إيران بين سيادة الدول وحق المواطنةعمر عليمات
19-04-2017 01:03 PM
عندما تعتبر إيران أن تصدير ثورتها جزء لا يتجزأ من سياستها، وتنصب نفسها وصية على مواطني دول أخرى من منطلق مذهبي، فهي تعلن صراحة عن مشاريعها التوسعية في دول المنطقة . طهران وساستها لم تكتف بتأسيس هذه الكيانات، بل تعدت ذلك إلى تنصيب نفسها وصياً على كل شخص يتبع لمذهبها، متجاهلة قصداً مبدأ المواطنة، وأن كل إنسان ينتمي للدولة التي يعيش فيها وتطبق عليه قوانينها وأنظمتها، وهي بذلك تضرب أساسات الدول وتفتت مجتمعاتها وتعيث فساداً فيها من خلال تعزيز قيم الطائفية والمذهبية وإضعاف قيم الولاء للوطن. إيران وهي تنصب ذاتها وصياً على ملايين البشر خارج حدودها، تتناسى أنها دولة تضم الكثير من القوميات والأعراق المختلفة، وأن الدول الأخرى لو لم تكن دولاً تؤمن بحسن الجوار وسيادة الدول لطبقت سياسة المعاملة بالمثل وقامت بدعم هذه القوميات، متذرعة بوصاتها الدينية والقومية، فهل سترضى إيران بذلك، أم أنها ستعتبرها تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية. على إيران أن تدرك أن أوهام التاريخ البائد لن تعود، وخزعبلات التمدد والتوسع لن تؤدي إلا إلى عزلتها والتعامل معها كدولة مارقة راعية للإرهاب والإرهابيين، وعليها أن تلتفت إلى شؤونها الداخلية فبدلاً من تسخير كل ثروات الشعب الإيراني وطاقته لتنفيذ أجندات محكومة بالفشل مهما طال الزمن أو قصر، عليها ان توجه هذه الثروات لتحسين حياة شعبها والارتقاء بمستويات المعيشة، والقضاء على عالم المخدرات والجريمة التي تنخر في المجتمع الإيراني والأرقام خير شاهد على ذلك. لا أحد في منطقتنا يسعى لمواجهة مع إيران، ولكن من يقنع إيران بأن سياساتها وممارساتها غير المسؤولة هي التي تقود المنطقة نحو الدمار والخراب، ومن يقنعها بأن الانفصام السياسي الذي تعيشه بات يشكل خطراً عليها وعلى المنطقة، فكيف لطهران أن تقنع شعبها قبل شعوب المنطقة بأنها نصير للمستضعفين – كما ورد في دستورها – وهي تسهم كل يوم في زيادة أعداد المشردين والأيتام والأرامل جراء الصراعات التي تغذيها بالمال والسلاح، ومرتزقتها الذين ترسلهم من عاصمة إلى أخرى ليمارسوا طقوسهم الطائفية النتنة بحق كل من لا يوافقهم الرأي والمعتقد؟؟.
زعزعة استقرار المنطقة ليست هدفاً نبيلاً ولا مبدأ سامياً يحتذى به، فكيف لنا أن نؤمن بثورتهم التي تريد أن تهدم كل شيء لتبني مجداً زائفاً وتحقق حلماً شيطانياً، يريد أن يعيد المنطقة إلى أكثر من ألف وثلاثمائة عام إلى الوراء. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة