لم ارتح يوما الى مصطلح الشرق الاوسط الجديد لسبب رئيس انه محاولة خبيثة لادخال اسرائيل في المنقطة وفق المسمى الجديد والذي يعيد ترتيب المنطقة وفقا للاجندة الاسرائيلية , ومثلي كثير , وبسبب قطاف اوهام السلام فان المصطلح لم يجد من يردده الا الواهمون او سياسيو الغرب الداعمين لاسرائيل دوما وابدا , ولا اريد ان اقول ان المصطلح ولد ميتا لعوامل متعددة , لكنه ولد ميتا لان منظره الاول " بيرس " لم ينجح في حياته قط في المعادلة السياسية , لا داخل اسرائيل ولا خارجها .

حملة الاوهام , عادوا من جديد هذه المرة وبمصطلح اكثر بلادة وبطريقة اكثر زيفا من الحمل الكاذب , للترويج الى مصطلح تلفيقي اسمه المبادرة العربية وقبيل الانتخابات الاسرائيلية او في اتون مرحلة الشك السياسي في الشارع الاشرائيلي التي تسبق عادة مرحلة الانتخابات هناك , فمعادلة الصوت الاسرائيلي لا تتأثر باعلان بليد على شاكلة اعلان البقرة الضاحكة او الجمل الابله ’ فثمة قضايا شائكة تتداخل في معادلة الناخب الاسرائيلي , اخرها التأثر بالاعلان الطيب عن المبادرة العربية .

ما قدمه الاعلان فقط ومن جيوب الوطن العربي كله ومن الحساب الفلسطيني انه نشر اعلام الدول العربية ملطخة بالعلم الاسرائيلي ولا ادري ان كان القانون يسمح بمقاضاة من نشر الاعلان بتهمة الاساءة الى رمز وطني واهانة الشعور القومي , اي انه طبق فعلا مصطلح الشرق الاوسط الجديد وصار العلم الاسرائيلي حاضرا برغبة وباذعان من لدن منظمة التحرير الممثل الشرعي .
تسويق المبادرة العربية على هذه الشاكلة فيه اسفاف بالامة كلها شكلا وموضوعا بل انه معيب لكل الارث الفلسطيني والعربي بتحويل المبادرة الى سعة نستقطب لها جمهورا يشتريها تماما مثل مثلثات الجبنة او اي نوع من الشوكلاته .

لا ادري لماذا استحضر محمود درويش في صرخته التاريخية " وطني ليس حقيبة " الان بعد ان اصبح الطريق الى الوطن ليس نضالا ودماء شهداء , بل حبر اسود واعلان غبي .

بقي نقطة بحاجة الى مراجعة وهي من الذي سمح بهذا التراجع القيمي وكيف تسمح منظمة التحرير بهكذا اسلوب رخيص , ولن نقول ان اهل غزة اولى بهذا المال ولن نقول ان بيوت الشهداء والجرحى واصحاب الاعاقة من جراء الاحتلال اولى بهذا المال , بل سنقول ان ثمة خيط بشير الى ان هذا الانزلاق ليس انزلاقا ناجما عن قلة حيلة وقلة همّة بل هو انزلاق ناجم عن .....؟ .

الحالة الفلسطينية وعلى مدار السنوات لم تنزلق الى هذا الحد من الاستهتار والعبث بمثل ما انزلقت ولا بد من مراجعة جراحية للحالة لاخراج ومحاكمة من اصلنا الى هذه المرحلة ونحن على الاقل كشعوب نعرفهم اسما اسما وحالة حالة . واطلب من الاخوة المحامين دراسة امكانية مقاضاة من لطّخ اعلامنا العربية بهذا الاعلان وان عجزنا عن مقاضاتهم عربيا فعلى الاقل فلنقاضيهم اردنيا .

omarkallab@yahoo.com