من الزرقاء .. إلى الكونغرس.
علي العزام
10-04-2007 03:00 AM
في العام 1997 وقف جلالة الملك المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال موقفا من موقف العز الهاشمية التي وضعت في حينه حدا لتغول إسرائيلي خطير على السيادة الأردنية حينما حاولت بعض الأيادي الخبيثة بانتهاك الحرمة الأردنية واغتيال أحد قادة حماس السيد خالد مشعل . حينها خاطب الحسين ومن على منبر أردني شامخ في الزرقاء وبحضور رموز الحركة الإسلامية الأردنية العالم أجمع وفرض شروطا جميعها تحققت فجلب الدواء إلى مشعل وخرج الشهيد أحمد ياسين من سجنه ورضخت إسرائيل لصوت العروبة النابع من تلك القيادة الهاشمية الفذة .
وقتها كان الأردن مقبل على استحقاق دستوري مهم ألا وهو الانتخابات النيابية والذي كانت الحركة الإسلامية قد قررت مقاطعة الانتخابات أو أوشكت وما أشبه اليوم بالأمس فها هو جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله يعلن قبيل زيارته المهمة إلى واشنطن عن عزمه على إجراء الانتخابات البرلمانية والتزامه بأحكام الدستور وبعدها لينطلق في رحلة من رحلات الشموخ العربي الذي عز مثيله ويقف أمام أهم مؤسسة برلمانية في العالم حيث تصنع السياسات و يخاطبهم بحس عربي لهموم الأمة ويضع العالم من وراءهم في صورة الواقع المأساوي الذي تفرضه إسرائيل على أرض السلام ويجعل من هذه الانتهاكات الإسرائيلية حديث العالم ومحط نقد الساسة وعواصم صنع القرار لتبدأ الإدارة الأمريكية بجهد جديد نحو تنشيط عملية السلام وموافقة الملك في رؤيته للحل .
كنني هنا لا أتوقف عند هذه المعاني الهاشمية التي تحدثت عنها سابقا ولكني أود الإشارة إلى موقف الحركة الإسلامية من الانتخابات النيابية والذي تشير الوقائع إلى أن سيناريو الأمس سيتكرر اليوم حيث أن الحركة تتجه إلى مقاطعة الانتخابات مرة أخرى وهنا لا بد من بيان أن كلما كان هناك خطوة أردنية هاشمية نحو حل القضية وممارسة ضغوط سياسية على العدو المحتل كلما حاول التيار الإسلامي زعزعة الجبهة الداخلية وهنا لا بد من الإجابة على السؤال المهم لصالح من يعمل هذا التيار لصالح الأردن أم لصالح الجهات التي يحاول الأردن أن يوجه ضغوط العالم نحوها ؟ أم أن هذا التيار قرر أن يضعف جبهة الوطن الداخلية من أجل إفراغ الخطوات الأردنية من مضمونها السياسي ؟
دعوة لجميع العقلاء التفكر والإجابة عن السؤال المهم هل هذا التيار يحمل أجندة الوطن أم أجندة ......................؟
الكاتب من الجامعة الأردنية
a.azzam@ju.edu.jo