عمون - تعد السفينة «تيتانيك» واحدة من الأساطير الأكثر جدلاً في التاريخ الحديث، وتختلف عن الأساطير القديمة بأنها حدثت أمام أعين العالم، فأصبحت أسطورة حية تتناقلها الأجيال ومصدر إلهام للمؤلفين والمبدعين والرسامين والسينمائيين.
وبالرجوع إلى الماضي، وفي مثل هذا اليوم قبل 105 أعوام، فوجئ العالم بخبر اصطدام السفينة «تيتانيك» التي كانت توصف بالسفينة التي لا يمكن إغراقها، في كتلة جليدية ضخمة ويبتلعها المحيط الأطلسي، وغرق أكثر من 1500 شخص من أصل 2224 يمثلون الركاب والطاقم، ونجا بالفعل أكثر من 700 شخص أغلبهم من النساء والأطفال؛ نظراً لأولوية ركوب قوارب الإنقاذ، والتي كانت غير مؤهلة إلا لحمل نحو 1100 راكب فقط.
ترقب العالم بلهفة إبحار السفينة الأسطورية لأول مرة في 10 إبريل/ نيسان عام 1912 في رحلة، من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث كان الاحتفال ضخماً لهذا الحدث الكبير على رصيف ميناء كوين ستون في بريطانيا، واصطفّ الآلاف لتوديعها، ولا شك أن الكثيرين كانوا يتمنون لو أنهم على ظهر السفينة حينها، ولكن بعد مرور 4 أيام تأكدوا بأنهم محظوظون للغاية لعدم التواجد على ظهر السفينة، التي شهدت واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية.
كانت «تيتانيك» أضخم سفينة ركاب شهدها العالم في ذلك الوقت، وبلغ وزنها 52310 أطنان وطولها 882 قدماً، وعرضها 92 قدماً، ويمكن تصور هذه الضخامة بشكل آخر فالسفينة «تيتانيك» يمكن أن تعادل في ارتفاعها ارتفاع مبنى مكون من أحد عشر طابقاً، علاوة على طولها الكبير الذي قد يعادل أربع مجموعات من الأبنية المتجاورة. أما من ناحية الفخامة فوصفت بسفينة النبلاء والأثرياء؛ إذ كان ركاب الدرجة الأولى بها من أكبر أعضاء الأسر النبيلة وكبار رجال الأعمال. كما تمتعت «تيتانيك» بدرجة عالية من الفخامة والرقي، لم تتوفر من قبل لأي سفينة ركاب.
وكان ثمن تذكرة الدرجة الأولى لهذه السفينة قد يزيد على دخل أي فرد من طاقمها طوال فترة حياته.
على الرغم من تحذيرات السفن المجاورة ل«تيتانيك» بضرورة توخي الحذر باقتراب الدخول من منطقة جليدية، يبدو أن قائدها إدوارد جون سميث كان على ثقة بأن سفينته لا يمكن أن تعيقها بعض التجمعات الثلجية داخل المياه. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي ال«تيتانيك»، واصطدمت بكتلة جليدية ضخمة في ساعة متأخرة من ليل 14 إبريل/ نيسان لتحدث فجوة كبيرة في جانب السفينة، وتغرق 5 أجزاء منها غرف البريد، لتبدأ الخطابات تطفو على المياه، منذرة بانتهاء رحلة «تيتانيك» التي لم تستمر سوى 4 أيام. وانشطارها لجزأين.
كان على متن السفينة عشرات العرب المؤلفين من 88 لبنانياً ومصرياً واحداً، وطوال عقود لم يهتم أو يشِرْ إلى الركاب العرب سوى المخرج «جيمس كاميرون» من خلال فيلمه «تيتانيك» عام 1997 في لقطة من 6 ثوانٍ.
في ذكرى هذا اليوم يظل أيضاً الموت حاضراً في أحد أكبر الأحداث المحورية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حينما تعرض الرئيس السابق أبراهام لينكولن إلى إطلاق النار والاغتيال على يد جون ويلكس بوث، وذلك أثناء حضوره عرضاً مسرحياً عام 1865.
نقلاً عن صحيفة الخليج