هذه مدينة بيضاء,, هذه مدينة لا أحبها ..سامح المحاريق
21-04-2017 02:53 PM
للمرة الثانية في جنيف الأجمل بين عشرات المدن التي زرتها، والأكثر إثارة للملل واستدعاء لكل الأسئلة التي تلتهم الفرد بعبثيتها وخوائها، الشوارع الجميلة تمتد مثل الكوابيس التي تبدو دون نهاية، والأشجار كمشانق لمنتحرين لم يتمكنوا من تعداد جميع خيباتهم وهم يتدلون للموت، البحيرة الزرقاء تحتضن تنيناً سيظهر في وقت ما، لا بد وأنه يشعر بالضجر في وحدته وينتظر لحظة الدينونة من أجل أن يبدأ لعبة الدمار، هذه المدينة المرعبة والجميلة شهدت ولادة رواية فرانكشتاين ومسخه المتمرد التي كتبتها ماري شيلي وبالقطع كان لتأثير المدينة عليها دوره في خلق ذلك العالم الكابوسي بامتياز، وفي هذه المدينة وقعت أحداث الجزء الثالث والأخير من ثلاثية الألوان (الأحمر) لكيشلوفسكي وفيه تقع عارضة الأزياء الصغيرة في فخاخ الغموض لمتقاعد يتجسس على الآخرين ويتقاطع معهما ذلك الشاب المطعون في عشق غرائبي ومبهم يتطابق في بعض تفاصيله بمقدمات ذلك الرجل الذي يبدو مثل إله غارق في الضجر وهو يتتبع المكالمات الكثيرة من بيته الذي مثل كل شيء في جنيف يتخذ صورة الجمال الكابوسي .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة