افرحوا بالعيد ونحرسكم بعيوننا يا أتباع المسيح
عمر كلاب
15-04-2017 12:45 AM
لست من المؤمنين بتصنيف الأردنيين على أي مقياس، ولكني مع حق الفرح لجميع الاردنيين بمناسباتهم الخاصة والعامة ومع تشاطر الفرح وتقاسمه، فهذا جزء من الحمد لله على نعمائه في هذا البلد الصغير بحجمه، الكبير بأهله، الغني بتعدده وتنوعه، فكما منحتنا الطبيعة هذا التنوع والتعدد في الجغرافيا الصغيرة التي نعيش عليها، علينا ان نحترم ما وصلته الطبيعة، فنحن لدينا شفا وغور وسهل وجبل، ولأننا الآن في ذروة احتفالاتنا كوطن بالاعياد المجيدة لتوأم الروح وملح الارض من الاشقاء اتباع المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فإن الواجب يقتضي ان نحرس اعيادهم وان نشاركهم فرحها، ليس انتقاصا لا سمح الله من اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة ولكن لاثبات اننا جُند الاردن وحماته وان حربنا على قوى الظلام حرب شاملة لا هوادة فيها ولا تراجع، نعم هي حربنا، من اجل الفرح والامن والامان، هي حربنا من اجل وطن بحجم الورد لكن لا يلين ولا يتراجع ولا يستسلم للعصاة والخوارج.
ما يدور الآن على الفضاء الافتراضي وعلى الارض في محافظاتنا يثلج الصدر ويرفع الرأس، نعم سنقوم جميعا بحماية صلوات واحتفالات المسيحيين، بتشكيل فرق حماية شعبية للكنائس، فنحن سند للامن وهم “ عيالنا “ وعزوتنا، نثق بهم بلا حدود، لكنها رسالة الى القاصي والداني بأن الاردن وطن وليس ساحة، بأن الاردن ليس ملعبا لكل راغب بانتصار رخيص او راغب بنشر السموم والاحقاد، سنقرأ الفاتحة على ارواح الشهداء في كل اصقاع الارض وعلى ارواح شهدائنا في اللطرون والقدس وفي القلعة واربد، ومن قضى منهما غيلة في تركيا ومن قضى غيلة وحقدا في الاسكندرية وطنطا، او في ادلب والموصل وحلب ودمشق، سنقرأ الفاتحة وسنقرع الاجراس، ثم نمضي الى الحياة والفرح ما استطعنا اليها سبيلا.
بفرح الارض ومحبتها التي نثرها المسيح في ارجاء الكون نقول لاتباع عيسى بن مريم : كل عام وانتم بخير، كل عام ونحن اجمل وابهى واكثر صمودا وتماسكا ووحدة، كل عام ونحن نسعى الى النصر والرِفعة كأردنيين ننتمي الى امتنا العربية ونفخر بأننا ابناء لها، كل عام ونحن نمارس حياتنا رغم كل المنغصات والاحباطات التي جاورتنا او سكنتنا، من ظلم وفساد وارهاب وتطرف، سنلعن الفقر والارهاب ونعلن دولتنا غرب النهر ونمضي ببهاء الكون الى معايدة الاحبة، وسنلوّن البيض بكل الوان الحياة، ولن نقبل ان نمايز بين اردني واردني ولن نمايز بين دم ودم، سنلعن القهر والفقر ونمضي الى الكنائس نحميها بالصدور ونفسح المجال للصلوات والتراتيل كي تشق عنان السماء، سنلعن التطرف والارهاب ونمضي لابواب الكنائس نساعد المرضى وكبار السن والاطفال كي يلهجوا بالدعاء الى الله كي يمنحنا البركات ويشفي المرضى يفك الكرب ويعيد للامة القها وبعض الدعوات الخاصة بشفاء مريض او عودة حبيب او خروج سجين.
بفرح الارض سنحمل غدا المياه والتمر والحلوى لننثرها فرحا ووحدة على ابواب الكنائس، ونشكل سياجا بشريا يحمي المسيح واتباعه برفقة امننا واهلنا، سنحمل مريم العذراء وشما في القلوب ونحمي ليل الصلاة وادعية البسطاء كي تعبر الى السماء بهدوء، سنحمي ليلنا وصُبحنا في السبت العظيم واحد القيام في جمعة الالام، لن تحرسنا الات صماء من حديد، ستحرسنا بركات الله على الارض الطاهرة وسيحرسنا النهر المقدس وسنحرس الاردن بكل مكوناته فنحن كلنا عين تحرس عباد الله في سبيل الله، لن نسمح ان ينغص عيدنا وبلدنا حاقد او حاسد، ولن نترك شوكة حاسدة تنغرس في خاصرتنا، كلنا واحد، والفرد للجميع، فشكرا لشباب المحافظات على مبادراتهم لحماية وحدة الهلال مع الصليب، سنردد معا هذا وطن بُني على الضم، ولن نسمح بغير ذلك.
الاخوة اتباع المسيح عيسى بن مريم تقبل الله صومكم ومباركة هي اعيادكم وسنحرسكم بالعيون والقلوب، فنحن واحد وفرحنا واحد وكل عام والاردن وشعبه وأمنه بالف خير وكل عام وانتم بكل الخير.
omarkallab@yahoo.com
الدستور