تفنن الشعوب في التعذيب والاعدام هدر للانسانية
سارة طالب السهيل
28-04-2017 09:55 PM
حفل التاريخ الإنساني بارتكاب جرائم العنف وسجلت الحضارات البشرية قديما وحديثا العديد من الصور البشعة للتفنن في التعذيب والقتل الدموي بأشكال تجعل الضحايا تتمني سرعة الموت على ان تقبل الاذلال ومرارات التعذيب .
وأضافت الأديان السماوية كل مظاهر القداسة لحرمة حياة الإنسان وكرامته وسلامته وأمنه، غير انه لم توجد حضارة في التاريخ الإنساني الا واهدرت كرامة الانسان واستباحت دمه وعرضه وتفننت في وسائل تعذيبه بدءا من الضرب إلى الكي بالنار إلى غمس الرأس في الماء شديد البرودة أو شديد السخونة، إلى وضع الرأس في كيس مليء بالفئران أو الثعابين، مرورا بتعليقه من رجليه في سقف لفترة طويلة، إلى الاعتداء عليه جسديا أو الاعتداء على زوجته أو ابنته أمامه، إلى صعقه بالكهرباء إلى إطلاق الحيوانات المتوحشة عليه... وغيرها بما يخالف القوانين الوضعية والشرائع الالهية.
فقد جبلت البشرية على القسوة وممارسة التعذيب رغم تكريم الخالق العظيم لبني آدم وحملهم في البر والبحر ليتنعموا بما خلقه لهم من نعم، بينما يخلو عالم الحيوان والوحوش في البرية من هذه الآفة.
فالحيوانات حتى المفترسة منها قد تتقاتل للحصول على الطعام أو حماية أنثاها وذريتها، بينما تكف عن القتال حين يتحقق لها الشبع ويتحقق الأمان، ولم يعرف عنها ممارستها للتعذيب مثلما يفعل بنو البشر!
ولعل قصة قابيل مع هابيل ابني أبونا آدم عليه السلام تشهد على قسوة القلوب عندما يعتريها الحقد والحسد فتفجر وتقتل بدم بارد، فها هي أوّل جريمة قتل نفس بريئة يسجلها تاريخ البشرية بقتل قابيل لأخيه هابيل، وندمه على فعلته وتوبته إلى الله وموته من أثر الندم والحزن الشديد على هذه المعصية التي ارتكبها بحق أخيه.
فقد كان هابيل يعمل راعياً للأغنام، بينما اشتغل قابيل بزراعة الأرض، واتفقا على أن يقدّم كلٌ منهما قرباناً لله عزّ وجلّ تقرباً منه وطلباً لرضوانه، حيث قدّم قابيل قربانه لله تعالى من مزروعاته التالفة والسيئة الجودة واحتفظ بالمزروعات الجيدة لنفسه، أمّا هابيل فقدم قربانه لله تعالى من أجود ما لديه من الأغنام طلباً لرضوان الله عزّ وجلّ، فتقبّل الله تعالى قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، فاشتعلت نار الغيرة والحقد في نفس قابيل تجاه أخيه هابيل، فقتله.
ولعل الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم الدولة " داعش " من ترويع الآمنين وخطف وذبح وحرق وسبي وتقطيع رؤوس تعد أشكالا بشعة من اشكال التفنن في التعذيب والقتل.
ويرجع خبراء الاجتماع والنفس أسباب ممارسة صنوف التعذيب على الضحايا الى معاقبتهم على ارتكاب جرائم ارتكبوها، أو لإجبارهم على الاعتراف والاستنطاق بفعل هذه الجرائم، غير ان التعذيب في الغالب يجري لأهداف أخرى أهمها تخويف الناس أو ترويع العدوّ، وقد يكون مجرّد هواية ومتعة للبعض من مرضى النفوس والساديين الذين يتلذذون بآلام الاخرين ... وهم كثر.
وكل هذا ليس مبرر
التعذيب حديثا
في عصرنا الحديث تلجأ أجهزة المخابرات في العالم إلى وسائل حديثة لتعذيب المجرمين للحصول منهم على الاعترافات بجرائمهم والكشف عن الجماعات اتي يرتبطون بها، ومن أبرز هذه الوسائل :
"حامض الأسيد "، وتستخدمه العديد من أجهزة المخابرات كمادة كيميائية لتعذيب المعتقلين وإرغامهم على التحدث، بالإضافة إلى قلع الأظافر والاعتداء الجسدي واستخدام الأسلاك الكهربائية في مناطق حساسة من الجسم .
وكذلك وسيلة "خفض درجة الحرارة" يستخدم سجن "كوبالت" هذا النظام الذي تسبب في وفاة أحد المعتقلين من قبل، حيث يتم خفض درجات الحرارة داخل الغرف بطريقة جنونية تجعل المتهم غير قادر على التنفس ومضطراً للحديث، كذلك يشتهر السجن بوجود حمامات ثلج عديدة تستخدم في تعذيب المتمردين.
كما تستخدم اجهزة المخابرات اداة " الاعتداء الجسدي " سواء ضد الذكور أو الإناث، وتعد من أشهر وسائل التعذيب في العالم، ولعل أشهر حادثة من هذا النوع في العقد الماضي هي حادثة سجن أبو غريب في العراق. ، وسجن جوانتانامو في امريكا .
وتعد طريقة "إذلال المساجين" هدفا في التعذيب لإرغامهم على التحدث مثل سحب المسجون من شعره ذهاباً وإياباً أو تمزيق ملابس بالكامل وإرغامه على الوقوف دون ملابس، وفي أحيان أخرى يتطور الأمر إلى إجبار المساجين على ارتداء الحفاضات.
وكذلك "طريقة الإجهاد"، وما يصاحبها من قلة النوم والتعب قد تؤدي في النهاية إلى الانهيار والتحدث، ولذلك تستخدم كوسيلة تعذيب في العديد من دول العالم، بل أن بعض المخابرات لا تترك للسجين أي فرصة للنوم وتستمر في إزعاجه لأيام متتالية إلى أن يوشك على الانهيار، وأحياناً تستخدم عصا طويلة خلف ركبة السجين أثناء الجلوس حتى يشعر بآلام مبرحة كلما حاول الجلوس والحصول على قدر من الراحة.
