اطلالة * الحملات الاعلامية .. مشروعية الرد وبدائية التكنيك
ماهر ابو طير
10-04-2007 03:00 AM
كل شهر ، نجد انفسنا امام حملة اعلامية جديدة ، تارة في قناة الجزيرة او في صحيفة اسرائيلية ، او تقرير منشور هنا او هناك ، ومثلما هي طريقتنا المعتادة في الدفاع عن انفسنا ، نبدأ في اعلامنا المحلي وعبر التصريحات الرسمية احيانا ، بالرد على مصدر المعلومات او الاكاذيب ، مستخدمين ذات التكنيك القديم ، أي حرق مصدر المعلومة ، أكان شخصا ام جهة.غير اننا يجب ان نعترف ان هذا الاسلوب على حسن نوايا اصحابه ، لم يوقف احدا عن التهجم على الاردن ، او الاساءة اليه ، بل لربما يحدث العكس ، كما في قناة الجزيرة التي واصلت خطها ، بل ومنع القطريون منح أي اعلامي اردني تأشيرة للقدوم للعمل في الجزيرة ، وتم منع تأشيرات الاردنيين ، بشكل عام ، والسبب غير المعلن لديهم هو ان هجومنا الاخير عليهم قبل شهور ردا على هجومهم تناول قضايا شخصية وعائلية لافراد عائلة آل ثاني ، مثلما صرح وزير اعلام سابق لدينا قبل سنوات بأن الاردن سيستقبل امير قطر السابق المعزول وسيعيده بالطائرة الى الدوحة ردا على إلماحات قطرية انذاك باعادة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى الاردن عنوة.
واذا كان واجبنا دوما ان ندافع عن بلدنا ، لا.. ادانة من يدافعون عنه ، حتى لا نتورط في لعبة الحياد غير المقبولة وطنيا ، فمن الواجب ان نقول لصاحب القرار ايضا ان الوقت قد حان لبحث ملف الاعلام ووضع الحلول فيه ، بدلا من الوضع السيئ والمتردي الذي نجد انفسنا فيه دوما ، وربما لو قام احدهم بالدخول الى محركات البحث ووضع كلمات لجلب تقارير عن الاردن لوجد مئات التقارير التي تنشر سنويا ضد الاردن في صحف ومجلات ومواقع انترنت ، وبمعنى ادق يتم اهانتنا في سمعتنا الوطنية امام العرب والعالم ، ونكتفي بالرد نحن امام جمهورنا وشعبنا ، تاركين الكلام السيئ بحقنا ، في الهواء الطلق ، وهو امر عجيب ، وهو كمن يتعرض للضرب امام اولاده ومن سكان الحي ، فيجد ان الرد المناسب هو جمع اولاده في غرفة داخل المنزل ، ويلقي بهم خطبة عصماء حول ابوته وحول قوته وتاريخه معهم ، فيما اهل الحي يتحدثون كلهم عما تعرضت له العائلة ، والمؤسف ان يستغرق الاب في اقناع اولاده بوجوده ، ونحن هنا نستدعي كل طاقاتنا على اساس اردني يقنع اردنيا بأن هذه اكاذيب ، رغم ان الاردني ليس بحاجة الى من يقنعه ببلده وبوجوده وتاريخه ، وانه اطهر العرب تاريخا.
لست معترضا على الرد على الحملات من حيث المبدأ ، ولكنني اعترض على النمطية والاسلوب ، وعلى الجمهور المستهدف ، فالنمطية بائدة وقديمة ، والاسلوب لا يتوقف عنده احد ، والجمهور المستهدف هو الجمهور المفترض ان لايتم استهدافه ، باعتباره اردنيا ومن اهل البيت ، فيما نترك نحن تلك الاساءات معلقة في الذهن العربي ، وفي اذهان العرب الذين لا يعرفون شيئا عن ردنا الداخلي وتبقى في اذهانهم فقط الاساءات التي يرتكبها الاخرين بحقنا.
ربما جاء الوقت ليجلس اولو الامر ويقرروا سلوكا جديدا ولغة جديدة ، فلا اعلام اليوم دون امكانات ، ولا رد له قيمته ان لم يكن لك وسائل اعلام من صحف ومجلات ومواقع انترنت مطلة على العرب والعالم ، ولا اعلام دون استثمارات ، او خروج من الغرق في الخصوصية المحلية ، ولا اعلام ايضا اذا لم نؤمن ان الاعلام اليوم بات قوة مثل أي قوة اخرى لدى أي دولة ، قوة مثل الجيش والمال ، في العالم ، وعلينا حتى ذلك الحين ان نتوقع دائما مفاجآت ضدنا ، من هنا وهناك ، وقد نصح كثيرون غيري ، فلا احد يسمع ولا احد يقرأ ولا احد يريد على ما يبدو حل المشكلة.