نص: عاطف علي الفراية
كم كنت أتمنى أن أكون بينكم اليوم حين قرأت خبر فوزي وفوز أرادنة آخرين بجوائز ناجي نعمان التي شارك فيها أكثر من ستمائة مشترك من أكثر من أربعين دولة وبلغات عديدة
مبروك لبسام السلمان ومفلح العدوان .. ولي.. ومحمد صالح يوسف بجوائز الإبداع.. وللآخرين بالجوائز الأخرى
ويطيب لي الآن أن أنشر في عمون مقاطع من نص كنت نشرته منذ أكثر من عامين في أكثر من وعاء هو( بعد التصرف) دراما عمان
يا عمان في سن الأربعين أعترف الآن للمرة الصفر أني أحبك، أحب فيك كل شيء ... التجار المرابين اللذين لا يعرفون شيئا عن خبز الجنوب.. الأثرياء .. سقف السيل وما فيه من لصوص ومتسولين وصعاليك وسكارى ومجانين .. ورمضان الذي يسمي نفسه هتلر... الباصات المزدحمة بالركاب الواقفين.. أحب فيك مطعم هاشم ورواد الفول الذي لا ينقطع .. وتلك المرأة التي رأيتها في حي الخلايلة تجمع بقايا الطعام من حاوية قمامة
وأعترف الآن أنني لولا الجوع ما غادرتك..
وكنت حين غادرتك أتمثل ( وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ) وها أنا الآن أتمثل (بلادي .. وإن جارت علي عزيزة ) وكنت حين ركبت الطائرة للمرة الأولى أتذكر قول الشريف الرضي
وتلفتت عيني فمذ خفيت عني الطلول تلفت القلب
تدثرت بالغربة من بردك
وربطت الحجارة على بطني وأنا فيك
ثم غادرتك لأزيلها فلا أنا أزلتها ولا أنا بقيت فيك
ملاحظة
جاء في الرقيم الطيني الأول بعد السفر أن عطاللة الحجايا وحكمت النوايسة غادرا الكرك إلى عمان بعد أن غادرتها وكنت أتمنى من قبل أن نسكنها معا خاصة وأن غازي الذيبة غادرها قبلي إلى الدوحة
ثلاثة خيّالة نستفيق على وجع الشمس
حين تزور الجنوب
ونبكي على باب جعفر كل مساء
ملاحظة:ـ
بالله عليكم يا كل من تقرأوني في عمان أن تخبروني هل منكم من يتذكر محمد عرموش ؟ ذلك الشاعر البائس الذي هاجر جوعا في الثمانينيات إلى أمريكا؟
هل فيكم من يتذكر نصري كرم ذلك العجيب الذي مات من البرد في غرفة تحت الأرض لم يكن يعرفها سوى أنا وغازي الذيبة ؟! أو هل تتذكرون جمال!!! ذلك الصعلوك الذي عشق فتاة ركب معها في سيارة أجرة!! ثم قرر البحث عنها من خلال البحث عن الفستان الذي ترتديه على حبال الغسيل في المخيم... العجيب ما كتبه غازي في الرقيم الطيني الذي يوثق تلك الفترة أن جمال وجد الفستان وصاحبته!! فأي صعلوك أنت يا جمال؟
هل فيكم من يتذكر أمي المتشققة القدمين وهي تنقل الماء في تنكة من عند الجيران في حي الأرمن في الأشرفية لأن حنفية دارنا كانت دائما جافة ؟

عمان.... لماذا حين زرتك في المرة الأخيرة بسيارتي ذات النمرة الخليجية انهال علي الأولاد في وسطك كالجراد يمسحون الزجاج ...... كم أخجلوني حد البكاء .. لماذا يا عمان لم تخبريهم أنني كنت واحدا منهم، يومها رأيت فيك ألف كاظم.. وكاظم للذي لا يعرفه طفل عراقي لقيته في بغداد عام 1997 ، كان يبيع الكعك ورفض أن يأخذ مني صدقة فأبكاني حتى الصباح .. وإلى الآن لم تخرج مني قصيدة كاظم رغم إصرار حكمت النوايسة على أن أكتبها، فهل أحتمل كتابتها وأبقى حيا؟
عمان
تناسل مني الرعاة جنوبا
وأدمنت خبز الشعير صغيرا
فلما وصلت إليك كراع
غريب الملامح
استنكر بنو ثقافة وجودي بينهم إلى أن تقشرت اللحاء عن الوجوه فشاهت
ملاحظة:ـ
سكنت عمان 23 عاما وما ألقيت فيها شعرا، فلما عدت إلى الكرك صدرتني إلى عمان بأربعين أمسية في عامين

عمان.. عتبت عليك حين لم تحتفلي بفوزي بجائزة الشارقة للإبداع العربي
وجائزة جمعية المسرحيين في الإمارات
واليوم أعتب على نفسي فقط .. لأني بعيد عنك
amann272@hotmail.com