بين جيم كاري وصلاح البشير
سامي الزبيدي
24-11-2008 02:18 AM
كنت احد مشاهدي محطة العربية وهي تطرح الاسئلة تباعا على وزير خارجيتنا الدكتور صلاح البشير ، في البداية كنت مغتاظا من طريقة الاجابة ثم تحول الغيظ الى ما يقترب من الاثارة وكنت قبل بث الحلقة اشاهد الفيلم الكوميدي " Dumb and Dumber " من بطولة جيم كاري وجيف دانيالز وقصة الفيلم مسلية تتحدث شخصين هما لويد وهاري ( كاري ودانيالز ) يسافران براً لإرجاع حقيبة لامرأة قد نسيتها في المطار لكن حرصي على مشاهدة المقابلة المعلن عنها مسبقا مع وزير جارجيتنا على شاشة العربية جعلتني اؤجل مشاهدة الفيلم الى ان تنتهي المقابلة لكن للامانة لم تفتني متعة الفيلم الكوميدي لانني استمتعت اكثر بتفاصيل المقابلة.
وفور انتهاء المقابلة ولا ادري ان كانت على خير خطر لي لو استمع الى رأي الاستاذ عبد الاله الخطيب ان كان شاهد الفيلم المذكور او على الاقل المقابلة وكذلك خطر لي لو استمع الى رأي الاستاذ مروان المعشر خصوصا وان الاخير يعرف وزير جارجيتنا جيدا وكذلك الفنان جيم كاري عن كثب فمقابلة كتلك التي جرت لا تفُوت ولا ينبغي ان يتجاوزها اي مهتم .
لقد انتجنا عبر هذه المقابلة صيغة دبلوماسية جديدة وهي الاجابة على الاسئلة المطروحة بطريقةالكلمات المتقاطعة بحيث لا يستطيع المشاهد فهم سياستنا الا من تمرس في حل هذه اللعبة وللحق اقول ان من حظ الاردنيين ان السياسة الخارجية لا تصنع على ضفاف طريق المطار بل في بيت الاردنيين. مؤسف ان تكون اطلاله خارجيتنا بهذه الطريقة ومؤسف اكثر ان تترجم النجاحات الكبيرة التي صنعها جلالة الملك على الصعيد الدبلوماسي وكذلك تلك التي صنعها رئيس الوزراء بطريقة الكلمات المتقاطعة.
لقد كسر الاردن تابو المحاور في حراكه الدبلوماسي واستطاع ان يمتن علاقاتنا مع جميع العواصم العربية على السواء دون ان تنعكس العلاقة مع هذه العاصمة على العلاقة مع تلك، وكذلك اكتسب الاردن مستوى رفيعا من الاحترام في المحافل الدولية ولدى العواصم المؤثرة في القضايا التي تهمنا وتتصل بامننا الوطني وسبب ذلك قطعا ليس وجود وزير خارجية ذكي ولماح وفطن وقادر على جمع المنتاقضات بل السبب يعرفه القاصي والداني ولا دخل لوزير الخارجية به لكن كان الامل ان نجد في وزارة الخارجية ما يعبر عن روح الدبلوماسية التي يصنعها الملك لا ان تتحول الى عبء على صناع السياسة.
في الحلقة كان السؤال الاول بروتوكوليا لكن الاجابة كانت كوميدية واليكم النص حتى لا يقال انني تجنيت على الرجل ، كان السؤال : هل كما بدأنا نحن نشعر في تغيير بالسياسة والعلاقات الخارجية الأردنية أم هو نفس الخط ونفس المسار؟
فكانت الاجابة :" ابتداء كان في هناك سؤال سأله الأردن لنفسه منذ عدد من السنوات، لما يراقب التحديات اللي حوله، فيه هناك ضغوط لتغيير موازين القوى في المنطقة، فيه تقاسم نفوذ، فيه هناك قسمة المواطنين في البلد الواحد على خلفيات أثنية أو دينية،
فيه هناك تحديات في القضية الفلسطينية، فيه هناك تحديات كانت في الملف اللبناني، كل هذه القضايا يعني يسأل السؤال أنه: هل نراقب ولا شيء؟
ولاّ بدّو يكون في موقف؟ وكان الجواب في الأردن، لأ لا بد أن يكون في هناك موقف. هذا الموقف يقول لا لتقاسم النفوذ، لا لقسمة المواطنين في البلد الواحد على أسس أثنية أو طائفية.
نعم للدولة الفلسطينية المستقلة التي تستعيد الحقوق لأن هذا هدف هاي مش ورقة سياسية هنا أو هناك.
نعم للشرعية الدولية والعربية لأنه لا بد من إيجاد مواقف موحدة في مواجهة هذه التحديات.
ولذلك دائماً كان في هناك حراك أردني وللجميع. هذا الحراك نشارك فيه الإخوة الأشقاء بهذا التوجه وهذا الموقف. وليس غريباً كان أننا نجد يعني مرتكزنا وعمق سياسي لدى الأشقاء في السعودية وفي مصر وفي دول الخليج". انتهت اجابة معاليه ، اليست الاجابة شكل من اشكال الكلمات المتقاطعة؟ كما قلت سابقا السياسة الخارجية لا يصنعها وزراء الخارجية غير ان المطلوب من هؤلاء ان يكونوا على قدرة مناسبة للدفاع عن خيارات الاردن الدبلوماسية فهل استطاع البشير ان يقوم بهذه المهمة؟ الاجابة عند من حضر الحلقة والسلام.
samizobaidi@gmail.com