة أياما عدة ...
و بدأت سباق مستعر للبطش بي بذريعة حقوق الحيوان و كم من متباك على جراء الضباع سن رماحه للإجهاز على إنسانيتي.
و لأننا في دولة القانون تم تحريك دعوى قضائية بحقي و توجهت لي ثلاثة تهم و هي ( 1، صيد حيوان بري مهدد بالانقراض 2، العبث بأوكار الحيوانات البرية 3، صيد الحيوانات البرية دون ترخيص ).
و بغض النظر عن أقوالي التي أدليت بها في محاضر التحقيق أو عبر الفيديو الذي أعلنت به عن الدافع من اللحظة الأولى لبث الفيديو قائلة " أن هدفي حماية الأغنام التي تفترسها الضباع و تشجيعا للمرأة على خوض الصعاب و التحدي ".
و رغم تفتيش البحث الجنائي لمنزلي و خلوه من الضباع أو أي سلاح غير مرخص إلا أنني أمثل أمام القضاء بتهم يقترفها غيري على الملأ و عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون حسيب أو رقيب.
و على سبيل المثال لا الحصر بإمكان أي قارئ وضع العنوان التالي على محرك البحث غوغل أو على اليوتيوب " صائد ضباع " ليرى العجب العجاب من أعداد تفوق التصور لصائدي ضباع أردنيين ذكور يتباهون بقتل و اقتناء و أكل الضباع؛ و علاوة على ذلك استضافة التلفزيون الأردني لأحدهم مادحين لعمله و احترافه صيد و تربية الضباع في أماكن مأهولة بالسكان و اصطحابه إياها إلى منزله.
المثير للتعجب تحول الضبع من فئة الحيوانات المفترسة إلى الحيوانات غير المؤذية و نفي مسؤول إقليم الشمال في حماية الطبيعة من أن يكون الضبع الأردني المخطط قد آذى و على مر العصور أي إنسان أو ماشية .
و هذا ليس كل شيء، يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ))إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد((
في الوقت الذي تم استدعائي لمخفر الشرطة للتحقيق معي بأمر توقعت عليه كتاب شكر و تكريم، كان قناص البدن ( الماعز الجبلي، الغزال) يتلقى تكريما من ذات الجهة التي حركت الدعوى القضائية ضدي ، حيث تم تكريم أشهر صائد بدن في الجنوب و تم تعيينه في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة رغم صيده الجائر لحيوانات مهددة بالانقراض و غير مؤذية و تكراراه للفعل مرات و مرات.
و على الرغم من انتشار صوره على مواقع التواصل الاجتماعي و علم المسؤولين عن أفعاله إلا أنه كوفئ عوضا عن تلقي العقاب.
و هذا أيضا ليس كل شيء، في الوقت الذي أحاسب به على عمل أردت به خيرا و لم أؤذي لا بشرا و لا حيوان و لا حتر حجر، نجد من يدعي حماية الحيوانات ذاته من يتغاضى عن قتلها رميا بالرصاص و تسميمها و إخصائها، أوليست الكلاب حيوانات!!! أولم توصي منظمات حقوق الحيوان بها و تمنع قتلها دون رحمة ؟!
من غرائب التاريخ البشريّ قانون ابتدعته حاكمة مقاطعة سكسونيا، إحدى المقاطعات الألمانية القديمة في العصور الوسطى. وبموجب هذا القانون فإنّ المجرم يُعاقب بقطع رقبته إن كان من طبقة "الرّعاع"ـ و هم عموم أفراد الشّعب الذين لا ينتمون إلى طبقة النّبلاء ـ أما إن كان المجرم من طبقة النبلاء فعقابه هو قطع رقبة ظلّه! بحيث يُؤتى "بالنبيل المجرم" حين يستطيل الظل بُعيد شروق الشمس أو قُبيل مغربها، فيقف شامخاً منتصب القامة، مبتسما، ساخراً من الجلّاد الذي يهوي بالفأس على رقبة ظلّه، ومن جمهور "الرّعاع" الذي يصفّق فرحاً بتنفيذ "العدالة"!..
وهكذا فإنّ السّارق لو كان من الكادحين، والمغلوب على أمرهم يُزجّ بالسّجن ويُعاقب نتيجة لقيامه بالسّرقة، أمّا سادة القوم لو سرق أحدهم فلا يُصاب بأيّ أذى لأنّ ظلّه هو من يُحاكم ويُزجّ بمحاكمة صوريّة وراء القضبان!..
حتى في قانون سكسونيا كان المجرم يأتي بفعل يستوجب عقابا، و يفر من العقاب من كان من طبقة النبلاء، الفرق بسيط جدا فأنا لم آتي بفعل أستحق عليه سوى الشكر فيما غيري ينال أوسمة النبلاء .