ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع..هذا هو حال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ليس بين معارضيه في اسرائيل ، وانما في الخارج وعلى سبيل المثال الرئيس الامريكي السابق باراك حسين اوباما الذي وصفه وفي اكثر من مناسبة بأنه رجل غريب الاطوار وشاركه في هذا الرأي الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولاي ساركوزي وآخرون في اسرائيل تطلق عليه المعارضة (الرئيس الامبراطور) العاشق للسلطة والمال معا كالاباطرة تماما..فهو اكثر رؤساء الوزارات في اسرائيل اعتلى هذا المقعد الاهم ،وهو اغناهم ولابيت لرئيس وزاء في بلده مثل بيته الفخم.. بكل عجرفته أطفأ نتنياهو حل الدولتين للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وقال لرئيس اعظم دولة في العالم باراك اوباما: «لا اريد دولة ثنائية القومية ولا غيرها..!
وبما يشبه النصيحة... قال اوباما لنتياهو وبامتعاض: «ان الوقت ينفذ بالنسبة لاسرائيل كدولة ذات اغلبية يهودية ان لم يحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الان..فمتى..وان لم يكن نتنياهو فمن يكون غيره في اسرائيل مستقبلا قد يكون الدفاع عنها صعبا «!!
نصيحة اخرى.. أظهر استطلاع للرأي أجرته جريدة هآرتس الإسرائيلية أن 50% من الإسرائيليين مرتعبون من المستقبل،وأن 76% يتوقعون هجوماً عسكرياً مباغتاً لا يعرفون من أين يجيء، كما أن 70% فقدوا الثقة بقيادتهم، وأن 37% يفضلون الهجرة إلى الخارج، وأن 70% انعدمت ثقتهم بصورة إسرائيل السياسية والأمنية.
وهذا الإستطلاع وفق هآرتس مؤيد بتحليلات إسرائيلية أخرى تفيد أن «التحجر «السياسي الإسرائيلي وراء ذلك والذي سيذهب بها كما ذهب بالإتحاد السوفييتي، وسيضيع اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل ويصبحون ضحية التحجر هذا.
إضافة إلى تحليلات أخرى تفيد أن يهود الخارج أكثر أمناً من يهود إسرائيل، وهذا يعني أن معظم اليهود في فلسطين المحتلة في حالة هلع ورعب تفسد عليهم معيشتهم فالجدر والاسلاك الشائكة والجنود المدججون بالسلاح في المدن والمستوطنات والقرى الزراعية و في كل مكان ويعني أيضاً أن المشروع الصهيوني قد فشل في تحقيق هدفه وهو إقامة وطن قومي آمن لليهود.
نصيحة أخيرة...
ويرى المفكر الأميركي اليهودي نعوم تشومسكي: أن إسرائيل تتصرف ضمن سياسة غير منطقية ومدمرة للذات، وأن البرنامج السياسي لحزب الليكود يرفض قيام دولة عربية غرب نهر الأردن، وقال أيضاً: إن عقلية حكام إسرائيل الآن شبيهة بعقلية حكام جنوب إفريقيا قبل مجيء نيلسون منديلا فقد راهنتا على أن أمريكا معهما ولن تهزما، مشيراً: أن جرائم إسرائيل في غزة والاراضي المحتلة جاءت بدعم أمريكي فالولايات المتحدة تنظر إلى إسرائيل كأنها ذراعها العسكري للحفاظ على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط،ورأى تشومسكي: أن الحل الوحيد قيام المجتمع الدولي بمقاطعة إسرائيل كما فعل مع نظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا.
وقدّم عدد من المثقفين والكتاب والناشطين اليهود في أوروبا وأعضاء في الإتحاد الأوروبي مؤخراً عريضة بعنوان (دعوة إلى التعقل) وقّع عليها أكثر من ثلاثة آلاف يهودي أوروبي من بينهم مثقفون وفلاسفة حذروا فيها من الدعم المنهجي الأوروبي للحكومة الإسرائيلية، وطالب الموقعون تشكيل حركة أوروبية لتفنيد السياسة الحالية للحكومة الإسرائيلية وإستمرارها في احتلال الأراضي العربية كما طالبوا بحل شامل للنزاع العربي الإسرائيلي مؤكدة العريضة: أن إسرائيل تواجه تهديداً بسبب الاحتلال والسعي المستمر من أجل بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي المناطق العربية المحتلة والقدس الشرقية.
ويتوقع البروفسور جون مير شايمر مؤلف كتاب عن دور اللوبي اليهودي الأمريكي في غزو الولايات المتحدة للعراق قيام دولة ثنائية القومية يتمتع فيها الفلسطينيون واليهود بحقوق مدنية متساوية مشيراً أن الفلسطينيين سيتفوقون عددياً على اليهود وسيتفكك المشروع الصهيوني في الإستيلاء على أرض فلسطين الكاملة من غرب الفرات إلى شرق النيل وإعلان فشل إسرائيل في صنع سلام «على طريقتها «على مدى نحو 70عاما؟!
odehaodeha@gmail.com
الرأي