ومن الوسائل الحديثة ايضا، "الإيهام بالغرق" وهو الاسلوب الذي ابتكرته المخابرات الأميركية لتأثيره السلبي على تنفس المتهم وإذا طال الأمر قليلاً فقد يتسبب في وفاته، وفي أحيان أخرى يستخدم أسلوب الإيهام بالموت، مثل إحضار توابيت إلى مكان الاستجواب لتخويف المتهم وتهديده بأنه سيقتل ويدفن في هذا التابوت إذا لم يتحدث.
وكذلك "استخدام الحشرات"، وهو اسلوب يناسب عدداً معيناً من المعتقلين أولئك الذين يخافون من الحشرات والديدان، حيث يتم وضعهم في حجرة مغلقة تتضمن حشرات وديدان وعناكب وعقارب مما يسبب لهم الفزع والرعب ويرغمهم على التحدث للخروج من هذا المكان الموحش.
أما "تعميق الإصابات"، فهو أسلوب لا يقتصر فقط على جرح السجين والضغط على هذا الجرح، بل يتضمن أيضاً تجاهل حالته الصحية والأمراض التي يعاني منها، مثل منع الدواء عنه لإرغامه على التحدث، والعديد من الأساليب الأخرى التي استخدمت على أفراد تنظيم القاعدة بالرغم من بشاعة المجرم و جرائمه .
وكذلك أسلوب " التغذية القسرية " وهو قديم استخدمته الولايات المتحدة أيضاً في استجوابها لأعضاء تنظيم القاعدة، حيث يتم استخدام أنبوب لتغذية المعتقل بشكل عكسي عن طريق فتحة الشرج وليس الفم، مما يتسبب باضطرابات في المعدة والشعور بآلام مبرحة لا تطاق.
وايضا" التعذيب " بالعزلة وقلة النوم، ففي بعض الأحيان يتم إلقاء المعتقلين في زنازين لا تتضمن أي أضواء ويتركونه على هذا الحال لفترات طويلة، وفي أحيان أخرى يرغمون على الاستيقاظ لـ180 ساعة متواصلة من خلال إزعاجهم باستمرار حتى لا يتمكنوا من الشعور بالراحة ولو لوهلة.
القتل الحديث
وكما تنوعت الوسائل الابتكارية في التعذيب، تعددت أيضا وسائل القتل في عصرنا الحديث ومنها: الموت "بالغرق" يتم وضع الضحية في بركة ماء بعد ان يربطونه بالحجارة حتى لا يطفوا. ايضا في هذه الحالة سيتوقف تزويد المخ بالأوكسجين والنتيجة هي الموت.
والقتل " بالمتفجرات " :يتم وضع قنابل على جسد الضحية ويتم تفجيرها بالتحكم عن بعد.
أما الموت " بالكرسي الكهربائي"، يتم عبر تثبيّت الشخص على الكرسي ويوصل جسمه بالكترودات, ويتم صعقه بقوة 2000 فولت لمدة 15 ثانية حتى يتوقف قلبه عن العمل. تصل درجة حرارة جسم الضحية في هذه الأثناء الى 60 درجة مئوية مما يتسبب بأضرار شديدة للأعضاء الداخلية. يتم وضع شريط لاصق على عيون الضحية حتى لا تطير من مكانها أثناء عملية الاعدام.
و" الحقنة المميتة " هذه الوسيلة لا زالت متبعّّة في بعض الولايات في أمريكا الحقنة المميتة، ترجع عملية الإعدام بالحقنة المميتة إلى كارل براند الطبيب الشخصي لأدولف هتلر، أول من اقترح حقن المحكوم عليه بالسم، وتستخدم في 35 من الولايات الأمريكية، عن طريق استعمال سموم عديدة ومختلفة في هذه الحقنة، مما يؤدي إلى الشلل وتوقف القلب عن النبض، خلال 7-11 دقيقة.
وأُعدم حتى أكتوبر 2008، ما لا يقل عن 956 شخصًا بهذه الطريقة منذ إعادة فرض عقوبة الإعدام في 1976م، وتُستخدم الحقنة المميتة في بلدان أخرى أيضاً مثل الصين وتايلاند والفيليبين.
الإعدام في عصر المماليك
استخدمت دولة المماليك وسائل التوسيط والتسمير والتغريق والتجريس في تعذيب وقتل اعدائها او مرتكبي الجرائم في مجتمعهم، ولأن دولة المماليك التي سيطرت على مصر وبلاد الشام والحجاز حوالي ثلاثة قرون من الزمان (648-923هـ/1250-1517م)، كانت ذات طبيعة عسكرية وضرورية لحماية العالم الاسلامي من الغزوين الصليبي والمغولي، فإنها اتبعت طريقة قاسية في تربية المماليك، وتفننت في ابتكار طرق التعذيب والإعدام، كما سجلها المؤرخ المصري ابن إياس في كتابه الرائع (بدائع الزهور في وقائع الدهور).
التعذيب والعقاب المملوكي
"العصر" وهي من طرق التعذيب، وكان يتم خلالها عصر أعضاء الإنسان بالحبال وغيرها من أجل إجباره على الاعتراف، وغالباً يطلب من الضحية الإخبار عن الأموال المخبأة.
"التعرية" وهي طريقة كانت تستخدم لإذلال الضحية عبر تعريته، وخلع عمامته، وكان في ذلك أبلغ إذلال له.
"التجريس والتشهير "وهي طريقة لفضح الضحية عبر إركابه على حمار، والتجوال به في الشوارع، والمناداة عليه بما فعل ليكون عبرة لغيره.
"التعليق" وهي طريقة للتعذيب حيث يعلق الضحية منكوساً.
"الضرب " وهي الطريقة المعهودة في التعذيب منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا، ولكن كان للمماليك تفنن خاص به مثل خلع الضروس.
"التسمير" وهي طريقة تشبه التجريس، ولكن كان الضحية يسمر فيها على جمل بالمسامير، ويطاف به في الشوارع.
الإعدام والقتل المملوكي
تعددت ايضا وسائل القتل في العصر المملوكي من " خنق تصليب ـ تسمير ـ سم ـ ذبح سلخ ... وغيرها"
وكان " الخنق " من الطرق المفضلة في الإعدام السري لأنه لا يترك دماً، ويمكن للفاعل الادعاء بأن الضحية قضت نحبها بصورة طبيعية مثلما حدث مع أول سلاطين الدولة المملوكية عز الدين أيبك سنة 654هـ اذي خنقه الخدم في الحمام بإيعاز من زوجته شجرة الدر.
أما "التعليق بالكلاليب"، فهي طريقة الصلب المشهورة، وكانت تستخدم مع المجرمين.
ويعد " التوسيط " وهي أشهر طرق الإعدام في العصر المملوكي، وأكثرها استخداماً على امتداد ذلك العصر، وكان يتم خلالها شطر الضحية بالسيف إلى جزأين بالعرض من منتصف الجسم.
و" الشغل "، أي السم وكان يرد في عدة مرات من كتاب ابن إياس أن أحد الأعيان مات مشغولاً أو أن السلطان شغله، وهذا يعني أنه دس له السم في الطعام.
أما "السلخ" وهي من الطرق البشعة في الإعدام، وكان يروى أن أحد القادة كان يسلخ خصومهم من الأعراب من الرأس حتى القدم.
وتبقي طريقة "الذبح" من أشهر الطرق حينذاك، وبلغ الأمر أن أحد السلاطين كان يمارس الذبح بنفسه، ففي سنة 812هـ أسرف الملك الناصر فرج بن برقوق في قتل مماليك أبيه، وقد تجرأ على القتل حتى صار يقتل في كل ليلة نحو عشرين مملوكاً.
"الرمي بالنشاب" وهي طريقة استحدثها أحد القادة لمعاقبة خصومه، ففي سنة 876هـ ظفر القائد سوار بخصمه قرقماس، فقتله شر قتلة.. قيل أنه أوقفه في مكان، وبنى عليه حائطاً، وقيل بل علقه في شجرة، واستمر يرمي عليه بالنشاب حتى مات.
"والشنق" وهي طريقة الإعدام الأكثر شيوعاً، وفي سنة 909هـ رسم السلطان قانصوه بشنق علي بن أبي الجود، فشنق على باب زويلة، واستمر معلقاً ثلاثة أيام لم يدفن حتى نتن وجف.
" الخازوق " وهي طريقة بشعة للإعدام ظهرت في ذلك العصر، وشاعت بعد ذلك في العصر العثماني، والعصور الوسطى في أوربا، وكان يغرز رمح طويل في جسم الإنسان من الأسفل إلى أعلى، ويبقى الضحية معلقاً برمحه حتى يلفظ آخر أنفاسه. بينما استخدم "التغريق" كطريقة للإعدام على نطاق ضيق.
القتل لدى شعوب العالم
تعددت وسائل الشعوب والحضارات في قتل واعدام مرتكبي الجرائم والاعداء ويعود ارتكابها الى آلاف السنين وسبب بشاعتها، لجأت 160 دولة إلغاء عقوبة الإعدام برمتها، بحسب منظمة العفو الدولية.
وكانت أول حالة إعدام موثقة قد سجلت في القرن السادس عشر قبل الميلاد، في مصر، حين اتُهم عضو بمجلس النبلاء بممارسة السحر، وحكم عليه بأن يقتل نفسه عقابا له، ومنذ ذلك الحين اتبعت الدول الإعدام، وتغيرت طرق تنفيذه عبر الزمن، لتنفذ الصين بعدها بمائتي عام في القرن الثامن عشر الميلادي، أول أحكام الإعدام القانونية.
ومن ابرز طرق الاعدام :
" السحق " هذه الوسيلة استعملت في جنوب اسيا قبل 4000 عام وكانت تتم عن طريق سحق جسد الضحية اما عن طريق وضع الصخور عليه او بالاستعانة بالفيل حيث يصعد على رأس المحكوم عليه بالإعدام.
" ضرب العنق": وهو الأكثر استخداما في الدول العاملة بالشريعة الإسلامية، مثل السعودية وبعض مقاطعات المناطق الإسلامية في نيجيريا.
"الشنق" ومن أكثر طرق تنفيذ عقوبة الإعدام شيوعا " الشنق"، وتنفذ بتعليق المحكوم بالإعدام من رقبته بواسطة حبل غليظ، يسبب الموت لهذا الأخير عبر الضغط على شرايين العنق من الطرفين مما يؤدي إلى نقص الدم ثم توقف وصول الدماء إلى الدماغ.
وتطبق هذه العقوبة في بعض الدول العربية مثل مصر وليبيا والعراق والكويت وسوريا، وتطبق أيضًا في إيران وكوريا الشمالية وسنغافورة والهند وباكستان.
"الرمي بالرصاص" عند تطبيق عقوبة الإعدام رميًا بالرصاص في بلاد المغرب والصين وكوريا الشمالية والتايلاند وإندونيسيا وأرمينيا وفيتنام، وتستخدم اكثر في فترات الحروب. ومنذ استخدام الأسلحة النارية، أصبح هناك طريقة شائعة للإعدام رميًا بالرصاص. علاوة على ذلك، واتبعته الحكومات الفاشية أو الشيوعية كوسيلة فعالة للقمع السياسي.
"غرف الغاز" استعملت غرف الغاز كوسيلة للإعدام في الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في بداية عام 1924، بحيث يحبس الضحية في غرفة خاصة، وتفتح أنبوبة الغاز حتى يستنشق الغاز حتى الموت. وابتكر هذه الطريقة، المخترع دي ايه تورنر، ولا تزال هذه العقوبة تطبق في العديد من ولايات أميركا، وأول من طبقها النازيون في عهد هتلر لتصفية اليهود.
و استخدام الكيماوي و الغازات السامة كما حدث في هلبجه و الأنفال
"الدفن حيًا"، تؤدي إلى توقف تزويد الأكسجين للدماغ لدقائق قليلة يؤدي إلى ضرر دائم لا يمكن معالجته مثل الشلل، إذا استمر هذا التوقف من دقيقتين إلى 4 دقائق فسيؤدي ذلك إلى الموت، فمع الدفن في داخل كهف صغير ومظلم مع مساحة قليلة جداً، سيكون الموت أبطأ نوعا ما والعذاب سيكون أكبر.و قد حدث هذا في جنوب و غرب العراق
" كمثرى الألم": وسيلة للتعذيب تستخدم ضد كل من مارس فاحشة، وهي كانت عبارة عن قطعة حديدية لها شكل الكمثرى بأطراف مسمارية حادة ، مما يتسبب في إصابة الضحايا بشكل خطير . و" التعذيب بالقضبان الحديدية ": مجموعة من القضبان لها أطراف حادة، يتم إلقاء الضحية وهو مقيد الأيدي ليقع بجسده كله عليها فتصيبه وتثقب جسده. وقد يظل الضحية واعياً لبعض الأيام إلى أن يموت.
" تابوت المرأة الحديدية" وهو تابوت عـامودي مصنوع من الحديد على شكل جسم امرأة، له باب طويل مزود من الداخل بأسياخ وسكاكين وفي الجهة الداخلية من الباب توجد مسامير عملاقة طويلة مدببة، يتم إدخال الضحية داخل التـابوت ويقفل عليه الباب، فتدخل في لحمه كل هذه الأطراف الحادة ويبقى هكذا إلى أن يلقى حتفه.
" ساحقة الرؤوس" حيث ينـام الضحية على سرير خشبي، ثم يركب فوق رأسه طبقين كبيرين من الحديد أسفل الفك وأعلى الرأس، هذان الطبقان مربوطان بأسطوانة حلزونية عند لفها يتم ضغط الطبقين الحديديين بقوة وبطء فيضغط الرأس بقوة إلى أن تسحق عظام الفك والأسنان فيتعـذب الضحية ويموت دون أن تكون له حتى القدرة على الصراخ.
التعذيب بـ"الحذاء"، وهو عبارة عن قطعتين من الخشب أو الحديد ذات مسطح مليء بالنتوءات الحادة، توضع حول ساق الضحية وتشد بالمسامير، ثم تدق أسافين حديدية بين القطعتين بالتدريج، مما يشكل ضغطا هائلا يسحق عظام الضحية. هناك نوع آخر استعمل لقدم الضحية وليس للساق، وقد كانت وسيلة ناجعة للتعذيب وانتزاع الاعترافات.
"المخلعة"، وجرى تصميم هذه الاداة لغرض خلع و تمزيق كل جزء من جسم الضحّية، حيث يستلقي الضحية على هذه الاداة و يتمّ ربطه من المعصمين والكوعين ثم تتم إدارة البكرات الموجودة عند طرفي المخلعة في اتجّاه متعاكسا يؤدّي لشدّ الجسد و تمديده لدرجة فظيعة حتّى تتقطّع الأوصال و تتمزق العضلات وتنفجر الأوعية الدموية.
"مرشّة الحديدية" هذه المرشة تأخذ تصميمها من أداة مشابهة يستعملها القساوسة والرهبان لرشّ الماء المبارك على الفتيان والفتيات حتّى تحلّ عليهم "البركة"... ولكن في حالتنا هذه، عوض استعمال الماء المبارك تُملأ المرشة بالرصاص المنصهر أو الزيت المغلي وتصبّه داخل معدة الضحايا وعلى ظهرهم و جسدهم.
"كاسر الأصابع"، حيث توضح الأصابع بين فكّي هذه الاداة و يتمّ إغلاقها ببطء حتّى يُسمع صوت تهشّم عظام الأصابع وتفتت لحمها...تتنوّع هذه الأداة بين نوع مخصص لسحق أصابع اليد وآخر لأصابع القدم وأخرى أكبر لتهشيم الركبة وأخرى للكوع وهكذا...
" مهشّم الرأس" من اسم هذه الاداة يتضح عملها حيث يوضع رأس الضحية على القضيب السفلي وعند بدء الاستنطاق يبدأ الجلاد بتدوير اللولب حتّى يُحكم الغطاء الحديدي على الرأس، ثم يبدأ بضغطه تدريجيا أثناء جلسة الاستنطاق.... استخدم مخيّلتك لتتصور ماذا سيحدث لرأس الضحية عندما يُضغط فكّي الآلة لأقصى درجة ممكنة.
"الإجاصة" تمّت تسمية هذه الاداة بالـ "الإجاصة" نظراً لأنها تشبه شكل الإجاص، حيث تتكوّن من أربعة "أجنحة" حديدية كأجنحة الفراشة تكون مطوية ثم تتفتّح عند تدوير مفتاح يوجد في آخرها، كما يوجد على رأس هذه الاداة مسمار حادّ يساعد في غرزها في المكان المطلوب...حيث غالباً ما تُغرز في جسد الرجل أو المرأة المتهمين بالرذيلة ، والحلق عند المتهمين بالهرطقة والكفر..
بعد أن تًحشر "الإجاصة" في المكان المطلوب يتمّ تدوير المفتاح فتبدأ الاجنحة الحديدية بالتفتحّ رويداً رويدا تماماً كما تتفتّح الزهرة ويؤدي ذلك إلى تمزّق داخلي خطير وأضرار عظيمة على المكان المستهدف.
"كرسي محاكم التفتيش" ونشأت هذه الاداة واستعملت بشكل كبير من طرف محاكم التفتيش الإسبانية ومنها اشتقّ اسمها "كرسي محاكم التفتيش"...حيث إنه عبارة عن كرسي يحتوي على المسامير في كل بقعة منه وقد يصل عددها إلى 1300 مسمار، يجلس عليه الضحية عارياً ويتم توثيقه بواسطة الأربطة والأحزمة الجلدية حتّى لا يستطيع الحراك، تخترق المسامير كامل جسده حتّى الذراعين وأخمص القدمين وكثيراً ما توضع أثقال فوق جسم الضحية حتّى تضغط عليه نحو الأسفل. ومن أجل مضاعفة العذاب، أحياناً كان يتمّ تسخين الطبقة الحديدية التي تحتوي على المسامير حتّى يلتصّق اللحم بالحديد وتلتصق المسامير داخل الجسد، مما يجعل مجرّد القيام من ذلك الكرسي عذاباً اخر مضاعفا.
"الحمار الإسباني" ارتبط اسم إسبانيا مع العديد من أدوات التعذيب، ولكنّ هذه الأداة أكثرها شيطانية و جهنّمية...بالتأكيد لن يرغب أحد في امتطاء هذا "الحمار" لأن ذلك يعني عذاباً يشيب له الشباب. يمتطي الضحية هذا الجهاز وهو عار تماماً حيث أنّ ظهر هذا "الحمار" عبارة عن قطعة حديدية على شكل V بالمقلوب و هي حادّة جداً و قاطعة، بعد أن يمتطي الضحية حمارنا هذا تُربط الأثقال أسفل قدميه حتّى تشدّه إلى الأسفل ويبقى على هذه الحال حتّى ينشطر إلى نصفين، قد يستغرق الأمر أكثر من أسبوع نظراً لأن الأمر يتمّ ببطء شديد.
"النشر بالمنشار" حيث يُعلّق الضحية بالمقلوب و قدماه متباعدتان، والحكمة في جعله مقلوباً هو أن الدم سوف يتجمّع عند رأسه (الموجود بالأسفل) مما سيجعله صاحياً وفي كامل وعيه حتّى يحسّ بكل دقيقة وثانية أثناء نشره بالمنشار...أحياناً كان المنشار يصل إلى وسط البطن والضحية لا يزال في وعيه وهو يرى نفسه يُشقّ إلى نصفين.
" تعذيب القارب" رغم إنه إجراء نادر فانه شديد البشاعة، حيث يتم تحضير زورقين من نفس المقاس، ويوضع فماهما على بعض والمحكوم بينهما بحيث تبقى أطرافه ورأسه في الخارج، وبحيث يبقى جسده في داخل الزورقين. يتم إطعام المحكوم بعدها، فإذا رفض يتم وخزه بالإبر حتى يرضخ لتناول الطعام. في المرحلة الثانية يتم دهن وجهه والأجزاء الظاهرة منه بالعسل والحليب، ويترك معرضاً لأشعة الشمس. ولا يلبث أن يفقد عقله نتيجة لدغ الحشرات له.
"قطع الأجفان"، استخدم في عصر امبراطور المغول، جنكيز خان، حين أصدر أوامره لألفي من رجاله بالعثور على مكان لا يمكن لأحد الوصول إليه ليبني فيه قبره. وبعد أن أعد القبر أخرج الرجال الألفين هؤلاء إلى الصحراء، وأمر بقطع أجفانهم. ولما لم يعد لعيونهم أجفان، فقد كانت عيونهم تنفقئ ويقتلون. ثم قام بقتل الجنود، الذين ساقوهم إلى الصحراء.
"، كما انتشر في العصر العثماني استخدام الفلقة كما استخدم التعذيب والإعدام بالشنكل لفترة طويلة. تصنع الشناكل من معادن قوية ومسنونة جيداً وتعلق بحيث يكون نتوءها للأعلى. يرفع المحكوم فوقها بالحبال، ثم يترك فجأة ليسقط عليها مما يتسبب بانغراسها في جسمه.
"جلد الجمل"، حيث يخرج بالمحكوم بعد تقييد يديه، إلى تحت الشمس، فيبطح ويجز شعره. وبعد ذلك يوضع جلد جمل أو جلد تيس في رأسه. وتحت أشعة الشمس الحارقة يذوب هذا الجلد فوق رأس المحكوم ببطء، وتلتصق به. بعدها يبدأ شعر المحكوم بالنمو إلى الداخل بدلاً من النمو للخارج، مما يسبب الموت عند وصول الأشعار إلى الدماغ.
التعذيب بـ"زند الخشب" وهى ألواح خشبية كانت تربط إليها أيدى أو أرجل الضحايا في وضعية الوقوف، بحيث لا يتمكنون من الحركة ويظلون على تلك الحال أياما طويلة، معرضين للبرد والحر والجوع، وقد استعملت ضد المجرمين أو المتملصين من الخدمة العسكرية، وكانت وسيلة تعذيب وإهانة وتحقير، حيث كان الناس عادة ما يرمون الضحايا بالقاذورات والحجارة ويبصقون عليهم بل ويتبولون عليهم وهم أحياء استعملت في بريطانيا وإيرلندا.
"الهيكل الحديدي والديدان"، وهو قفص حديدي على شكل هيكل يتم وضع المعتقل به، وتعليقه في سقف الزنزانة، وبعد أيام يموت السجين داخله ثم يبدأ في الانتفاخ والتحلل وتخرج منه الروائح الكريهة والديدان، على باقي المتعقلين معه داخل الزنزانة كنوع من الموت البطيء له والتعذيب أيضاً لمن معه، وهي أداة تعذيب كانت مستخدمة في القرون الوسطى، إلى جوار الهيكل الحديدي تم وضع الصليب الذي كان يصلب عليه الأشخاص كنوع من العقاب، كما حرص على اقتناء الساري الذي كانت يعلق عليه القوم الذين يخالفون النظام ليعتبر الغير.
التعذيب بـ"مهد يهوذا"، وهو كرسي ذا شكل هرمى ينتهى ببروز مستدق حاد، وقد كانت الضحية تعرى ويتم إجلاسها فوقه ، وإن رفض الاعتراف، يتم إنزال الضحية بواسطة الحبال تدريجيا على الكرسي لزيادة الضغط الناتج من وزن الضحية، مما يسبب تمزقات خطيرة ونزيفا وتلوثات قد تنتهى بالموت المحتوم.
"الإغراق بالأحبال في المياه" وسيلة كان يستخدمها القراصنة في تعذيب ضحاياهم من البحارة، وفيها يتم ربط الضحية عاري الجسد بحبل في آخره بكرة كبيرة، ثم يتم إلقاء الضحية في الماء ويساق أسفل السفينة ويقوم القراصنة بتحريكه يميناً ويساراً وهو ما يتسبب في تكحت جسد الضحية واهترائه فيصاب بآلام مبرحة إلى أن يموت بها أو يموت غرقا.
"المقصلة" وهي وسيلة من وسائل الإعدام، استخدمها الفرنسيون في تنفيذ الإعدام إبان الثورة الفرنسية إلى أن ألغى العمل بها، غداة انتخاب الرئيس الراحل فرانسوا ميتران، وهي تتكون من شفرة حديدية حادة تسقط من أعلى فتهوى على رقبة الذي يراد إعدامه وتقطع رقبته.
