تزدحم سجون الاحتلال الإسرائيلي بما يقدر بـ (7000) أسير فلسطيني بحسب احصائيات (مركز أسرى فلسطين للدراسات)، في ظروف بالغة القسوة في سجون النقب وعوفر والدامون وغيرها، ويقول المركز بأن هناك ما يقارب (300) من الأطفال القاصرين من بين الأسرى، وبعض الأطفال تقل أعمارهم عن (12) عاماً، مثل الطفل (علي علقم)، و (شادي فراح)، كما أن هناك عدداً من النساء يخضعن للأسر ويقدر عددهن بـ (58) أسيرة، بينهن (15) طفلة قاصرة، وتعتبر الأسيرة (لينا جربوني) عميدة الأسيرات الفلسطينيات والتي صدر حكم بسجنها لمدة (17) عاماً.
رغم كل اتفاقيات السلام الفلسطينية والعربية، ورغم كل المبادرات، والعلاقات السلمية، والتنسيق الأمني المقدس، والهدوء على مختلف الجبهات، والضبط الواضح على الحدود، إلّا أن جيش الاحتلال لم يكف لحظة واحدة عن شن الحملات المسعورة والمتوالية من أجل اعتقال أعداد متوالية بشكل يكاد يكون يومياً، ولا يتورع الاحتلال عن اعتقال نواب المجلس التشريعي الفلسطيني حيث أن هناك (13) نائباً فلسطينياً معتقلاً في سجون الاحتلال.
فئة الأسرى هي الفئة الأكثر استحقاقاً للدعم والمساندة بكل أشكالها المادية والمعنوية، لأنهم هم جوهر النضال الفلسطيني الحقيقي، وهم المدافعون عن شرف الأمة وكرامتها المهدورة، وهم يواجهون عدوهم بحرب البطون الخاوية، والصمود البطولي في مواجهة معنوية سرمدية مع الجلادين القادمين من شذاذ الآفاق، وقد استشهد منهم ما يقارب (210) شهداء داخل السجون خلال الفترة السابقة، وكان آخرهم الشهيد (محمد الجلاد 24 عاماً).
دعم الأسرى وإيصال صوتهم إلى العالم كله، فريضة علينا جميعاً، وينبغي أن يتم إعداد البرامج وتشكيل الجمعيات التي تعنى بهذه الفئة، ونقل معاناتهم إلى الرأي العام العالمي، وتذكير الجماهير العربية والإسلامية وكل شعوب العالم الحر بمأساتهم الإنسانية، حيث أنهم يتعرضون للانتهاكات من عدو لا يعترف بالقوانين والمواثيق الدولية، وهو يمارس حملة ممنهجة ودروسة ضد أولئك المتشبثين بأرضهم رغم كل صنوف الأذى والتضييق المشرعنة بقوانين ظالمة، في إطار حملة الاجتثاث المستمرة للإنسان الفلسطيني المرابط.
ويقول القائمون على المركز أن الأسرى الفلسطينيين في سجون المحتلين يتعرضون لحملات التفتيش الليلي من قبل وحدات الجيش الخاصة في وقت متأخر من الليل بطريقة تعسفية مصحوبة بالضرب والسباب والشتائم، ومصادرة الأغراض الخاصة، بالإضافة إلى سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي والحرمان من الزيارات وأساليب التعذيب المختلفة.
الأمر الأشد قبحاً أن هناك شروطا أميركية تفرضها الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات بينهم وبين الإسرائيليين، ومن بين هذه الشروط أن تتخلى السلطة عن دفع رواتب لعائلات الشهداء والأسرى، مما يؤكد حقيقة دامغة، أن كل ما يقال عن التسوية والمفاوضات هو مجرد ثرثرة ومضيعة للوقت من أجل تمكين دولة الاحتلال من الاستتيلاء على الأرض عبر الاستيطان الذي لم يتوقف، ومن أجل الاستمرار في عمليات التهجير والتشريد، وعلى كل الأطراف أن تتكيف مع هذه الاستراتيجية المرسومة.
الدستور