الأغرب، أن الروس يحاربون من أجل نظام بشار الاسد، ويقتلون السوريين دفاعاً عنه، لكن حين يتعلق الأمر بالقصف الاسرائيلي لمطار دمشق، يكتفي الروسي باعادة التعابير المملّة للعدوان الاسرائيلي على سوريا السيادية العضو في الأمم المتحدة.
ليس هناك ما هو اسوأ من الموقف الروسي حين يتلوّن بين بشار الاسد النظام، وبشار الاسد الحقيقي، وبطريقة لا يمكن لعاقل بلغ الثامنة عشرة من عمره ان يبتلعها، والانكى من ذلك ان الروسي يخسر يومياً في علاقاته الدولية، ويخسر اخلاقياً حين يدافع عن «السيادة السورية» ويستثني اسرائيل منها. كما انه مستعد لقبول مرابطة الاميركيين، والباشمرجة، وكل الناس فيها.
العارفون بعقلية بوتين لدى استقباله مرشحة عنصرية فرنسية، يستحي التحالف الذي يضمها باسم «الدفاع من اجل الجمهورية» وله اسم غير حقيقي: الديغوليون، وهو مسمى كان عظيم فرنسا يكرهه، لان شعاره الحقيقي هو: فرنسا وأنا، ولا يمر او يمكن ان يمر عبر احد الاحزاب.
ترى كيف يفسّر الرئيس بوتين هذه الحالة؟ والى اي أمد يمكن ان يتابع هذا التناقض المريع؟ وكيف يعطي لاسرائيل استثناء لا يعطيه لأحد؟
كثيرون يحدسون.. مجرّد حدس، ان الرئيس الروسي يجد في سوريا رأس الجسر الذي يجب احتكاره من كعكة الشرق الاوسط، لكن اي عاقل لا يفهم، مجرد الفهم استعداد بلد كروسيا لانفاق مئتي مليار دولار على إعمار ما خلّفته الكارثة السورية، وقبول حكم الاخوان المسلمين في اية انتخابات تشرف عليها الامم المتحدة، او جيران سوريا، او حتى يشرف عليها الرئيس بوتين نفسه.
بوتين يحمي «السيادة السورية» ومع ذلك يستثني النشاط العسكري الاسرائيلي، ويقبل المشاركة مع الاميركيين، والباشمرجة، والبين بين في اقتسام «الغنيمة» السورية.
هل هناك عاقل يدلنا على جواب.. ولو شبه مقنع؟!
الرأي