كشجرة ياسمين تمتد بين الذكرى والنسيان ..
د.أسمهان ماجد الطاهر
20-04-2017 09:17 AM
لا أحد يعلم ما تخفيه النفوس ولا أحد يرى الحقيقة من خلف الجدران فالله وحده يعلم وعنده لا تتبدل الأقوال والأفعال. كم نحن بحاجة للكلمات التي من يقين لتنير لنا الطرق وترسل عنا تعب الحياة الى البعيد.
من قال أن الكلمات تفقد بريقها كلا وألف لا. تبقى الكلمة قوية ومعبرة طالما تبُعثُ من قلب نقي وذهن صافي كجدول ماء. البشر هم من يفقدون بريقهم ورونقهم عندما يبتعدوا عن الأمل ويرتدوا ثوب الشك والتذمر والسلبية. عندما يتلونوا بألوان غريبة عن الطبيعة.
تضيق الطريق بنا وقد تزعجنا المسافة لكن ذلك قد يمنحنا الفرصة لنرمي بتعب الحياة على جانبي الطريق الطويل لنصل بروح إيجابية ونفس تمرنت على الصبر وعزمت على إتقانه.
قد نترك للمسافات أن تروي الحكاية وندع الرياح تنقلها ولا باس أن أضافت اليها لمساتها القوية. في الطريق الطويل تركض بفكرك كالغزال وقد ينظم الخيال أليك وينقلك الى المستحيل فما هو ألا ممكن عنيد وقد يلين.
أهمس لنفسك الساكنة بين الخيال والحقيقة لا تتوقفي عن الحلم، وقل للرياح لا تسرقي أحلامي واتركيها معافاة من الخيبة.
أيها النهار الجديد كن جميلاً كالأرض، كالأطفال، كالقرنفل وأمحي كل وجوه الزيف الا وجهك أنت، لأنك الحقيقية دع البياض يملأ المسافات وأمحي السواد وكل الضلال. كن فرحاً كموسيقى ناي وكن كالأغنيات.
أيها الليل أنت ركن هادئ يفصلنا عن الكون فتجعلنا نستعيد اليقين ولأن قمرك عالياً يجعل الارض تضيء.
أيتها الأيام كوني جميلة كالفل الابيض الصافي حين يملأ الارض عطراً.
بماذا يحلم الطيبون وما الذي يسعدهم!
قد يسعدهم يوماً مشمساً مزين بزنابق بيضاء . منزلاً مضاء ، وساحة صغيرة مزدانة بملكة لليل وأعشاب صيف، وجوه الأطفال وضحكة بريئة. فاذا امتلكنا جميعنا السماء ما الذي يفصلنا عن الحلم والأمنيات.
قد نكتسب هدوء النفس من وسعة السماء والإرادة من قدرة الشمس على محو الغيوم. عالماً متكامل يخبرنا أن نختزن كل لحظة جميلة يمر العمر بها في صندوق الذاكرة فقد نرحل وتبقى كشجرة ياسمين تمتد بين الذكرى والنسيان.
A_altaher68@hotmail.com