الخطر الداهم وسباتنا العميق ..
أحمد عبدالقادر فريحات
24-04-2017 07:04 PM
المتتبع للتطورات والمتغيرات العالمية والاقليمية المتسارعة والصراعات بين الدول الكبرى وانعكاساتها على المنطقة العربية على نحو ليس بحاجة الى تحليل وتشخيص الخبراء، فالأمر بات جليا بأن تحقيق هذه الدول لمكاسبها ومصالحها لن يتأتى الا في ساحات ومسارح البلاد العربية ،هذه البلاد المسلوبة الارادة والقرار والكلمة وفي ظل تناقضات عربية ضيقة، امة العرب الغائبة بل والنائمة عن بحور من البراكين الحمئة التي تغلي لتأكل الاخضر واليابس.
فالمتأمل لخطابات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في المؤتمرات والمنابر الدولية والاقليمية في مختلف أصقاع العالم وكذلك زياراته الى محافظات المملكة ولقاءاته مع النخب والوجهاء ما انفك يدعم ويحث أبناء الوطن على ضرورة تحصين الجبهة الداخلية ورص الصفوف من خلال نهج عقلاني واضح ومنظم بأعلى مستويات التخطيط والتنظيم والمسؤولية، تلك هي رسائل ملكية متكررة لمؤسسات الدولة كافة حتى تشرع بوضع خططها وبرامجها واهدافها ولكن للأسف لم تترجم تلك الإشارات الملكية على ارض الواقع ولم نرى سوى شعارات ترفع وتظهر على شاشات التلفزيون وفي صفحات الجرائد والمواقع الاخبارية المختلفة.
وفي ظل الاخطار المحدقة والمحيطة في مجتمعنا من كل فج وصوب وليس بخافٍ على احد فكل ما يجري ظاهر للعيان، فلدينا ارهاب وتطرف بمختلف وابشع صوره لا يفهم سوى لغة القتل والدم والانتهاك الصارخ للإنسان والارض، وتصارع دول العالم وتنازعها على موارد وخيرات دولنا سواء كانت بجوف الارض او فوقها ما يمثل مدعاة لنراجع انفسنا ماذا أعدت مؤسسات الدولة لمواجهة المحظور؟ وهل تبنت خططاً استراتيجية قصيرة ومتوسطة او طويلة المدى؟ لتوجيه الجهد الوطني نحو عمل منظم ورد فعل متناسق في حال حدوث طارئ لا سمح الله.
وهل باشرت تلك المؤسسات بتدريب وتأهيل مختلف فئات المجتمع وتوزيع الادوار عليهم نحو السبيل الأمثل لمواجهة اي خطر قد يباغتنا حتى لا يكون هناك تضارب او تعارض في جهود مؤسساتنا الوطنية المختلفة وحتى لا تترك الأمور للعشوائية والاجتهاد والفزعة ومنعا للارتباك والتعثر.
مطلوب من راسمي وصانعي سياسة إدارة الازمات في الدولة الاردنية بالعمل والشروع بأعداد خطة طوارئ وطنية شاملة واضحة المعالم وسهلة الفهم والتطبيق في مدارسنا وجامعاتنا وفي الاسواق والمتاجر واثراء ثقافة السلوك الحسن والتصرف السليم والصحيح كفكرة الشراء والبيع ، واجراء تدريبات وتجارب بين الحين والاخر حتى يألف مواطننا الاجراءات الاحترازية في حالة الطوارئ ولننظر الى عدونا ومغتصب ارضنا الكيان الصهيوني الذي يقوم بإجراء عدة تمارين وتجارب وهمية على مدار السنة كي يحصن مواطنيه من اي خطر داهم، فنحن لا نريد خططا ودراسات يتم اقراراها في الصالونات المغلقة وتحفظ في الادراج بل نريدها حاضرة قابلة للتطبيق والتنفيذ وهذا ما لم نرى حتى اللحظة في حين ان الاخطار من حولنا وتقترب الينا.
وفي ذات السياق لدينا في الاردن ارضية وبنية تحتيه قوية ومتينة يمكن البناء عليها ممثلة بدولة مؤسسات ومواطن واع وجيش وأمن بأعلى مستويات التدريب والجاهزية تحت ظل قيادة هاشمية ملهمة، حمى الله الاردن حراً منيعاً انه نعم المولى ونعم النصير.