أم الأوراق: الورقة النقاشية الملكية السابعة !
زيد احسان الخوالدة
16-04-2017 12:19 PM
لا أحد ينكر تدني مستوى الاستجابة الذي أبداه رؤساء الجامعات في العمل على تنفيذ توجيهات جلالة الملك في إجتماعه الأخير معهم. فالملك على دراية بكل كبيرة وصغيرة وأن المصلحة العليا للوطن وإنتاج المعرفة يصب في مسيرة الإصلاح محذرا من بوتقة التلقين والزج بأبناء وبنات الوطن في المناكفات السياسية ....
الحمد لله أننا نعيش في وطن فيه ملك يعتبر نفسه واحد من ابناء الشعب ويقول أنني خادم وطن. ولا نستطيع فصل هذه الأوراق النقاشية عن شخصية الملك عبد الله الثاني فهو سليل الدوحة الهاشمية وجده هو خير البرية سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين صلى الله عليه وسلم الذي أول ما نزل عليه من الوحي "اقرأ"... مليكنا حالة إنسانية استثنائية هو قائد وملك تدور على حدود دولته رحى الحرب يمتلك من الحكمة والشجاعة ما يكفي ليظل وطنه وشعبه في بر الأمان وليس هذا فقط ولكن في ذروة التحديات الأمنية يتحدث عن نهضة ورؤية علمية وحالة استشراف يراها الأساس في رفع راية الأمة والوطن ليكون بصمة معرفية لها هوية خاصة. وأمام هذه الشخصية الفذة لا تستغرب حجم التركيز على القيم العالية وعلى معنى الاستثمار بالإنسان فكيف لا وتاريخ الهاشميين منذ الأزل هو الذي عفى عن الأسرى مقابل ان يقوموا بتعليم الأطفال القراءة والكتابة. لا أعرف... لكن تذكرني هذه الورقة بفاتحة الكتاب حيث استشهد جلالة الملك بالقرآن الكريم وهذا يأتي متمم للورقة النقاشية السادسة عندما أورد فيها مجتمع المدينة المنورة باعتباره اول حالة تعايش حية وأول دستور حديث في العالم. لم يكن حديث الملك عن التعليم في إطار ضيق بل في إطار إنساني واسع للأمم. لأن العلم هو الذي ينهض بالأوطان. ويسعد جلالة الملك بزخم النقاش على المستوى الوطني وفي المحيط الإنساني الكبير.
لقد اسعدنا جميعا ما عبر عنه سيدنا أنه مسرور بزخم النقاش الكبير حول التعليم والتعليم العالي وتطوير الموارد البشرية وكشف الميول. إننا نلتمس من حديث جلالته تغييرات كبيرة إيجابية في مسيرة التعليم. فكيف لا وقائد الوطن يقول أننا أولا يجب ان نعترف بحم التحديات متمما حديثه إن انعكاس مسيرة التعليم تكون نهضة للوطن في ميادين تعزيز المواطنة والانتماء والتمكين العلمي والمهني والديمقراطي وقبول الآخر وقبول الرأي الناقد بروح العلم. وهذا كله يصب في بناء الدولة.
إن القارئ لهذه الورقة النقاشية يدرك انها ام الأوراق. لذلك الواجب الاستجابة لمثل هذا النقاش الراقي يستدعي الفعل لتسريع وتيرة الإنجاز واستكمال العمل بتوصيات اللجنة الملكية لتطوير الموارد البشرية وبمشروعي قانوني التعليم العالي والجامعات اللذان سيخلصاننا من الوضع الراهن المتمثل باللامركزية المقنعة التي كانت السبب الرئيسي في تهجير الكفاءات ووضع الوصاية على العقول المفكرة والاستئثار بالرأي والأنفراد بسلطة القرار في منظومة الجامعة التي تروج لها الآلة الإعلامية التقليدية.
جلالة الملك يقرأ نقاشاتنا بعيون صافية وذهن منفتح. نشكرك يا جلالة الملك على هذه الورقة الملكية النقاشية الراقية، ونشكرك على متابعة نقاشات أصحاب الفكر والكتاب المتخصصين في الشأن الجامعي والشبابي. في حين كان هذا النقاش حالة غير مرغوب بها عند كثير من مدعي الشفافية والإبداع والريادة ووضع القيود. وليس ببعيد شرارات العنف اللتي وجدت في عجز المنظومة الجامعية بيئة مواتية في ظل نشاطات تقليدية موسمية غير قادرة على كشف ميول الطالب ووضعه في مساره التعليمي الثقافي الصحيح. مثمنين جهود وزارة التعليم العالي المميزة نحو الارتقاء بواقعنا التعليمي التي اتسع قلبها وعقلها لآراء الجميع.
وانتصر لنا أبو الحسين!!