facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محادين: أنا قصائدي


28-11-2008 09:46 PM

عمون - حاوره -احمد الطراونة - ..وحين تكونين، لا تكون هناك امرأة أخرى، وحيث تكونين لا تكون امرأة أبداً . يقول خالد محادين: كانت عمان هي المرأة التي أعشق، وكانت المرأة هي عمان التي أحب ، نصوصي الشعرية هي حياتي، باختصار أنا قصائدي .
يرى محادين الذي له الفضل من خلال المواقع التي شغلها في التعريف بالعديد من القامات الإبداعية التي بين ظهرانينا، انه لا توجد أي رعاية للمبدعين، وإننا ندفع بهم إلى اليأس، إضافة إلى أننا نقدم في صحفنا ما يحبط هؤلاء، وأن تسعين بالمائة مما يسمى بالشعر وينشر في صحفنا لا يستحق النشر.
ويشير محادين الشاعر في معرض تعزية الأمة بدرويش، إلى أننا ما نزال نملك قلوبنا وعقولنا وأرواحنا وكبرياءنا، بل وحتى أقدامنا لننهض ونسير.
وتاليا الحوار:.




الثقافي تجربتك القصصية هل تلغي شرعية تجربتك الشعرية؟
- ليس هناك تجربة تلغي تجربة، بل أن كل تجربة تغني الأخرى، والانتقال من كتابة القصة إلى كتابة القصيدة، أو الانتقال من كتابة القصيدة إلى كتابة القصة، ليس عملاً انقلابياً على أية صورة، والمبدع إذا ما كان صاحب تجربة ثرية في الحياة، فانه سيكون قادراً على اختيار شكل، وأسلوب، ونوع التعبير عما عاش ويعيش، وفي أحيان كثيرة يجد نفسه مجبرا على اختيار اللون الإبداعي الذي يستطيع به أن يقول ما يريد قوله، ما أعنيه أن المبدع يجلس للكتابة وليس لديه قرار مسبق في أن يكتب قصة أو قصيدة، بل أنه أحياناً يكون قد اختار الشكل الذي سيعبر به عن مضمون ما، ثم يجد نفسه يعبر بالشكل الآخر. ولأنني لا أستطيع التأكيد عما إذا كنت قد بدأت بكتابة القصة أم القصيدة أولا - وأعني هنا البدايات - فإنه يمكنني القول: أنني بدأت الأمر في آن واحد، إذ خلال المرحلة الثانوية كنت أكتب محاولاتي بقصة مرة، وبقصيدة في المرة الأخرى، فأولى محاولاتي في النشر في الصحف، بدأت بالقصة القصيرة في جريدة (فلسطين) في بدايات الخمسينات، وأول مجموعة قصصية أعددتها للنشر وأصدرتها دار عويدات اللبنانية للنشر، كانت في السنة النهائية من دراستي الثانوية، وبحكم سنوات المراهقة الأولى كنت اذهب إلى القصيدة، إذ لا يعقل أن يلجأ المرء في محاولاته الأولى، وفي قصصه العاطفية إلى كتابة قصة لفتاة يتوهم انه يعيش معها قصة حب، ومع هذا فعندما تقدمت لامتحان الدراسة الثانوية عام 1958/1959، وكان اسمه (المترك)، كتبت داخل القاعة إثني عشر بيتاً من الشعر في مادة الإنشاء، وكان المطلوب الكتابة عن ثورة الجزائر. القص يغني االشعر.
