العلم الإسرائيلي على صحفنا وأعلامنا على صحفهم؟!
24-11-2008 02:20 PM
اليوم نشهد إعلانا في الصحف العربية بنكهة مختلفة.فهذا الإعلان تلفه إعلام الدول العربية والإسلامية و في داخله علم الدولة العبرية بحجم اكبر من الأعلام الأخرى.و في المتن اجترار للمبادرة العربية و بنودها.
أعلام لسبع وخمسين دولة عربية وإسلامية تلف العلم الإسرائيلي الذي نشاهده الآن على صحفنا الأردنية والعربية في إعلان يطلب منا الإيمان بالمبادرة العربية التي تدعو إلى إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب بينهما مقابل الانسحاب الإسرائيلي من أراضي عام 1967 والقبول بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران من نفس العام.
نفس هذا الإعلان بحلته هذه ولكن باللغة العبرية ينشر في الصحف الإسرائيلية من اجل إقناع الفرد الإسرائيلي بالمبادرة العربية عله يؤمن بها وكأن انعكاسة تحصل الآن في المسألة العربية الإسرائيلية . ويبدو الآن أن أطرافا عربية تهرول تجاه تل ابيب لاجل الحصول على مكاسب ربما تسهم في انقاذ وجودها على الساحة السياسية.كما ان السلطة الفلسطينية تحاول بكل السبل الحصول ولو على خطوة صورية في طريق التسوية السلمية لتثبت للجماهير الفلسطينية والعربية انها تراهن على مستقبل مضمون مع اسرائيل.لتحمي نفسها من ثورة حماس التي بدات في غزة و ربما تصل رياحها الى مناطق في الضفة الغربية.
و التساؤل المطروح بخط عريض ما هي المعطيات على الأرض التي تشجع العرب و الفلسطينيين على نشر إعلانات في الصحف العبرية لاستدرار عطف الفرد الإسرائيلي.كما أننا نسال من انفق آلاف الدولارات على إعلان المبادرة العربية العربية في صحف إسرائيل التي تعود أرباحها إلى المؤسسة العسكرية التي تبطش بشعب فلسطين.أليس حريا أن تنشر الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء غزة و التي طالت البشر والشجر والحجر حتى صيصان غزة أعدمت ليراها العالم و المجتمع الدولي وتنكشف حقيقة الإرهاب الإسرائيلي بحق شعب اعزل.
فالواقع المرير الآن أن إسرائيل تمعن في سياسة تجويع أكثر من مليون ونصف المليون عربي في غزة ونحن نهرول لنشر إعلانات مدفوعة الأجر من أموال الشعب الفلسطيني الجائع لتذهب إلى خزينة جيش الاحتلال الذي يقتل ويمحق كل ما هو فلسطيني. والمريب في الموضوع أن استطلاعا لآراء الإسرائيليين مطالعي هذه الصحف عن رأيهم في الإعلان الترويجي للمبادرة فتبين أنهم يفهمون المسألة و كأنها تنازل عربي على طبق من ذهب تترجمه مسالة الترويج لمبادراتهم في صحف عبرية فيقولون"عما يتحدث العرب؟ فليس لدينا ما نقدمه لهم".
فالغائب عن أذهان من يروجون للمبادرة العربية التي نعاها عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية وثم أعاد إحيائها _و هل من الممكن إحياء الميت؟_ إن إسرائيل الآن بقياداتها وشعبها يترفعون عن مسالة التسوية مع العرب ويتجهون الآن لقنص الفرصة الحالية في تصفية القضية الفلسطينية من خلال تحميل الدول العربية عبئ شعب فلسطين. وهذا ما تنبهت له القيادة الأردنية هنا من خلال تركيز جلالة الملك عبد الله الثاني على أن مسالة قيام الدولة الفلسطينية القابلة للعيش و استرداد الحقوق الفلسطينية كاملة مصلحة أردنية وعربية لا جدال فيها.
فما الذي قلب المعادلة وكأننا نشهد حالة انعكاس تتمثل في اقناع اسرائيل بوجود العرب وليس العكس كما كان اصلا من ان اسرائيل هي التي كانت تحاول اختراق الاعلام العربي والمجتمعات العربية لتحصل على شرعية معترف بها عربيا.
ما هو مطلوب من السلطة الفلسطينية الان سحب الاعلانات الترويجية التي تنشرها في الصحافة العبرية و العربية التي تأخذ شكل الاعلان التجاري لتسويق المبادرة العربية العربية للسلام والتي ينبغى ان تحفظ كرامتها هي الاخرى بان لا ننزل بها الى الدرك الاسفل من خلال استجداء الشعب الاسرائيلي في ان يتفهمها وان يوافق عليها.
على مستوى القيادة الفلسطينية. هل تعي الآن ماذا تفعل؟ والتي من المفترض ان تتخذ موقفا حاسما من مسالة العلاقة مع اسرائيل والاجتماعات المتكررة مع رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت معتقدة انه بإمكان اولمرت المتورط بالفساد والمطرود من منصبه ان يمنع السلطة الفلسطينية اي مكسب سياسي يمكنها من الحفاظ على وجودها المهدد من قبل حماس.
و المطلوب من القيادة الفلسطينية في رام الله أيضا أن تعلن وقف التفاوض مع اسرائيل وان تعود القيادات الفلسطينية الغزية إلى خيمة الوحدة الوطنية.
و حري بالقيادة الفلسطينية التي دفعت مبالغ كبيرة من اموال الشعب الفلسطيني للصحف الإسرائيلية التي تتبع للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي تقتل يوميا ابناء الشعب الفلسطيني و تجوعهم في غزة أن تعطي جانبا من الاهتمام بفضح المسيرات التي بنظمها المستوطنون المتطرفون في الخليل لتهجير ابناء البلدة القديمة و السيطرة عليها و احتلال بيوت المواطنين العزل.و حملات هدم البيوت و سحب الهويات في القدس المحتلة امعانا في سياسة تهويد القدس المحتلة و التطاول على القانون الدولي والقرارات الدولية تجاه القدس.
حري أيضا بالسلطة الفلسطينية ان تبحث مسالة فتح المعابر مع مصر لتمكين الاطفال الذين يعانون سوء التغذية والعلاج من الخروج خارج غزة للعلاج و ادخال المواد التموينية الى الفلسطينيين الجوعى.
لذا من الضروري على كل عربي ان يرفض وضع علم بلاده المحترم على اعلان هزيل يثير استهزاء قطعان المستوطنين الذين يغتصبون ارضنا. و ان تتنادى الشعوب العربية لرفض اي رضوخ لاسرائيل. و هنا نستذكر أن التاريخ العربي يتهاوى شيئا فشيئا لدرجة التسول على الصحف العبرية املا في الحصول على رضى الاسرائيليين الذين كانوا سابقا يسعون جاهدين للحصول قبول العرب لهم.فها هي الاعلام العربية والنداءات العربية تنشر في اعلانات مدفوعة الاجر على صحفهم تدعوهم للقبول بالعرب............... فيا للانعكاس.