قبل ايام التقى رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطروانه وفدا من جامعة اليرموك برئاسة الدكتور رفعت الفاعوري وطلابا يمثلون مختلف كليات الجامعه في خطورة تؤكد على نهج الانفتاح واستمرارا لسياسة الباب المفتوح على مكونات المجتمع والحرص لسماع مختلف اطيافه وكوناته حول اخر المستجدات والتحديات التي يعيشها الوطن وخاصة اهم فئاته : شبابنا من طلاب الجامعات.
ولا يمكن النظر لمثل هذه اللقاءات - التي دشنها جلالة الملك من فترة لاخرى وباتت نهجا بين مسؤولي الدولة- بمعزل عن السياق العام الذي تعيشه المنطقة والتحديات الكبيرة التي تفرضها الظروف الإقليمية وتطورات المشهد السياسي على اكبر مكون من مكونات مجتمعنا : الشباب. فلا يكاد يخلو خطاب ملكي او لقاء اعلامي او رسالة لجلالته لاي مسؤول من الإشارة لأهمية إيلاء جامعاتنا وشبابها الاهتمام والرعاية التي يستحقونها وحمايتهم وتحصينهم من الفكر الظلامي المنغلق المتطرف الذي يحاول ان يجعل من شبابانا حطبا ووقودا لمعركة فرض إرادة الشر و التجهيل والتظليل والتدليس والظلام.
وليس باقدر من جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا ان تخوض معركة كسر الشر واطفاء الباطل فكان نعم الخيار والاختيار للتواصل مع جامعة تقودا حراكا لافتا واداءا مميزا باشاده مراقبين لملف التعليم العالي كما هو حال جامعة اليرموك عبر اتصال مواجهي وحوراية امتدت لنحو ثلاث ساعات بين مسؤولي الديوان الملكي وطلبة جامعة اليرموك تبادل الجميع فيها الآراء وتم تشخيص التحديات ووضع المقترحات والحلول ضمن منظومة حوارية على قدر عال من الجدية والمسؤولية والالتزام بثوابت الدولة وقيم الوطن الراسخه.
"حوارية بسمان" جاءت فقط بعد ساعات قليلة من اطلاق جلالة الملك ورقته النقاشية السابعه التي تناولت محور التعليم والاستثمار في عقول شبابنا عبر توجيه الابداع والطاقات الشبابية. ويسجل لليرموك حرصها لرعاية الابداع الطلابي فهي من اكثر المؤسسات التعليمية تخصيصا لهيئات ومراكز تعني برعاية الابداع الشبابي عبر مراكز منتشرة بعمادة شؤون الطلبة وكلية الحجاوي الهندسية ومركز الملكة رانيا العبدالله. فاللقاء يؤكد بان أداء الجامعات ومؤسسات الوطن تحظى أيضا بمتابعه حثيثة واطلاع على الجهود المخلصة والصادقة التي توليها مؤسساتا التعليمية ومنها الجامعات في التعاطي مع القضايا التي تشكل أولوية في الاجندة الملكية ومنها الشباب وخاصة حمايتهم من التطرف والإرهاب.
وفي هذا السياق وعلى سبيل المثال جعلت جامعة اليرموك محور حماية الشباب من الإرهاب والتطرف اولويتها انسجاما وتناغما مع التوجيهات الملكية، فالارقام تشير الى ان اليرموك نفذت خلال العام 2016 اكثر من 280 نشاطا حول محور مكافحة الفكر المتطرف موزعه ما بين ندوات ومؤتمرات وورش وفعاليات ثقافية وفنية وفكرية ومسيرات وغيرها مما يدلل على انها لا تتوانى للحظة بتكريس كل إمكاناتها وبنيتها ومرافقها وخبراتها في القيام برسالتها الوطنية ووضع الرؤى الملكية موضع التنفيذ.
ومما يجعل اليرموك تحت دائرة الأضواء انها ومنذ سنوات ادارت ملف انتخابات اتحاد الطلبة بمسؤولية عالية ووعي كبير جعل من رئيسها يقف حارسا على بوابات الجامعة لضمان الا تتسلل يد الشر الى طلابنا اثناء ممارسة حقهم الانتخابي. حسن إدارة ملف الانتخابات الطلابية افرغ اليرموك من بعبع العنف الطلابي الذي يقض مضاجع جامعات أخرى اضطرت الى اغلاق بواباتها امام الطلبة وتوقف عن التعليم لايام فانشغلت هذه الجامعات بامور هامشية ابعدتها عن أولويات اهم من صناعة مستقبل الوطن. فخلو اليرموك من العنف الطلابي ولسنوات جعلها وبدون ادنى شك تحظى بالتقدير والاهتمام والاحترام من صانعي القرار المطلين بعمق على ملفات التعليم العالي من منظور موضوعي وصادق بناء على معطيات تستقى من مصادر ملتزمة بثوابت الدقة والحيادية.
اللقاء يأتي أيضا بعد نحو أسبوع او اكثر من اطلاق اليرموك تقريرها السنوي لمؤشرات الإنجاز الحقيقي لخطتها الاستراتيجية التي بنيت على جهود صادقة ومخلصة ومتراكمة من الإنجاز والعطاء لمن تولوا قيادة اليرموك عبر سنين مضت ما جعل اليرموك تقدم نفسها انموذجا رائدا للجامعه الفاعلة التي تتحرك بقوة خارج حدود العاصمه وتدير باصرار وعزيمة حراكا اصلاحيا مشهودا في منظومة التعليم الجامعي الوطني متسلحة بخبرات متراكمة لاكاديمييها وادارييها وهمة طلابها.
وختاما، حق علينا كاديميين ان نفخر بالجهود الصادقة والمخلصة التي تقوم بها جامعاتنا بالتعاون مع مؤسسات الدولة الاخرى في حماية شبابنا من افة الفكر المتطرف، واصدق التحية الى جامعة اليرموك ..ادارتها واكاديمييها وطلبتها وادارييها على حرصهم وغيرتهم على إبقاء اليرموك في طليعة جامعات الوطن في خدمة رسالة الدولة وجهود قيادتنا الهاشمية للارتقاء بمستوى التعليم لخير مستقبل شبابنا وخدمة مسيرة الوطن. وهذه دعوة صادقة الى البعض للتخلي عن سياسة رجم الوطن وجلد مؤسساته والرقص على أخطاء منفردة تحدث هنا وهناك في غمرة العمل والانجاز فالمثل يقول: من رقص نقص!!
Khalaf.tahat@yahoo.com