التجربة القصصية تغني التجربة الشعرية، والتجربة الشعرية تغني التجربة القصصية، ولأن لكل مبدع منهله الخاص، فإنه لا فرق لطعم ولون ورائحة الماء، سواء شربته بكأس زجاجية أو بكأس بلاستيكية، فالماء هو الماء، وكلامي هنا عن المبدعين الذين يجيدون كتابة القصة وكتابة القصيدة، إذ أنهم يعيشون في بداية عطائهم الأدبي بهذين الشكلين، لكن غالبيتهم تختار بعد مرحلة من حياتهم لوناً واحداً، يرون ويرى النقاد أنهم يستطيعون بهذا اللون أن يحققوا إنجازاً، وأود أن أؤكد هنا أنني، كما لا أستطيع إخفاء موقفي الفكري، وموقفي السياسي في القصيدة العمودية، وفي القصة القصيرة، فقد جاء معظم إنتاجي بالقصيدة الحديثة، وبما أسميه القصيدة النثرية أو النص الإبداعي، وأرفض اعتباره شعراً، مما يملأ الآن الصحف والمجلات وبقية وسائل الإعلام. وقد أصدرت مجموعتين قصصيتين: الأولى (نسي أنها عذراء) عام 1960، والثانية (الطرنيب) عام 1980، في حين أصدرت أربع عشرة مجموعة شعرية ومجموعة نثرية.

تنوع التجربة
الثقافي تنوع التجربة بين الكتابة الصحفية والشعرية والقصصية، هل كان لمصلحة القصيدة؟ وكيف أثر كل منها على الآخر؟
- هذا سؤال طويل وعريض وعميق ومرتفع - إذا صح التعبير - ويتعلق بمسألة شغلت النقاد كثيراً، وشغلت المبدعين كثيراً وما تزال، وإذا كانت أصغر الأشياء في حياتنا تشغلنا، وتستوقفنا، وتحيرنا، بل و(تلخبطنا)، فكيف بمسألة كهذه التي يطرح السؤال، سأبدأ بالجزء الثاني من التساؤل وأقول: نعم لقد أثرت كثيرا، أثرت كل تجربة في الأخرى، وأثرت مجتمعة في القدرة على القول والكتابة، ويمكنني القول أن كل واحدة من هذه التجارب شكلت رافعة مستقلة عن بقية الرافعات، ولكنها مجتمعة كانت تقودني في بحر الحياة العاصف والمتلاطم والمخيف، بعض المبدعين ممن يجدون أنفسهم قادرين على كتابة القصة، أو القصيدة، أو المقالة الصحفية، يجدون أنفسهم يقيمون في بيت من الوطن الصغير، ومن الوطن الكبير، ومن المنطقة التي تضم هذين الوطنين، ومن العالم أيضا، وهذا البيت ذو غرف كثيرة وكل غرفة بمواصفات مختلفة، فهو لا يستطيع بحكم الواقع المحلي والواقع العربي، أن يقول في غرفة المقالة السياسية ذات النوافذ الكثيرة التي بلا ستائر، وتتوزع ساحتها أجهزة الرقابة السمعية والبصرية، ما يمكن أن يستطيع قوله في غرفة القصة، أو غرفة القصيدة، حيث نوافذ قليلة، وأجهزة رقابة أقل، وأقل قدرة على قراءة كل ما بين السطور، هذا مع اعترافي شخصياً أن قدرة المبدع على (التحايل) للتعبير عن رأي أو موقف حاجة ضرورية، والسلطة في أي بلد، وبخاصة في العالم الثالث، لا تخاف من النص المكتوب والمنشور، ولكنها تخاف وتحسب ألف حساب لتأثير هذا النص لدى المتلقي، وكذلك قدرة هذا النص على الوصول إلى أكبر عدد من الناس، سأتحدث عن نفسي، وأود أن أشير في البداية إلى تجربة أخرى يمكن إضافتها إلى التجارب الثلاث الواردة في السؤال، وهي تجربة الوظيفة الرسمية، أو الوظيفة بشكل عام، ففي غالبية بلدان العالم يندر أن تجد مبدعا يعيش من إبداعه، وبإبداعه، ولهذا تجد المبدعين يعملون في وظيفة ما ليواجهوا متطلبات العيش الكريم، وفي العادة فان هذا النوع من المبدعين هو الذي يقول كلمته ويدفع ثمنها، وأعتذر هنا إذ أشير أنني فقدت عملي، سواء في القطاع العام الحكومي أو لدى مؤسسات أهلية، أكثر من عشر مرات، لأسباب تتعلق بكتابتي للمقالة أو للقصيدة، مع ضرورة الإشارة هنا إلى أن هذا الفقدان لمصدر العيش، يكون له دائماً أثرً على التجربة الإبداعية، وفي تجربتي القاسية مع مرضي وجدت تعاطفا ومحبة واهتماماً من غالبية الناس الذين لا اعرفهم، حتى أنني شعرت بالرضا العميق عن نفسي، وكتبت أنه بقدر ما تحترم نفسك يحترمك الناس. الوعي السياسي.
لا أستطيع القول أن تجربتي في الكتابة الصحفية، أو القصصية، تركت تأثيراً عميقاً على كتابتي القصيدة، فهذه الأساليب الثلاثة من الكتابة كانت تتبادل التأثير، ويعرف الكثيرون أن كتابتي للمقالة الصحفية، اتسمت دائماً بحرص على توظيف ما أعتقده في نفسي من إبداع، وقد حرصت دائما على توظيف الصورة الشعرية، وأسلوب السخرية، حتى في كتابة الافتتاحية السياسية التي داومت على كتابتها في صحيفة الرأي سنوات كثيرة.
باختصار أعترف أنني مدين في كتابتي للمقالة الصحفية للشعر وللقصة، كما أن كتابتي للشعر والقصة استفادت كثيرا مما كسبته من وعي سياسي في كتابتي للمقالة السياسية والاجتماعية، ولا أنسى أن الوظيفة التي اعتمدت على مردودها للعيش وأسرتي، تركت آثارها العميقة على مجمل كتاباتي.


المرأة الاولى
الثقافي حضور المرأة يتجلى في شعرك بتعدد الأقنعة، فمن هي المرأة الأولى؟!
- هذا سؤال تحتاج الإجابة عنه إلى كتاب وليس إلى سطور، من هي المرأة الأولى؟ ومن هي المرأة الثانية؟ من هي المرأة الثالثة والخامسة؟ من هي المرأة الأخيرة؟! أية امرأة تحبها حبا حقيقياً هي المرأة الأولى، أعرف وتعرف أن الرجال يكذبون، والنساء كذلك، لكننا عبر سنوات عمرنا نلتقي ببعض النساء، ونعتقد عندما نلتقي بإحداهن أنها المرأة المختلفة التي نبحث عنها، ثم تحدث أمور يصعب قبولها أو فهمها فتولد لدينا قناعة صادقة أم كاذبة أنها كأية امرأة التقينا بها من قبل، ومع هذا فان ثمة نساء تدخل معهن في تجربة صداقة، أو عشق، ويخرجن من حياتك، ولكنهن يبقين فيها، وربما لهذا السبب تكثر تجاربنا غير الناجحة أو القصيرة، فمن طبيعة الإنسان أن يعقد دائما المقارنة التي طالما قادت إلى فشل التجربة، وقد عبرت عن هذا أكثر من مرة وبخاصة في مجموعاتي النثرية التي أصدرتها مؤخرا في مجلد واحد حمل عنوان (وطن واحد ونساء كثيرات). لقد كتبت مرة (العالم المزدحم بالنساء ليس فيه امرأة واحدة). وكتبت مرة (وحين تكونين لا تكون هناك امرأة أخرى، وحيث تكونين لا تكون امرأة أبداً). وكتبت مرة (امرأة هي ليست من النساء. في لحظة. وهي كلهن جميعا عندما تعود). وكتبت مرة: (أكذب عليك لو قلت لك أن في وسعي أن أعيد كتابة الشعر كي يكون كله لامرأة واحدة). وكتبت مرة (ليس هناك امرأة تشبه امرأة أخرى. ليس هناك امرأة لا تشبه كل امرأة. لكنك في مساحة من الوطن، وعند منعطف من العمر. تلتقي امرأة مختلفة. تشبه كل النساء ولا تشبه إحداهن. وتلغي كل النساء وتكون هن جميعا. امرأة كنت تنتظرها. حتى إذا جاءت ركضت نحوها في فرح. وأطلقت في اتجاهها أجمل قصائدك واصدق قصائدك. وأنت تهتف:. يا الله ما أكثر هذه المرأة. فإليها كل الكلام).
