عمون – محمد الخوالدة - بدأت مظاهر فصل الربيع بخضرته، نهاره وايامه معتدلة الدفء، تشد الناس للتنزه في افياء الطبيعة والتمتع ببساطها الاخضر المورد بالتلاشي، وذلك بعد الارتفاعات الملحوظه على درجة حرارة الجو التي وشحت خضرة الارض بصفرة ستأخذ بالتعمق ان استمرت هذه الارتفاعات المفاجئة والمبكرة في درجات الحرارة في ما تبقى من ايام هذا الفصل.
يرى مختصون بالشأن الزراعي ان تأخر الموسم المطري في هذا العام تسبب في تأخر نمو النباتات الربيعية، وهذا كما قالوا يخالف مراحل النمو التي تحتاجها تلك النباتات حتى تينع، اما ان افلت بعضها من ذلك فستكون من وجهة نظر اولئك المختصين نباتات ضعيفة وقصيرة الاجل، وهذا ماحصل في فصل الربيع الحالي.
ما يؤيد ما اورده اولئك المختصون هو مايقوله المواطنون من ان عمر الربيع في هذا الموسم قصير بعمر الزهور، فقد غابت عن الطبيعة في غير الاوان الكثير من النباتات الصالحة للاكل والاستطباب التي اعتاد المتنزهون على جنيها في مواسم الربيع الفائتة، كمثال تقول ربة الاسرة ام محمد من الكرك "لم نخرج الى احضان الطبيعة في الربيع الحالي الا مرة او مرتين بعكس ماكان عليه الحال في المواسم الربيعية الماضية"، واضافت ام محمد "نشبع (الاسماء لنباتات ربيعية) مرارا وشومرا ودريهمة وقرون وخرفيشا، وكنا نقطف الكثير من النباتات الطبية، الجعدة، قبة عبدالسيد، شيح، قيصوم وغيرها، اما هذا العام فلم نجد مماذكر كله الا النزر اليسير."
تأخر الموسم المطري والارتفاع المفاجىء لدرجات حرارة الجو لم يترك اثره على النباتات الربيعية او الرعوية فحسب، بل اثر ايضا على المحاصيل الحقلية (القمح والشعير) فانبات هذه المحاصيل من وجهة نظر المهتمين بالشان الزراعي كان ضعيفا اصلا بسبب شح الامطار لهذا العام وتاخرها، ليأتي ارتفاع درجات الحرارة المبكر فيترك على القليل الذي نمى منها مسحة صفراء (حرق) مايعني ذبولها وتلفها دون ان يكتمل نموها.
ومن وجهة نظر عارفين بتربية المواشي فان ماسبق ذكره اثر ايضا على نمو النباتات الرعوية فكان انباتها شحيحا وضعيفا وقصير الاجل، فلم يجني مربو الماشية من ربيع هذا العام نفعا كبيرا لتتضاعف اعباؤهم المالية لجهة اضطرارهم لتوفير العلف المصنع غالي الثمن لمواشيهم.