" قطع الرأس"، استخدم الإعدام عن طريق قطع الرأس في إنجلترا في العصور الوسطى، باستخدام السيف وكانت الرؤوس المقطوعة تعلق على جدران برج لندن، وفي مصر كانت تعلق على باب زويلة. .
"إزالة الأحشاء" وكانت عقوبة المتهمين بالاعتداء الجسدي على النساء ، إزالة أحشائهم، وانتشرت تلك العقوبة في انجلترا واليابان وهولندا وبلجيكا، و في القرون الوسطي كانوا يفتحون بطن المعدوم ويأتون بالفئران والقوارض حتى تأكل من أمعاء المعاقب.
"قدم الفيل"، انتشرت في دول جنوب شرق آسيا وخاصة فيتنام علي مدى 4000 سنة، عقوبة الإعدام تحت أقدام الفيلة، وذلك عن طريق وضع رأس المتهم على صخرة ثم يأتي الفيل الضخم ليدوس علي رأسه بقدميه الأماميتين.
اعدام " البرميل " وكان تنفيذ الإعدام في الصين عن طريق وضع المحكوم عليهم بالإعدام في وعاء يشبه "البرميل"، ويغلق بشكل جيد ولا يظهر منه سوى رأسه، ويبقى على هذا الحال حتى يتفسخ جسده ويتآكل من العفونات.
الموت ب "الحرق" مثلما حدث مع الطيار الاردني ، حيث قام تنظيم داعش بإعدام معاذ الكساسبة رحمه الله ، حرقا حتى الموت.
و" تقطيع ألف قطعة من لحمه" كانت طريقة ابتكرها الصينيون حوالي عام 900 ميلادية، وتم منعها في عام 1905، كانت تمارس ضد أسوأ المجرمين، وتستخدم سكينا حادا جدا لتقطيع أجزاء من لحم المجرم، وكانوا يعطون المجرم أفيونا حتى يستطيع المحكوم عليه أن يتحمل تقطيع ألف قطعة لحم من جسده، وهي العملية التي تستغرق وقتا طويلا.
أما الاعدام بالنشر، فكانت تستخدم في العصور الوسطى، حيث يعلق المجرم من رجليه، بينما يستخدم منشار لنشر جسده من بين ساقيه حتى رأسه، مرورا بصدره، وبسبب انقلابه رأسا على عقب فالمجرم يظل على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة، بسبب أن الدم يصل كله إلى المخ، ما يجعله يعيش طويلا، ولكن النسخة الصينية من طريقة الإعدام هذه كانت أكثر رحمة، حيث يكون المجرم معدولا فيتم نشر رأسه أولا فيموت في الحال.
بينما اعتمد الاعدام "بالصلب"، علی ربط أيدي وأرجل المجرم، عبر دق المسامير في يديه وقدميه على ألواح خشبية، على شكل صليب، ولقد استخدمت هذه الطريقة كثيرا وقت حكم الإسكندر الأكبر ضد العبيد والخونة والمهرطقين وأعتى المجرمين، وما زالت تستخدم حتى الآن في بعض الدول
الاعدام "بالغلي"، فيتم تجريد المجرم من ملابسه، ثم يلقى به في غلاية تمتلئ بسائل مغلي، والذي يمكن أن يكون ماء أو زيتا أو قطرانا أو حمضا أو شمعا أو نبيذا أو حتى رصاص مذاب، واستخدمت هذه الطريقة في مناطق عدة من أوروبا وآسيا.
والقتل بعجل كاثرين، يطلق عليها ايضا العجلة الكاسرة، والتي كانت تستخدم في العصور الوسطى، حيث يتم ربط المجرم في عجلة ضخمة وتمد ذراعيه ورجليه ثم يتم تدوير العجلة، ثم تكسير أطرافه بشاكوش حديدي ثم يضعون جسده على سارية ضخمة حتى تأكله الطيور، فيموت في غضون يومين أو ثلاثة، وإذا كانوا يريدون أن يرحموه من الموت البطيء، فأنهم يكسرون عظام صدره وعنقه، ما يودي بحياته فورا.
بينما انتشرت " الخوزقة " ، والإعدام بها في العصور الوسطى، حيث يتم إجبار المجرم على الجلوس على خازوق خشبي، ثم ينزلق المجرم رويدا رويدا بسبب ثقله على الخازوق حتى يخترق جسده ويخرج من رأسه، وأحيانا تستغرق هذه العملية أكثر من 3 أيام.
وكانت هذه الطريقة منتشرة في القرن 15 في رومانيا، خلال حكم فلاد دراكولا، أو المعروف باسم فلاد الثالث المخوزق، والذي قتل 80 ألف شخص بنفس الطريقة، وكان يستمتع بمشاهدتهم وهم يموتون، واستخدمت هذه الطريقة أيضا في القرن 19 في الصين وماليزيا، وأيضا خلال الحرب العالمية الثانية من قبل الجنود اليابانيين، وأيضا استخدمت ضد سليمان الحلبي من قبل الفرنسيين بعد قتل كليبر.
ويعد "السلخ" واحدة من أفظع طرق الإعدام هي السلخ حيا، حيث يتم ربط أيدي المجرم فوق رأسه ثم يتم سلخ جلده كله، بداية من وجهه باستخدام سكين، ويقال إن الفيلسوفة وعالمة الرياضيات هيباتيا الإسكندرانية قد قتلت بالسلخ حية، عبر استخدام صدف محار حاد.
وكذلك " التعذيب بالفئران "، كانت تستخدم في العصور الوسطى بالصين، حيث يثبت قفص فئران فوق جسد المجرم، ثم يوضع فحم ساخن فوق القفص فيتم تسخين الهواء داخل القفص، مما يخيف الفئران التي تقضم طريقها إلى الخارج عبر جسد المجرم المستلقي تحتها.
أما " الثور النحاسي " او الثور الصقلي، حيث صنعه النحات بيرليوس الأثيني في العام 560 قبل الميلاد، وكان الثور مجوفا ومصنوعا كله من البرونز وبه باب يتم وضع المجرمين فيه ويغلق عليهم، ثم يتم إشعال النار تحته، ما يسخن المعدن ويودي بحياة المجرم بسبب الحروق، وكانت عظام المجرم المحترقة يصنع منها أساور تباع في الأسواق.
واستخدم الفرس القتل ب " الزوارق"، حيث كان يربط المجرم بين زورقين فوق بحيرة أو بركة، ويجبر يوميا على تناول اللبن والعسل ما يسبب له إسهالا شديدا، ويمسح جسمه أيضا باللبن والعسل حتى يجذب إليه الذباب والحشرات، ويترك لتأكل جسده وتضع الحشرات بيضها فيه حتى يموت بعد بضعة أيام، وأحيانا أسابيع من جراء عدة عوامل، منها العفن والإسهال والموت جوعا.
التعذيب وسيلة المرضي النفسيين
في دراسة قيمة للدكتور محمد المهدى استشاري الطب النفسي معنونة ب "سيكولوجية التعذيب" أكد فيها ان التعذيب صناعة بشرية تمارسها فئة من الناس يتسمون باضطرابات في الشخصية، تجعلهم قادرين على تجاوز الحدود المعروفة للرحمة والشفقة والعدل واحترام قدسية الحياة وكرامة الإنسان.
وترصد هذه الدراسة خصائص المعذِّبين النفسية ممثلة في التالي:
1– السادية Sadism: وهي تعني استمتاع الشخص برؤية الآخرين وهم يتألمون وحصوله على نشوة نفسية من القيام بتعذيب الآخرين، وهذه السادية تعتبر اضطرابا شديدا في الشخصية يجعلها تسعى نحو إذلال الآخرين والتنكيل بهم، والشخصية السادية لا تستطيع العيش إلا بهذا الأسلوب.
2– المسايرة: هذه الصفة تتوافر فيمن يقومون بالتعذيب، فهم يستجيبون لأوامر رؤسائهم استجابة تتسم بالاستلاب والخضوع والمسايرة، ولا يناقشون هذه الأوامر ولا يعرضونها على عقل واع أو ضمير حي، فهم في هذه الحالة يطيعون رؤساءهم طاعة عمياء وينفذون أوامرهم في التعذيب دون بصيرة، وغالبا ما يكون هؤلاء المسايرون المنفذون من أصحاب الذكاء المحدود والثقافة الضحلة أو المنعدمة، ويسهل إقناعهم واستهوائهم والإيحاء لهم بأن ما يفعلونه فيه مصلحة للبلد أو للبشرية أو لقضية ما.
3 – الشخصية السيكوباتية) المستهينة بالمجتمع Dissocial Personalityوهي شخصية مضادة للمجتمع لا تحترم قوانينه ولا قيمه ولا أعرافه، وهي شخصية عدوانية لا تعرف الإحساس بالذنب أو الندم ولا تتعلم من تجاربها السابقة ولا تعرف الشفقة أو الرحمة أو العدل أو الكرامة، وكل ما يهم هذه الشخصية هو تحقيق أكبر قدر من اللذة حتى لو كانت هذه اللذة مبنية على أكبر قدر من الألم الذي يصيب الآخرين.
والصفات السيكوباتية تكون مغلفة بقناع من الدبلوماسية والنعومة ولهذا يطلق على هذا النوع وصف (السيكوباتي المهذب-Decent Psychopath وهو أخطر من السيكوباتي العنيف الظاهر العنف لأن الأول يحمل كل صفات السيكوباتية مضافا إليها صفات الخداع والتستر, وهذه الشخصية تتسم بالانتهازية والبراجماتية، ويصبح القانون والأخلاق لديها كلمات ليس لها معنى أو وجود وهي تستخدمها فقط حين تجد ذلك في مصلحتها.
4 – الشخصية البارانوية ( الزورانية ) PARANOID PERSONALITYوهي شخصية متعالية متغطرسة ترى في الجميع أعداءً لها، وتتوقع النوايا السيئة والأفعال السيئة من الناس، لذلك فهي تتسم بسوء الظن وتلجأ إلى العدوان الاستباقي أو الوقائي وتبرر هذا العدوان بأنه لحماية نفسها أو غيرها من الإرهاب أو الأذى المتوقع من الأشرار، وهذه الشخصية تحتقر الآخر وتسحقه إذا استطاعت بلا رحمة أو شفقة بها لأنها تعتبر الجميع شياطين أو حشرات صغيرة تستحق السحق والتعذيب والإذلال.
5 – التبرير Rationalization، وهو أحد الدفاعات النفسية التي يستخدمها المعذِّبون لكي يقوموا بالتعذيب وهم مرتاحو الضمير، فمثلا يعتبرون التعذيب وسيلة مشروعة لتحقيق الأمن لبقية الناس أو لانتزاع اعترافات مهمة تؤدي إلى تحقيق السلام من وجهة نظرهم، فهم في النهاية يربطون التعذيب بقيمة وطنية أو أمنية تسمح لهم بقبوله والتفنن فيه.
عوامل مشتركة
وقد جمع علماء النفس العوامل المشتركة في وسائل التعذيب فوجدوها في الآتي :
1– تحقيق أكبر قدر من الألم لدى الضحية (المعذَّب): وذلك بالتأثير على جهازه العصبي الطرفي بكل الوسائل المتاحة كالضرب والكي والصعق وغيرها، بشكل يفوق القدرة علي التحمل لكي تنهار دفاعاته نفسيا أو يموت نتيجة صدمة الألم.
2– غياب السقف الزمني، وذلك من خلال الإيحاء للضحية بأن تعذيبه مستمر إلى ما لا نهاية، ولهذا يفقد الأمل في الخلاص وهذا يساعد على انهيار دفاعاته ومقاومته.
3– غياب سقف الوسائل، وذلك من خلال تنويع وسائل التعذيب ومفاجأة الضحية بوسائل لا يعرفها وهذا يجعله يصاب بما يسمى بقلق التوقع Anticipation Anxiety، فهو يتوقع في كل لحظة ما هو أكثر إيلاما وبشاعة.
4– الاستباحة الجسدية: وذلك من خلال تعريض هذا الجسد لكل أنواع الإيذاء بما يوحي بالرغبة في تدميره تماما في أي لحظة دون اعتبار لحرمته أو لسلامته.
5– الاستباحة النفسية: ويتم من خلالها تجاوز كل الخطوط الحمراء لدى هذا الشخص، فإذا عرفوا عنه مثلا اعتزازه بنفسه أهانوه وأذلوه حتى ينكسر كبرياؤه وتتحطم كرامته، وإذا عرفوا عنه اعتزازه بشرفه وأخلاقه اعتدوا عليه جسديا ليوصلوه إلى الإحساس بالخجل والعار، أو التشهير به بما يخص الشرف و العرض بالأتهام زورا له و لأفراد أسرته و خاصة من النساء وإذا عرفوا عنه حبه لزوجته وأولاده جاءوا بهم واستباحوهم جسديا ونفسيا أمام عينه حتى تنهار مقاومته.
الآثار النفسية للتعذيب
تتوقف تلك الآثار على شدة التعذيب وتنوعه وتتوقف أيضا على شخصية الذي يقع عليه التعذيب، وعلى وجود وسائل دعم بعد تخلصه من التعذيب، ومن أهمها:
1– انهيار الافتراضات الأساسية لدى الشخص الذي وقع عليه التعذيب فقد كان يعتقد فيما سبق أن للجسد حرمة وللنفس حرمة وللإنسانية كرامة، وكان يعتقد في وجود الرحمة والشفقة والعدل، ولكن بعد التعذيب الشديد تهتز كل هذه الافتراضات ، وتهتز معها ثوابت كثيرة وقيم متعددة، ويهتز بنيانه النفسي بأكمله ويعيش سنوات بحثا عن صيغة جديدة تفسر ما حدث وتساعده على استيعابه في بنائه الفكري والوجداني في الوصول إلى ذلك ويعيش ما تبقى من عمره بقايا إنسان، خاصة إذا كان طفلا أو شابا صغيرا.
2– كرب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب يقع لمن تعرضوا لأحداث مروعة عرضتهم للتهديد الشديد أو الخطر الداهم المهدد لحياتهم أو سلامتهم وهنا نجد الشخص يستعيد ذكرى التعذيب في أثناء يقظته وكأنه شريط سينمائي أو يستعيده في أحلامه، وكلما رأى أو سمع شيئا يذكره بهذه الأحداث فإنه يشعر وكأنها تحدث في اللحظة والتو، وهو يحاول تجنب كل ما يذكره بها، ويصاحب ذلك الاصابة باضطراب في الجهاز العصبي يجعله شديد الحساسية لأي مؤثرات بصرية أو سمعية فنجده يرتجف لسماع أي صوت أو رؤية أي شيء.
3– الاكتئاب ( Depression): وهو يحدث حين يشعر الإنسان المعذب بفقد الحيلة وفقد الأمل في القصاص وضياع كرامته أو كرامة من يحبهم فيصاب بحالة من الحزن وفقد الشهية للطعام ولكل شيء وعدم الإحساس بمعنى الحياة واضطراب النوم وربما تساوره بعض الأعراض الذهانية كوهامات الاضطهاد أو الهلاوس.
4– الاضطرابات النفسجسدية: ( Psychosomatic Disorders ) وتأتي في صورة اضطرابات في الجهاز الهضمي أو الجهاز الدوري والقلب أو الجهاز التنفسي أو الجهاز التناسلي أو غيرها، وهذه الاضطرابات تأخذ صورة الأعراض الجسمانية المختلفة، وهي تحدث حين يتم كبت مشاعر الغضب ومشاعر العدوان تجاه ما حدث للشخص من تعذيب.
5– الاتجاه للعنف والرغبة في الانتقام، وهذا يحدث حين يجد الشخص المعذب فرصة للتعبير عن كل مشاعر الغضب والانتقام تجاه من قام بتعذيبه وربما تتفجر داخله مشاعر هائلة للعنف والعدوان تفوق بكثير ما تعرض له من ظلم.
دعوات للحق
وتوصي هذه الدراسة عقلاء الإنسانية مطالب بوضع من القوانين ما يردع الشخصيات المضطربة أيا كان مستواها السياسي والاجتماعي عن ممارسة اضطرابها من خلال تعذيب الآخرين تحت أي دعوى أو مسمى أو تبرير.
وهذه القوانين تطبق على الحكام والمحكومين على السواء وتقوم على تنفيذها جهات دولية محايدة ومحترمة كمحكمة العدل الدولية أو محكمة مجرمي الحرب أو ما نقترح تسميتها (محكمة مجرمي التعذيب), وهذه المحاكم أو اللجان الدولية المحايدة والملتزمة بالشرعية الدولية ومواثيق الأديان والأخلاق يكون لها حق التفتيش المفاجئ على المعسكرات والمعتقلات والسجون وأقسام الشرطة في كل جزء من العالم وكتابة تقارير ترفع لمحكمة عليا تقوم بإصدار أحكامها التي تلتزم مجلس الأمن.
وهذه الجريمة كما هو معروف في أغلب الدساتير والقوانين لا تسقط بالتقادم وتظل تلاحق مرتكبيها مهما مرت عليها السنون، ولابد وأن يسبق هذا ويواكبه تدريس مادة حقوق الإنسان للطلبة، وتدريس أحكام القوانين الخاصة بانتهاك تلك الحقوق وارتكاب جريمة التعذيب أو غيرها.
واخيرا ، فان جرائم التعذيب والاعدام في كل ثقافات وشعوب العالم انما تدل على وحشية بني آدم وانه لم يستمتع يوما رحمة الرحمان الرحيم، فمن يتلذذ بإيلام الاخرين لا يستحق أن يكون انسان
ولا اخفي عليكم أنني خلال كتابة هذا المقال و جمع المعلومات أصبت بحزن و ألم نفسي لا يمكن وصفه وبالرغم من أنني أخشى أن اتسبب لكم بنفس الألم ولكن آثرت أن اطرح هذه المعلومات من باب التوعية وحتى نشعر مع الآخرين و نتصور أنفسنا بمكانهم و ان نصرخ في وجه التعذيب و العنف و السادية بكل أشكالها.