الملك يضع التعليم في رأس الاولويات
عريب الخطيب
18-04-2017 04:50 PM
جاءت ورقة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين النقاشية السابعة بتوقيت زمني يشتعل فيه الحديث عن تطوير وإصلاح التعليم ,الخبراء والأكاديميون وأصحاب الاختصاص منشغلون بإبداء الارآء وتقديم الافكار في مسألة الاصلاح التربوي والتعليمي ,فتأتي ورقة جلالة الملك لتوجه الافراد بكل أطياف المجتمع لتقديم ما لديهم من ابداع وتطوير لتحقيق اصلاح شامل في النظام التعليمي ,وتضع الكرة في ملعبهم لتكون دافعاً لهم على العمل بجدية للسير بالتعليم الى الامام بشكل يحقق التنافس مع الدول المتقدمة بأنظمتها التعليمية الإيجابية التي تعكس رقيها وإزدهارها وتقدمها بين سائر الدول.
التعليم الذي يواجه تحديات عظيمة وشائكة في هذه المرحلة ,يتطلب التغيير والتطوير ليحقق ثورة تصل بالاردن الى أردن المستقبل بنظامه التعليمي الذي ينبع من قيم ومبادئ وأخلاق متميزة ,ترفد للوطن مخرجات تعليمية ناجحه تختلف عن السابق بقدراتها وكفاءاتها ,أجيال مسلحة تعليميا وثقافيا وعلميا ,تبدأ تنشئتهم من أسرتهم ويستمر التسليح بالمعرفة والعلم والأخلاق في المدرسة الى ان تصل تلك الاجيال الى الجامعه التي تُطلقهم للمجتمع موارداً بشرية قادرة على تقديم الخدمات والعمل بكفاءة عالية تصل بالوطن الى مستقبل زاهر بأبناءه المتعلمين الذين هم فعلاً ثروة هذه البلد الحقيقية.
جلالة الملك الذي يُركز في ورقته على التعلم من أخطاء الماضي وتحويل سلبياته الى إيجابيات من خلال مراعاة كل المتطلبات في تطوير التعليم وإصلاحه وبالتالي تحقيق الرؤى العميقة في الوصول الى نظام تعليمي قوي يرفد قيادات تربوية مما يتطلب الاهتمام بالمعلم والطالب والبيئة المدرسية واعتماد نظام تربوي تعليمي شامل يحقق ثورة في الاصلاح بحيث يُشير اليه الجميع بالبنان عندما يصبح حقيقة ظاهرة للعيان ويلمس الجميع تلك الايجابيات وأثرها الفاعل على كل عناصر النظام التعليمي.
كما يُركز جلالة الملك في الورقة السابعه على تحقيق العدالة في التعليم بحيث يحظى كل أبناء الوطن على حقهم في التعليم ,لا يختلف ابن القرية عن ابن المدينة في هذا الحق, إضافة الى تطوير قدرات المعلمين وتدريبهم وإكسابهم الخبرات التعليمية من خلال إلحاقهم بأكاديمية الملكة رانيا لتاهيل المعلمين لانهم يُشَكلون اللَبَنة الرئيسية والاساسية في التعليم وهم من يبنون الانسان ليقود المؤسسات والدولة.
جلالة الملك الذي يريد للأردن ان يكون متميزاً بفكر تربوي ينبع من مؤسسة تربوية مسؤولة عن خلق شخصية أردنية مستقبلية متميزة برقي تعليمها وفكرها,شخصية بناءة لا معنى للهدم في برامجها وذهنها,شخصية تعكس بسلوكها توجهات الدولة في تغيير وتطوير النظام التعليمي بعد كل التحديات والصراعات التي واجهها التعليم سواء العام والتعليم العالي.
هذه الورقة التي تضع أسسا للتطوير وتُشَجع الخبراء على وضع الخطط والابداع والابتكار في تنفيذ توصيات اللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تهدف الى بقاء الاردن رائداً في البناء والتطوير واستثمار الشباب وطاقاتهم من خلال إيجاد منظومة تعليمية متميزة تُنَمي قدراتهم وتبني تفكيرهم بما يتناسب مع تحديات العصر ,الطالب الذي هو محور العملية التربوية والتعليمية والذي لا يتحقق الاصلاح الا بالعناية به وادراك حاجاته ومعرفة اتجاهاته وتنمية مهاراته وتوفير البيئة المدرسية الصالحة له وتطوير المناهج المدرسية والاختبارات بما يتلائم مع متطلبات العصر واحتياجات المجتمع ,فلا يمكن ان نصل بأردن قوي الا بنظام تعليمي قوي له أثره في دعم الاقتصاد الوطني وتنميته ,وتطوير ثقافة المجتمع ليرقى بسلوك أساسه العلم والمعرفة ,يتميز بكفاءات تربوية عالية يستفيد منها المجتمع مستقبلا.
ورقة تحمل عنوان"بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر الامة",حافز يجعلنا جميعا نجتهد ونسعى لنصل بالاردن الى اردن المستقبل ونحقق رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ,وحمى الله قيادتنا الهاشمية وحفظ لنا أردن الامان والاستقرار.