د. عميش تكتب: الشباب الفرنسي يقلب الموازين
أ. د. ناهد عميش
24-04-2017 10:17 AM
نتائج الدورة الأولى هي بمثابة قلب للموازين التقليدية للسياسة الفرنسية.
ففي هذة الدورة تم إقصاء الحزبين التقليدين وهما حزب الجمهوريون اليميني والحزب الإشتراكي والذان كانا في صدارة المشهد السياسي الفرنسي لما يقارب ستين عاماً. برنامج ماكرون الذي يتضمن رؤى وتطلعات شبابية، أثار إعجاب الشباب الفرنسي بالرغم من إعتقاد البعض بانه لا يملك الخبرة السياسية الكافيه، فهو لم يتبوأ أي منصب سياسي عن طريق الإقتراع.
حزب اليمين "الجمهوريون" الذي كان قوياً في الحياة السياسية في فرنسا خسر المعركة. من الممكن أن تكون الفضائح التي طالت مرشح الحزب فيون بالإضافة إلى الإنقسامات داخل صفوف الحزب هي السبب وراء هزيمته.
المشهد السياسي لن يكتمل إلا بعد انتهاء الإنتخابات التشريعيه. فالرئيس القادم سيضطر لاختيار رئيس وزراء يحظى بدعم الأغلبية البرلمانية وذلك لضمان استقرار حكومته. هذه الإنتخابات التشريعية ستكون بدفعه رباعيه بعد أن كانت ولعقود عديدة ثنائية الدفع. بمعنى ان هناك أربع أحزاب ستتنافس على الأغلبية البرلمانية، حزب الجمهوريون ، الحزب الإشتراكي حزب إلى الأمام والجبهة الوطنية. وفي حال نجاح مرشح حزب إلى الامام ، إيمانويل ماكرون في الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية، لن يتمكن حزب هذا الأخير، باعتقادي، من تشكيل الأغلبية البرلمانية لأنه يُعد حديث العهد مقابل أحزاب عريقة سيطرت على السياسة الفرنسية لعقود طويلة.
مارين لو بن غيرت في خطابها بعد نجاحها في الدوره الأولى فهي تحاول الآن التوسع في القاعدة الشعبية، إذ دعت الجميع و "من جميع الأصول" للإلتفاف حولها، بالرغم من أنها وفي برنامجها الإنتخابي تدعو لوقف إزدواجية الجنسية.
المعطيات لغاية الآن تذهب باتجاه حسم النتيجه في الدورة الثانية لصالح المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، حيث طالبت معظم الأحزاب بقطع الطريق على اليمين المتطرف ومرشحته مارين لو بن، ولكن نتمنى أن لا تحدث مفاجأت خلال الأسبوعين القادمين لتعود وتقلب الموازين مرة أخرى.