كلنا متّفقون أننا في «زمن الشقلبة» وان هذا العصر مجنون مقلوب رأساً على عقب، فقد تجد الأرعن تائه الرأي صار شيخ عشيرة ويتكلّم باسمها ويقود الجاهات ويعقد الصلحات.. وقد ترى بأم عينك «برارة» المجتمع الذين لا وزن ولا قيمة ولا رأي ولا رؤية ولا منطق لهم.. بفضل المادة التي جرت بين أيديهم صاروا يمثّلون الشعب ويناقشون مصير الدولة.. وقد ترى كذلك «النسونجي» المتصابي «القبّيض» صار سياسياً ويتكلّم على الشاشات بمنتهى الجدية ويمثل الدولة في كثير من المحافل.. كل هذا وأكثر هو من الآثار الجانبية لزمن الشقلبة.. لكن لم أكن أتخيل أن تصل «المعمتشة» وانقلاب الموازين الى أن تقدم راقصة درجة رابعة برنامجاً دينياً على الفضائيات المصرية وفي رمضان!.
فقد أعلنت الراقصة سما المصري صاحبة الأغنية الاستعراضية الشهيرة «أحمد..الشبشب ضاع.. احمد ودا كان بصباع. .احمد وده لسه جديد..احمد جايبه في العيد» انها وقعت عقداً مع إحدى الفضائيات الكبرى لتقدم برنامجاً يومياً دينياً عن عقوق الوالدين!.. ومن لا يعرف اسم صاحبة الفضيلة عليه أن يبحث في جوجل ويرى أعمالها الغارقة في البر والتقوى التي قدّمتها طوال مسيرتها الفنية العامرة..
الذي يحيّرني أكثر من الفكرة، الاسم الذي ستختاره الشيخة سما المصري لبرنامجها الديني الحداثي..»فتوى ونص»..»وصلة دينية».. «يا روح أمك» كونه عن بر الوالدين..»فتوى وفتوّة»، «فتاوى شرقي»؟. ولا أدري ماذا ستجود به قريحتها وكل تفكيرها محصور «بالشبشب الذي ضاع»؟..
طبعاً لفة واحدة على صورها في جوجل سنكتشف أن حاصل جمع ملابسها لا تساوي من حيث السماكة والخيطان والكتلة «جوز جرابات صيفي» مما يعني ان رمضان السنة سوف يكون حاراً نهاراً و ليلاً ان شاء الله..
بالمناسبة كل ما يجري في عالمنا العربي هو نسخة طبق الأصل مما ستقوم به «سما المصري» في رمضان.. بمعنى آخر ،لماذا لا نتفاجأ عندما نرى مسؤولاً قد ابتلع نصف أموال الدولة أثناء تقلدّه مواقع المسؤولية وما زال يتكلّم ؟ .
ونتفاجأ عندما نرى سما المصري تتصدى لأمور الدين..
إنها «اللغوصة» بكل المستويات.
الرأي