إلى الحكومة .. الكشرة الأردنية ما أسبابها
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
29-04-2017 01:29 PM
وجوه تتقابل يوميا وتحاكي المجتمع بالعلامات التي تظهر عليها، فمنها أعرف أنك سعيد أو تعيس أو غاضب أو مستعجب أو مستغرب.
سنوات ونحن نتساءل لماذا الكشرة، سنوات ونحن نُسأل من الآخرين لماذا الكشرة، لماذا التجهم لماذا الغضب لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟
منذ عشرات السنين لو رجعنا إلى التاريخ لوجدنا ان شعب هذا البلد لم يولد وبفمه معلقة من ذهب بل سارت عليها الأزمات تلو الأزمات ولوجدنا مثلا من التسعين حتى الأن فقط لو تذكرنا، حرب العراق على الكويت وطبعا نحن من تحملنا الأزمة بالدرجة الأولى وأزمة العراق نحن من تحملنا الوفود العراقية والأزمة السورية والليبية واليمنية .... وغيرها.
فتجد ان طبيعة الوجه وهو الذي يقابل الانسان به الآخرين وهنا وجه الأردني لم يهدأ يوماً من عمليات المفاجأة في القرارات الحكومية والقرارات من المسؤولين وخاصة ان في كل مؤسسة في نفس السنة يصدر قرار من وزير ويأتي الآخر ليقوم بشطبه ثم يأتي أخر ويقوم بتعديله، دون النظر إلى نفوس الأردنيين وما يعانون من تقلبات في القرارات الداخلية.
لا اعلم أهي سياسة ان يبقى الضغط قائماً على المواطن هل هي سياسة ان يبقى جهاز الضغط موجوداً في كل بيت أردني يقيس ضغطه صباحا ومساءا، أم هي سياسة أن يبقى الأردني واقفاً على رؤوس أصابع قدمية بدون راحه، أم هي سياسة أن يبقى عقله محاط بقرارات تمنعه من الابداع أو التعبير أو المساهمة في تقدم هذا البلد الطيب، أم هي سياسة بعض المسؤولين أن يبقى الأردني صاحب الكشرة على وضعه حتى لا يذوق الارتياح مرة ويتعود عليه ويطالب به.
الكشرة ليست طبيعة فينا بل اكتسبناها من الظروف المحيطة فينا، ولم ولن يكون كل أردني إلا حكاية تروى وتكتب حول موضوع كشرته وأسبابها .
ولعل السؤال الموجه للحكومة ما هو دوركم في التخفيف -لا أقول إلغاء بل التخفيف - من كشرة الأردني، وهل معالجة أسبابها لها اعتبار في سياستكم الإصلاحية وأريد الإجابة منكم ما اسبابها من وجهة نظركم...فلعل لديكم إجابة لم نعرفها.