وأود أن أضيف، انه بالنسبة لي تصعب الإجابة عن هذا السؤال القصير، من هي المرأة الأولى؟ وأعترف بصدق أنني مررت بتجارب كثيرة، لكن ما من تجربة تشبه أخرى، وأقل الصدق والنبل أن نظل نتذكر النساء اللواتي مررن في حياتنا، مروراً قصيراً أو مروراً طويلاً مدهشاً، وأعترف أيضاً بصعوبة الكتابة الشعرية تحديداً. إذا لم اشعر أنني أكتب لقارئة واحدة معينة، وأعترف ثالثاً أن مجموعاتي النثرية التي كنت كتبتها لبرنامج (بطاقات لا يحملها البريد الإذاعي)، كانت عمان هي المرأة التي أعشق، وكانت المرأة هي عمان التي أحب، وكان البعض ينجح في التمييز بين ما أقوله لامرأتي، وما أقوله لعمان، لكنني عندما قررت إصدار مجموعتي (أوراق جديدة من دفتر قديم) وقد نشرت في (الرأي) باسم مستعار هو (مروان الخال) لأنني كنت ممنوعاً من الكتابة، وضعت المجموعة بين يدي الشاعر الصديق الراحل عبدالرحيم عمر، ود. خالد الكركي، والزميل إبراهيم العجلوني، لكتابة مقدمة للمجموعة، لم تأت مقدمة أي من هؤلاء متشابهة مع المقدمتين الأخريين. أما فيما يتعلق بالجزء الأول من السؤال، والمتعلق بكون المرأة تتجلى في شعري بأقنعة مختلفة، فهذه حقيقة، فما أكتبه هو فصول من حياتي والمرأة - المرأة، والمرأة - عمان شكلاني شاعراً وانساناً ومواطناً ومحباً لبلدي الطيب، ولا أضيف المزيد.

الكاتب أسلوب
الثقافي غالبية دواوينك كأنها قصيدة واحدة مجزأة كيف ترى هذا؟
- كما يقول النقاد (الكاتب أسلوب)، وأشعر برضا وفرح إذا كان هذا رأي الآخرين، إنني لا أستطيع أن أكون غير أنا، كلما كتبت قصيدة شعرية أو نصاً أدبياً نثرياً، وأعرف أن البعض يتهمني احياناً بتكرار الصور أو الأسلوب أو المضمون وهذا صحيح، ولا أحب أن أبدو غير نفسي كلما جلست للكتابة، لكنني أعرف ايضاً أن لكل مبدع قاموسه، وأن المسألة تتعلق أولاً ودائماً بقدرتك على توظيف هذا القاموس لتقديم إبداعك الذي يميزك عن الآخرين، وبسبب حرصي على وصول نصي إلى المتلقي، فإنني لا أتعب نفسي في التعبير عما أود قوله، حتى لا يتعب المتلقي في محاولاته البحث عن المعنى، وأود هنا أن أشير إلى ما قاله ذات مرة الكاتب الاميركي الساخر مارك توين عندما رفع قاموساً بيده وقال: (كل القصص والحكايات والروايات موجودة في هذا الكتاب والمهم أن تعرف كيف تختار الكلمات وكيف ترتبها لتصبح إبداعاً متميزاً!!).

نصوصي حياتي
الثقافي ألا ترى ان السيرة تتغلب على طبيعة نصوصك الشعرية، متى تكون السيرة ضرورية للقصيدة؟
- نصوصي الشعرية هي حياتي، من هذا المفهوم قد أوافقك الرأي، لكنه أمر لم أقصده ولا أقصده عند جلوسي للكتابة، والشاعر هو شعره، لذا فالعلاقة بينهما مكانية وزمانية وعضوية، باختصار أنا قصائدي، وسوى هذا يأتي في قيمته محدوداً وغير ذي أهمية، عندما تعجب بشاعر فإعجابك يبدأ وينتهي بقصائده، ومن الظلم أن تحكم على غير قيمة النص وتميزه عندما تصدر حكماً على شاعر، ولا يجوز أن يتقدم حكم على سلوك الشاعر أو مظهره الخارجي على هذا الحكم، فهناك لوحات غاية في الجمال ولكنها تصور أناساً وأشياء وأحداثا غاية في البشاعة، لا يختار الشاعر أن تكون نصوصه فصولاً متصلة أو منفصلة من سيرته، لكنها تأتي كذلك، وغير هذا يعني أن الشاعر لم يكن صادقاً عندما كتب نصوصه وقدمها للناس، بالرغم من المقولة المعروفة (اصدق الشعر أكذبه)، ومن حق شاعر خليع أن يكتب قصائد صوفية، ومن الخطأ اعتبار هذه القصائد جزءاً من سيرته أو محاسبته على عدم صدقه، فالنص هو موضوع الحكم له أو عليه وليس على صاحبه.

الثقافي الإيغال في تتبع الصورة الحسية أو السينمائية، كيف يمكن ان تضيف هذه جمالاً على الصورة الشعرية لديك؟
- في الشعر تستحضر الفكرة أو المعنى، لكن الصورة تأتي إليك، والشعر هو الصورة والمصور، وألا كانت (القصيدة) مقالة سياسية أو اجتماعية مثلاً، وإذا كنت تسلك كل يوم ذات الطريق فإن من الخطأ القول أو الاعتقاد انك تشاهد ذات الصور في هذه الطريق، هناك صور تشاهدها بعينيك، وأخرى تراها بعقلك وقلبك، وهي صور إذا غابت عن نصك الشعري تحوّل إلى نحت في الصخر والى نظم ممجوج.

نبؤة الشعر
الثقافي أنت أول من قدم محمود درويش في شعرك. هل هي نبؤة الشعر؟
- لا ادري ما إذا كنت حقاً من فعل هذا، لكننا بعد حزيران 1969 أصبنا بخيبة أمل لا يمكن ان تتصور حجمها وعمقها وقسوتها آنذاك، لقد شعرنا أننا فقدنا أحلامنا الجميلة، ثم بدأت قصائد الشاعر الكبير محمود درويش تصل إلينا، كانت بسيطة وعميقة ومنتصرة، ووصلت إلى أعماقنا انا شخصياً شعرت أن ما فقدته لم أفقده إلى الأبد، كتبت قصيدة (إلى محمود درويش) ونشرت في ديواني الأول (صلوات للفجر الطالع) الذي صدر عام 1968.
وعندما رحل شعرت أن محمود درويش لم يكن انساناً وشاعراً يرحل، ولكنه كان درعاً لنا، وأننا أصبحنا مكشوفين أمام أعداء كثر، يريدون منا أن نرفع رايات بعضا، لا يتعلق الأمر بنبؤة شعر، ولكن بنظرة ملايين العرب إلى شعره. كان الناس يحتاجون للعزاء وبمن يتقدم منهم ويبتسم في وجوههم، ويقول لهم كلاماً يقنعهم بأن الحياة ما تزال مستمرة، وإننا ما زلنا نملك قلوبنا وعقولنا وأرواحنا وكبرياءنا، بل وحتى أقدامنا لننهض ونسير.

