السياسة الاميركية في المنطقةد. هايل ودعان الدعجة
22-04-2017 12:20 PM
لا شك بان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يتحمل مسؤولية تثوير الأجواء الطائفية في المنطقة ، والتعاطي معها كأداة من أدوات الفوضى الخلاقة ، عندما تعامل مع ايران على انها جزء من الحل في محاربة التنظيمات الإرهابية ، مطلقا يدها في العراق وسوريا ( واليمن ) عبر اذرعها المسلحة كحزب الله والحشد الشعبي وجماعة الحوثي التي تشن معركة طائفية تقوم على التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي واحلال المكون الشيعي محل المكون السني، لضمان تحقيق التواصل الجغرافي بين المكونات الشيعية في المناطق التي تسعى للسيطرة عليها تحت ذريعة محاربة الإرهاب . إذ ليس من قبيل الصدفة ان يتم تسهيل دخول تنظيم داعش الى الموصل وحصوله على السلاح والعتاد والأموال أيام حكومة نوري المالكي، وكذلك الحال بالسماح لهذا التنظيم باستهداف المناطق السنية في سوريا والعراق، حتى تعطى ايران المبرر لمهاجمتها، والسيطرة عليها وتفريغها من سكانها من اهل السنة .
فقد ذكر مستشار الامن القومي الأميركي ماكماستر ، بان الوقت قد حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للنظام السوري ، الذي أدى الى استمرار الحرب الاهلية في سورية . فروسيا جاءت الى سورية لاستعادة مكانتها في الساحة الدولية ، بدلا من البحث عن ذلك في فضائها وفنائها ومجالها ( الجمهوريات السوفياتية السابقة ودول أوروبا الشرقية وحلف وارسو ودول البلطيق ) الذي تم تطويقه واستهدافه من قبل اميركا وحلف الناتو ، حتى باتت المنظومة الشرقية بكافة دولها متمسكة أكثر بالمعسكر الغربي والثقافة الغربية . إضافة الى ان روسيا اخذت تنزلق أكثر في المستنقع السوري مع توسيع فصائل المعارضة المسلحة جبهات القتال باستهدافها دمشق وحماة وادلب بشكل أدى الى تشتت التركيز العسكري الروسي . اما ايران فان الرئيس ترامب يعتبرها جزءا من المشكلة وانها راعية وداعمة للإرهاب وتعمد الى تقويض امن المنطقة واستقرارها وتهديد مصالح اميركا الساعية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة ، حيث عززت من وجودها العسكري في غرب العراق وشرق سوريا لتطويق المشروع الإيراني الاستراتيجي ومنع التواصل الجغرافي بين ايران وسوريا عبر العراق . فقد عمد جايمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي الى عمل جولة إقليمية ، للحصول على دعم دول المنطقة خاصة الدول الخليجية لمرحلة ما بعد داعش في سوريا والعراق لردع تهديدات ايران ، والتصدي لاطماعها الاقليمية التوسعية . وما الضربة العسكرية الأميركية على مطار الشعيرات الا بمثابة الرسالة الى كل من روسيا وايران عن توجه الإدارة الأميركية الجديدة في تغيير قواعد اللعبة في سوريا بعد ان أصبحت اميركا لاعبا أساسيا في الملف السوري ، وتسعى لوضع العملية السياسية على سكة الحسم . في إشارة الى وجود تغير جذري في السياسة الأميركية في المنطقة ، وتجاه هذا الملف الحساس تحديدا . الامر الذي يقتضي من روسيا مراعاة ذلك ان هي ارادت ان يكون لها دور في ترتيبات المنطقة المستقبلية ، ومن ايران الخروج من سوريا والعراق وعدم دعم جماعة الحوثي في اليمن قبل فوات الأوان ، خاصة وان اميركا وضعتها في دائرة الاستهداف بعد ان حددت أولوياتها في المنطقة . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة