اليوم .. ذكرى رحيل الشيخ مفلح اللوزي
المرحوم الشيخ مفلح اللوزي
فيصل صلاح مفلح اللوزي
20-04-2017 01:58 AM
تصادف اليوم الخميس الذكرى العاشرة لرحيل جدي المرحوم الشيخ مفلح اللوزي.. الذي ملأ المكان والزمان بطيبته واصالته واحاطنا جميعا بعبق حنوه الذي لا نستطيع الا ان نعيشه واقعا على الرغم انه ليس بيننا بجسده... الا ان روحه باقية بيننا ما بقينا...
يا جدي... ان تعلقي بك... ليس له حدود... مع ادراكي الكامل انك انسان مثل كل الناس والموت حق ولكن الفراق اصعب ولا نقول الا (إنا لله وانا اليه راجعون)...
وأقول بكل الم الحسرة على الفراق المؤلم الذي طال.. كم يؤلمنا فراقك يا جدي ولكن إرادة الله فوق كل شيء ...
وفي ذكرى وفاتك.. اقول لك ياجدي.. ودعني اخاطبك.. وكأنك امامي باعتباري اكبر احفادك ..لم يكن نبأ رحيلك عن هذه الدنيا الفانية مجرد خبر عادي.. على الرغم انني لم اعِ حينها انني لست الوحيد الذي يقاسمك حضورك ووجودك واريحيتك.. ففي كل يوم مضى منذ تلك اللحظة.. ما أزال اتعلم اكثر ..واعرف اكثر.. وادرك اكثر انك كنت لكل الناس الطيبين في اردننا الحبيب.. فانت كنت لكل الأردنيين الذين احبوك كما احببتهم ..
فقد كنت يا جدي الحبيب.. يرحمك الله ..تعني للبعض الاسرة الصغيرة ..وللبعض الاخر السند ولغيرهم الامل الذي يبث فيهم روح العطاء بلا منة ودون ان تنتظر مردودا ..
يا جدي الحبيب.. ما زالت ذكراك تعمر المكان بعبق المحبة التي يضفيها حضورك على الجميع.. وعلى الرغم من غيابك الطويل ما يزال اسمك "الشيخ مفلح "يذكر كل يوم عندما يكون الحديث عن اصلاح
ذات البين والصلح العشائري وانت الذي كنت تجمع الناس على محبة الوطن وخيار ان يكون الجميع في خيمة الوطن الأردني البهي على اختلاف اصولهم ومنابتهم والوانهم ومعتقداتهم.. ولم يكن غيرك يستطيع ذلك كيف لا يا جدي الشيخ مفلح ..وانا اسمع اسمك يتردد على ألسنة الكافة صغارا وكبارا نساء ورجالا.. محتاجين فقراء ..وكنت البلسم الشافي الذي تمسح بيدك الكريمة على حوائجهم ويغادرون المكان وهم يلهجون لك بالدعاء.. وما يزالون على العهد.. يرددون اسمك على الرغم من هذا الغياب.. الذي اتحسسه في اليوم الواحد عشرات المرات.. فلماذا فعلت ذلك مسرعا.. وتركتني.. اتأوه على فراقك طيلة هذه السنوات..
فأنت يا جدي كنت القدوة الحسنة ونبراساً نهتدي به، كنت يا جدي الرجل الذي قدم للجميع المثال الرائع الذي كرس حياته اليومية صورة حقيقية للمعاملة الحسنة وإصلاح ذات البين واغاثة الملهوف.... فكنت الرجل المتواضع كريم النفس، مخلصا لتراب هذا الوطن الذي علمتنا ان نقبله صباح مساء ونفتديه بالمهج والارواح.
لم تكن يا جدي الحبيب تتعب من العمل الدؤوب واحببت كل الناس الصغير والكبير ولبيت حاجاتهم ولم يكن للتردد عن فعل الخير مكان في نفسك في يوم من الأيام وكنت تستقبل الناس ليل نهار دون شكوى ولا ملل بل بالابتسامة الاخاذة التي كانت ترتسم على محياك الجميل فيخرج صاحب الحاجة راضيا يردد ان يحفظك الله وكان لنا نصيب من هذا الدعاء بعد ان تركتنا لتنام هانئا بما قدمت وانت تعلم ان الموت حق لا مفر منه فاختارك الله الى جواره حيث منازل الصديقين والابرار.
جدي الحبيب انا على عهدك باق وستبقى نصائحك وآراؤك التي كنت ترددها على مسمعي كلما سنحت لك الفرصة تنير طريقي في الحياة استهدي بها وستظل كتابا مفتوحا لكل من يعرف قيمتك ومكانتك وستظل ذكراك حية باقية في قلوب الناس الذين احبوك .
ما اسرع الأيام ...يا جدي الحبيب... فقد مضت عشر سنوات على فراقك ولكن هذه هي الدنيا الكل صائر الى ما صرت اليه .... لقد رحلت يا جدي وستظل ذكراك في قلوب الذين يدينون لك بالمحبة والاحترام وانت تكرم ضيفك وتغيث من جاءك محتاجا..
نم يا جدي الحبيب قرير العين.. وتأكد انني لن انساك.. وسأبقى اذكرك ما دامت الحياة.. واعدك ان اكمل مسيرتك التي انهكت جسدك.. ولكنها اثمرت في روحك الطاهرة وهي تنتقل الى الرفيق الأعلى..
اسال الله العلي القدير ان يتغمد روحك كما أرواح الصالحين بالرحمة والمغفرة وان يذيقك رحمته ويسكنك فسيح جناته فستبقى ابا للجميع ... رحمك الله الرحمن الرحيم ... فيا رب ارحم جدي واعف عنه واكرمه وطيب ثراه ...فاذا كان محسنا فزد اللهم في احسانه.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين..