انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه ثري خليجي قد أهدى أحد معارفه الشباب سيارة «بنتلي 2017» وعروس و»فيلا» بمناسبة تخرجه من الجامعة مؤخراً، ثم وجه دعوة لكل من يسمعه بمن فيهم مصوّر المقطع أن يحضروا العشاء في تلك الليلة على شرف الخرّيج عبد الله..
يستحق هذا الشاب الفرحة «ذات الدفع الرباعي»؛ شهادة، سيارة بنتلي، عروس وفيلا حديثة التشطيب بمناسبة التخرّج متمنياً من كل قلبي أن يوفّقه الله في حياته العملية والأسرية.. لكن الشيء بالشيء يذكر.. في يوم تخرّجي من الفرحة ب»الروب» وظهور اسمي على الملأ واستلامي الشهادة وأثناء صعودي لملاقاة الأهل سقطت الفردة اليمنى من «الكندرة» على المدرجات، وبحركة أكروباتية استطعت سحبها من بين عجوزين واحدة كانت تحتضن «ترمس» ماء، والثانية كانت تتولى عملية «صب القهوة» للجمهور المحيط، المهم أخذت فردة الحذاء وحشوتها مباشرة ثم أكملت المسير لتلقّي التهاني.. في نهاية الحفل وأثناء الاستعداد للترويحة.. لم أجد مكاناً لي في السيارة «الكريسدا الستيشن».. فبعد أن اكتملت الحمولة في الكراسي الأمامية والخلفية وضعوني في صندوق السيارة ببدلتي وقرافتي ذات اللون «الحشيشي» وتكوّرت في الطبون الزجاجي مثل «خروف الحناء»...
في البيت لم أجد من يزغرد لي بهذه المناسبة الثمينة سوى صديقي راكان اطال الله في عمره.. وبدأت بتلقي التهاني السريعة من المتواجدين في الحي.. ثم دخلت البيت وخلعت البدلة ولبست بنطلون الرياضة «ابو 3 خطوط»!.
من الهدايا التي وصلتني بمناسبة تخرجي «ساعة حائط» على شكل مرساة سفينة، وبرواز مطرز بالخرز والبراق الذهبي مكتوب عليه: «قلب الأم زهرة لا تذبل» وآخر «لئن شكرتم لأزيدنكم».. كما وصلني برواز لـ»غزال يشرب الماء من بحيرة» ما دخل كل هذا بالتخرج لا أعلم؟؟.. لكن أغرب هدية وصلتني في التخرج «طقم ممالح».. لوضع الملح والفلفل والسكر والشاي والقهوة.. بالإضافة الى مشبك بلاستيك للشوك والملاعق يعلق فوق المجلى ما علاقة كل هذا بتقدير البكالوريوس جيد جداً في المحاسبة؟!..
على الإطلاق لم أكن أطمح بسيارة «بنتلي» موديل سنتها.. ولا بـ»عروس» ولا بفيلا مشطبّة حديثا.. كنت اطمح ببنطلون جديد على مقاسي أمتطيه عند الذهاب لتقديم سيرتي الذاتية للشركات المتخمة بالموظفين..
نحن أمة من شدّة إحباطها .. حتى الشهادة نسميها «كرتونة»!..
الرأي