أطلق أبو عرب تنهيدة حارة من صدره وقال : بلغني أن مكتبا سياحيا في عمان يقدم ويتابع طلبات الحصول على تأشيرات زيارة من يرغب بزيارة " إسرائيل " ولما كنت أردنيا ، ومسقط رأسي غرب النهر ، وتتوق نفسي لزيارة أخواتي وأخواني وأقاربي ، وأود قراءة الفاتحة على أرواح والدّي وأجدادي ومن يرقد من أقاربي هناك ، فقد اتصلت هاتفيا بالمكتب المذكور ، وعرفت المطلوب للحصول على تأشيرة لي وأخرى لزوجتي .

بناء على الطلب الإسرائيلي قدمت – وزوجتي أيضا – جواز سفري الأردني ساري المفعول ، وجواز السفر المنتهي الذي سبقه ، وصورة عن دفتر العائلة ، وصورة شخصية ، وقائمة بأسماء إخواني وأخواتي ، وأبنائي غرب النهر وشرقه وأماكن سكناهم ، وتاريخ زيارة الدول المجاورة ، ورقم البطاقة الشخصية " الإسرائيلية " التي يحملها أحد أخواني من المقيمين غرب النهر إضافة لمبلغ 30 دينارا رسوم قنصلية ورسوم أتعاب للمكتب – ومثل ذلك لزوجتي .

رفضت السفارة الإسرائيلية طلب أبو عرب الذي تجاوز عمره 62 عاما ، وضاعت المصاريف هباء منثورا ، وتبخر حلم زيارة مسقط رأسي .

استعدت جواز سفري وجواز سفر زوجتي ، وكانت المفاجأة أن ختما إسرائيليا باللغة العبرية " يلوث " صفحة من جواز سفري ، وجواز سفر زوجتي ، أظنه يعني أن طلبا لي قد رفض بتاريخ معين . ويؤدي وجود خاتم بالعبرية على جواز سفري إلى مشاكل هائلة لدى دخول أراضي بعض الدول العربية ، وعلى ذلك علي استبدال الجواز ، وما يتبع ذلك من نفقات وجهود .

أطلق أبو عرب زفرة أخرى وقال : هكذا يعاملوننا .. فكيف نعاملهم ؟ أرجو ممن لديه جواباً ما أن يوافي به سريعا لأني أكاد أموت غيظا .

haniazizi@yahoo.com