دلالات تهريب نصاب الصحفيين
عمر كلاب
29-04-2017 01:19 AM
للمرة الأولى يتأجل نصاب الهيئة العامة لانتخابات نقابة الصحفيين؛ ما يعني ان الانتخابات بمن حضر في الاسبوع القادم، وهذا كله يقول بالفم الملآن ان النقابة وانتخاباتها مقبلة على حسبة جديدة ستحسم الاوراق المختلطة حتى صبيحة يوم الانتخابات، فللمرة الأولى تكون الصورة ضبابية بهذا القدر، تحديدا على مقعد النقيب الذي تقدم له خمسة زملاء اربعة منهم يملكون حظوظا مع فوارق محدودة لصالح اثنين منهم، لكنهم الاربعة في دائرة الضوء، فالنقيب للمرة الأولى ايضا يخضع لصندوق الاقتراع ولورقة الانتخابات التي سيضعها الزملاء في الصندوق وبالضرورة هذا أمر لم نصله حتى اللحظة ويبدو انه من غير المسموح ان نصله كجسم صحفي، فثمة حسابات لدى كثير من اللاعبين المؤثرين لم تتضح أو أن هذه الحسابات لم تتحقق ولن تتحقق لو حدثت الانتخابات يوم امس .
المنطق الرقمي، يقول إن كل مرشح عليه أن يحشد 14 مناصرا له، حتى يكتمل النصاب، وهذا رقم فقير قياسا بتصريحات المرشحين الذين اقدموا على الخطوة وكل مرشح منهم ضامن لحد ادنى من نسبة الفوز والمنافسة على المقعد، فكيف عجز 38 مرشحا عن حشد 523 زميلا ليكتمل النصاب وتبدأ الانتخابات، صحيح ان ثمة مرشحين كانوا يأملون بفسحة وقت بعد اختلاط الاوراق على مقعد النقيب وربما ساهموا في تهريب النصاب فهذه لعبة مسموحة في الانتخابات، لكن الصحيح اكثر انه حتى مساء الخميس لم تظهر اي مؤشرات على وجود ايادٍ خارجية تعبث في الانتخابات؛ ما يؤكد ان المشهد اختلط مساء الخميس الماضي لحسابات مصلحية داخل الجسم الصحفي، وتم حسم تهريب النصاب حتى يجد كبار اللاعبين فسحة لترتيب الاوراق وازالة الضبابية عن مقعد النقيب على وجه الحصر .
المتأخرون في الترشح لمقعد النقيب احتفلوا بتأجيل الانتخابات وتهريب النصاب وكذلك المجلس السابق الذي تشدد وللمرة الأولى في حسم النصاب في وقت مبكر وكانت العادة ان يتأخر حسم النصاب حتى انتهاء صلاة الجمعة على اقل تقدير، لكن الامر لم يستمر على هذه العادة الانتخابية في نقابة الصحفيين، ما يرفع نسبة الهواجس ويرفع منسوب الشك والريبة، بأن المصالح المؤسساتية لعبت الدور الابرز في تهريب النصاب وان حراس المقعد من اصحاب المصالح التاريخية في تقزيم دور النقابة ما زالوا القوة الابرز في حسم الانتخابات ونتائجها، مضافا الى ذلك حجم الغضب والاحباط داخل الجسم الصحفي من المجلس السابق الغائب عن مشاكل جذرية تعصف باكبر خزان صوتي للانتخابات - الصحف الورقية - وتنذر بكارثة ستجتاحها.
مشهد الواقفين على بوابات المركز الثقافي - المكان الحاضن للانتخابات - ورفضهم التسجيل لاكمال النصاب، يفتح باب الاسئلة القلقة عن الاسباب، اما باقي الاسئلة فمتعلقة بالاحباط تحديدا من الجيل الجديد الذي كان غيابه ملفتا عن اول انتخابات يشارك فيها، رغم ان الاصل يقول ان يكون هذا الجيل اكثر حماسة للمشاركة واكثر مصلحة في التغيير الذي بدا بوضوح اثناء النقاش الانتخابي، فهل بلغ الاحباط قياسات مقلقة بدليل الغياب عن الانتخابات العامة بشقيها البرلماني والبلدي، او ان النقابات فقدت قدرتها على التأثير فتحولت من بيوت خبرة ومراكز ضغط الى اكسسوار تأثيري وتجمعات مصلحية ودور متقاعدين؟
مشهد التأجيل الذي يحدث للمرة الأولى في بيت الصحفيين الخالي من الزملاء، يحتاج الى مراجعة والى متابعة، كي لا تنعكس هذه الصورة على مخرجات العملية الانتخابية ويتكرس سلوك الاحباط ويتعمق الابتعاد عن السلوك الجمعي لمناقشة الأوضاع البائسة التي يعيشها الوسط الصحفي على المستويات المعيشية والمهنية وعلى المشهد الوطني بشكل عام، خاصة وأن الأحاديث تسارعت عن انسحابات وترتيبات لحسم المقاعد المؤثرة لصالح تأبيد الحالة القاتمة.
الدستور
omarkallab@yahoo.com