علينا ان نقف مطولا امام التقارير المعلوماتية التي تتحدث عن امرين، يخصان مخيم الركبان القريب من الحدود الأردنية السورية، أولهما استهداف داعش لبعض الجماعات المتشددة التي تعاديها داخل المخيم، وثانيهما التهديد باقتحام المخيم في وقت قريب.
هذا لا يعني ان داعش لا تتواجد في المخيم، فالتنظيم له أنصاره، غير الظاهرين داخل المخيم، وكل الإجراءات التي تتخذ من جهات امنية وعشائرية، لا تمنع تواجد هؤلاء، في كل الأحوال، لكن الحاصل، ان التنظيم، يريد السيطرة الكاملة على المخيم، وانهاء وجود أي جماعات أخرى.
هذا يعني ان الحدود ستكون نقطة توتر، لان نجاح داعش في تفجير المخيم امنيا، او اقتحامه، او السيطرة عليه، سيؤدي الى نتائج كثيرة، اقلها، هروب الاف السوريين الأبرياء، الى الأردن، وهذا احتمال، يضاف اليه احتمال آخر، اذا سيطر داعش كليا على المخيم، ان يتم منع السوريين من مغادرته، وتحويله الى قاعدة عسكرية للتنظيم، تحتمي بالمدنيين الأبرياء من أي ردود فعل.
وضع التنظيم في سوريا، ليس سهلا، وعلى الرغم من الضربات التي تعرض لها، الا ان هناك جبهات مازالت بيد التنظيم، والتحليلات تتحدث عن تركيز التنظيم هذه الفترة على جبهة جنوب سوريا، بشكل اعلى من السابق، لاعتبارات تتعلق بتوقع معركة كبرى في الجنوب السوري، خلال الشهرين المقبلين.
شبكات الحماية العشائرية والتنظيمية في مناطق جنوب سوريا، التي تقف في وجه التنظيم، وعلى قوتها، الا انها مؤهلة للتراجع او الاختراق، ولا يمكن هنا الا توقع كل شيء من هذه المناطق.
لا حل لمناطق جنوب سوريا، على المدى البعيد، الا تطهير هذه المناطق، مما فيها، خصوصا، مع المعلومات التي تتحدث عن انتقال الاف المقاتلين الى هذه المناطق، من مناطق أخرى، وتركزهم على شكل مدنيين، غير مقاتلين، استعدادا للفترة المقبلة.
تطهير هذه المناطق، مرتبط بكلف كثيرة، على الصعيد الدولي، فأي عمليات، قد يدفع المدنيون ثمنها، واي عمليات أيضا، قد تؤدي الى ارتداد بشري عبر الحدود، هربا، من المعارك، لكن جدولة المعركة لن تطول كثيرا، وستجد مناطق جنوب سوريا، نفسها امام هذه المعركة المؤجلة، آجلا ام لاحقا.
لاجل كل هذا يراد استباق السيناريوهات المقبلة، عبر اسقاط مخيم الركبان كليا في قبضة التنظيم، ولابد ان نؤكد هنا، ان الترويج لعدم وجود امتداد لداعش نهائيا في المخيم حاليا، ترويج غير دقيق، اذ للتنظيم عناصره الكامنة، وهو أيضا، يريد انهاء قبضة تنظيمات أخرى، وتحويل المخيم الى قاعدة عسكرية يحميها بالمدنيين الأبرياء، باعتبارهم مجرد دروع بشرية.
الدستور