الاردن دولة رغم أنف الناعقين
د. عبدالناصر العكايلة
25-04-2017 12:10 PM
في تاريخ الاجيال قديما وحديثا لم تكن الاردن التي تشرفت بوجود النهر الخالد فيها الا دولة وموقعا مهما ورابطا جغرافيا واقتصاديا وسياحيا واجتماعيا لكل من عاشوا ومروا وعبروا واستقروا فيها بدءا من ايام الانبياء عليهم السلام وحتى استقبالها الشعب العربي السوري الجار الهارب من جحيم ونار بلاده ونظامها الذي اباد من هم في الداخل ولاحق من هو فار بحياته واهله وبقية كرامته.
لا تحتاج الدولة الاردنية لشهادة أي كائن في الارض ليثبت وجودها او يتكلم عن سيادتها او عن تاريخها المشرف في كل مواضع ومراحل كينونة الامة العربية، فلطالما كانت الدولة الاردنية الوحيدة في المنطقة التي تمسك بزمام الادارة الحصيفة والحكيمة عندما تشتد الخطوب وتستعصي الحلول، فقيادتها الهاشمية الشريفة التي حباها الله اياها اعطاها تلك القدسية والديمومة والاهلية لتكون دولة وعلى صغر حجمها وقلة امكاناتها الذراع الاقوى والامتن في الاعتماد عليه داخليا وخارجيا.
نعيق الناعقين لم ولا ولن يؤثر على هيبة ووجود الدولة الاردنية، فذاك النعيق القادم - من ارض باتت مفتتة ومشرذمة تقاسمتها طوائف وفئات ليس الا نتيجة لسياسات رعناء ومتهورة – لا يهز ولا يربو للرد عليه لأنه لو كان في الناعق خيرا لأصلح نفسه وبلاده وسيطر على كل ذرة منها لا ان يكيل هراء وسفافا لا يصدر الا من غاب عقله وقلت حيلته وبات ينكش في صخر صلب قوي ستتحطم عليه كل اطماع الغادرين والناكرين للوفاء وجميل المعروف.
الدولة الاردنية دولة نباهي بها الدنيا ونلتف حولها جميعا وليس لأي كان وتحت أي مسمى ان يجول في باله ان اهلها وناسها ممن تنطلي عليهم سفاسف وهراءات الناعقين، فعند الاردن الكل جندي مسلح بانتمائه لوطنه وقيادته ، ولعل هذا ما يثير شهوة الناعقين في اختراق هذه البدهية الابدية التي تعتبر دستورا لكل اردني من ولادته وحتى مماته.
عندما يتحدث عن الكبار فاعلم ان الاردن في ذات السياق وعندما يتحدث عن الافعال فاعلم ان الاردن محورا له، وعندما يكون الحديث عن الحكمة والاتزان فهو للأردن، وعندما يقترب او يلامس الاردن أي خطر فاعلم ان النشامى ولابسي أشمغة العز يتحولون الى اسود ضارية تفتدي الغالي والنفيس، فلتنعقوا ايها الناعقون لان صوتكم ومداه لن يتعدى حناجركم ففاقد الشيء لا يعطيه.