تقديم ابداعات الشباب
الثقافي كنت وما تزال من أكثر المهتمين بإبداعات الشباب وتقديمهم، ومن هي الأسماء التي حملتها نبؤتك في هذا المجال؟
- دعني اعترف لك بأنني مدين لأساتذتي في المدرسة الثانوية، الذين كنت مثل طلبة آخرين نعرض عليهم قصصنا القصيرة، ومحاولاتنا الشعرية، فيقدمون لنا نصحاً كنا نحتاج إليه، ولولاهم لكنا فقدنا الكثير من الاهتمام، ومدين لجريدة (فلسطين) التي كانت تصدر في القدس، فقد كانت تخصص أكثر من صفحة أسبوعيا للطلبة الواعدين، وترسل إليهم جوائز هي عبارة عن كتب، وفي فترة متأخرة من المرحلة الثانوية كانت الإذاعة الأردنية تقدم برنامجاً اسمه (مع أدبنا الجديد)، حيث كان المذيع إحسان عماشة يقرأ محاولاتنا القصصية والشعرية، ويقوم الأديبان الراحلان (عبدالرحيم عمر) و(خالد الساكت) بنقدها والتعليق عليها بمنتهى الرقة، وهناك عشرات الأدباء الذين مروا بهذا البرنامج، بالنسبة لي حرصت على أن أبدي اهتماماً كبيراً بإبداعات الشباب، سواء بصورة مباشرة أو من خلال برنامج إذاعي اسمه (أقلام واعدة)، أو من خلال عملي في الرأي أو تسلمي لمواقع ثقافية، وكذلك خلال إشرافي على ملحق الرأي الثقافي في سنوات الثمانينات وإن لفترة لم تتجاوز العامين. لا ارغب في ذكر أي اسم، ولكن بيننا أدباء باتوا متميزين، جاءوا اليّ يحملون محاولاتهم وقمت بنشرها لهم، رغم احتجاج بعض أدبائنا، وأذكر ان شاباً نحيلاً زارني مرة حاملاً قصيدة طويلة يتمنى نشرها، قرأت القصيدة فوجدتها أفضل مما يكتبه بعض من عرفوا وطبعوا دواوين شعرية، سألته هل أنت من كتب هذه القصيدة؟ فأجابني بما يشبه الطفولة (نعم).. وفي الأسبوع التالي نشرت القصيدة على كل مساحة الصفحة الأولى من الرأي الثقافي ، فجن جنون بعض شعرائنا واحتجوا أن صاحب هذه القصيدة ليس معروفاً، ولم يسبق لهم ان قرأوا له، فأجبتهم ناقشوني في مستوى القصيدة وتميزها، لم ارَ هذا الشاعر منذ ان زارني تلك المرة، وفوجئت إثناء متابعتي لبرنامج مسابقات تحت عنوان (أمير الشعر) أو (شاعر العرب) يظهر على فضائية أبو ظبي، وقد بات شاعراً بقامة عالية وكنت، أتوقع له الفوز باللقب لولا أنني اعتقد ان اللجنة ظلمته كثيراً، هذا الشاعر هو مهند ساري الذي أتمنى ان ألقاه الآن. فيما يتعلق بجهود القائمين على أدب الشباب، أو عما إذا كانت مجلة هنا أو صفحة هناك تكفي لرعايتهم، فإنني أقول بصراحة (لا) كبيرة، إذ في وسعنا أن نفعل أكثر مما نفعل، إذ دون رعاية حقيقية وجادة من المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية، فإننا ندفع مبدعين واعدين إلى اليأس، وحتى إلى التوقف عن محاولاتهم الإبداعية. وهناك مسألة أخرى.. أننا نقدم في صحفنا ما يحبط هؤلاء الفتية والفتيات، سواء من شعر لا علاقة له بالشعر أو قصص لا علاقة لها بالقصص، وإذا كان هناك من سيغضب مما سأقوله فليغضب: ان تسعين بالمائة مما يسمى بالشعر وينشر في صحفنا لا يستحق النشر، ولا أستطيع أن أفهمه، ولا أدري كيف يجـرؤ المحررون الثقافيون على نشره دون ان يخافوا الله والتاريخ ومستقبــــل الأدب في بلدنا!!. (الراي).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :