أرواح العصافير26-11-2008 03:00 AM
محاطا بنوافذ زجاجية.. في صندوق يسميه الكبار "الخداج".. في غرفة مظلمة انقطعت عنها الكهرباء.. وبأنفاس متعبة صرخ ونادى.. أريد الحياة.. من حقي الحياة.. ما هو ذنبي؟.. لماذا لبست أمي ثياب الحداد.. وأبي استوطنه الحزن والسكينة.. هل سيتوقف زمني هنا؟!!.. هل نفذت أوراق التقويم؟.. من أين يأتي كل هذا الحزن؟.. من سرق المتبقي من العمر؟.. أريد أن أتحدى الموت.. وأن أكسر جدار الصمت.. أريد سماع أغاني وطنية.. فأنا طفل من غزة.. تعلمت في رحم أمي العزة.. لا أخشى السجن ولا السجان.. وغزة وطني لن تركع ولن تأبى للحصار.. فنحن شعب لا يأبه للموت أو الاندثار.. سيروا نحو ما تشاءون فمصيركم الانتحار.. وتذكروا آيات القرآن.. حرام وأد الأطفال.. لذا سأترككم سعيدا لنفسي حزينا لأجلكم في هذا الزمان.. لتكملون مسلسل القتل الذي أبطاله إخوة وأبناء الأعمام.. وأفلام يخرجها من يدعون أنهم صناع السلام.. فأنا ذاهب لألعب مع أصدقائي من عصافير ويمام.. في جنة الخلد أصحو وأنام...... وفعلا نام.. نام الطفل.. صمت وأسبل عينيه المتعبتين.. وخرجت روحه باحثة عن أصدقائها العصافير في الجنة.. آه يا طفلي المسكين.. ما ذنبك؟؟؟.. لقد كنت فريسة لمؤامرة الموت.. في وطن مشبع بالصمت.. هل كان الذنب عظيما؟؟.. هل كان كفرا وسط إيمان مزعوم.. مهزلة كبرى هذا التاريخ.. الذي "يعشعش" فيه صدأ سيوف وبنادق جيوش.. عجبا لهذه الدنيا.. تتابع الأصوات وتتنوع النداءات والحزن واحد وحيد.. يتغلغل في ثنايانا.. فمن وحي غزة ينهال الحزن شلالات منذ الأزل.. ولكن يبقى الحلم دائما.. حلم ملايين.. يصرون على الإبحار.. ليرسون في ميناء غزة |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة