كارثة ام فاتحة خير .. ماذا لو سقط الاسد ؟
12-04-2017 03:55 PM
عمون- عبد السلام الخصيلات، عبد الله مسمار- ماذا لو سقط الرئيس السوري بشار الأسد؟ سؤال يطرح نفسه بعد ان كشف مسؤول أمريكي عن مناقشة الرئيس دونالد ترامب مع مستشاريه العسكريين احتمال قصف قصر الرئيس السوري بشّار الأسد.
وأكد المسؤول ان قصف قصر الرئيس السوري كان ضمن خيارات الولايات المتحدة لمعاقبة النظام السوري بعد استخدامه الاسلحة الكيماوية ضد شعبه في خان شيخون مؤخرا والذي أوقع 86 قتيلا، قبل توجيه الولايات المتحدة ضربات صاروخية على مطار الشعيرات العسكري.
الوزير السابق عدنان ابو عودة تسأل، إذا سقط الفرد "الأسد" هل يعني سقوط النظام؟ وإذا كان الجواب نعم فان شخصا سيخرج من الجيش السوري وسيجد تأييدا من الخارج لفرض الامن في سوريا.
واضاف ابو عودة لـ "عمون" ان الاولوية لدول العالم والمنطقة ستصبح لفرض الامن في المنطقة وسوريا تحديدا.
وعن انتماء هذا الشخص؛ قال ابو عودة إن هذا العسكري قد يكون من الحاقدين على الرئيس بشار الاسد وان كان يسانده الان ولكن من داخله حاقد على الاسد وله مأخذ على إدارة شؤون الدولة، ولديه القدرة على فرض الامن في سوريا ولو كان نسبيا.
وأشار ابو عودة الى ان الشعب سيتمسك بمن يدعي أنه قادر على فرض الامن العام في سوريا ويتمتع بشخصية قوية يعتمد عليها في هذه المرحلة وخاصة إذا دعم العملية الاصلاحية.
الامين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب سميح خريس أكد إحباط محاولات عديدة لاستهداف الرئيس السوري بشار الأسد عبر شراء اشخاص للقيام بانقلاب داخلي ينهي وجود الاسد ولكنها فشلت.
وإذا تحدثنا عن فرضية قصف القصر الرئاسي السوري او مكان إقامة الرئيس او حتى اغتياله بأي طريقة كانت من حيث المبدأ فإن كل شيء متوقع، ولكن المهم ماذا سيجلب غياب الأسد عن الساحة السورية؟
واضاف خريس ان من يحكم سوريا اليوم هو مؤسساتها ولا وجود لنظام حكم الرجل الواحد مؤكدا ان غياب الأسد عن المشهد السوري سيحدث فراغا كبيرا ولكن ذات النهج سيبقى مستمرا كون سوريا دولة مؤسسات وستظل موجودة.
وقال وزير الخارجية الأسبق الدكتور كامل ابو جابر إن الحرب السورية امتدت لفترة اطول من الحرب العالمية الثانية بدخول عامها السابع، مشيرا الى ان المنطقة بأجمعها أنهكت في هذه الحرب، ولا بد من وجود حل سياسي لهذه الأزمة.
ويرى ابو جابر ان وحدة الدولة السورية على أساس دولة موحدة كما كانت سابقا أمر صعب المنال ولا يمكن تحقيقه، ومثال ذلك دولة العراق والتي مرت بالمراحل المشابهة، بدءا من ضرب العراق وتدميرها ومن ثم تقسيمها، وهذا التقسيم لن ينتهي بعد وانما من الواضح ان العراق التي نعرفها قبل أكثر من 15 عاما هي ليست عراق اليوم، وكذلك سوريا التي نعرفها قبل ثمانية اعوام لن تكون مثل سوريا التي سنراها خلال الاعوام القادمة.
ويتساءل هنا عمن هم الذين سيقومون بوضع هذا الحل، هل هم السوريون؟ ام السوريون والعرب؟ ام الروس والامريكان؟ ام الاتراك والايرانيون ؟، الأمر الذي يجعل المعادلة معقدة بشكل يصعب الوصول فيها الى الحل السياسي الذي يضمن وحدة الأراضي السورية.
وأتبع ابو جابر ان الملك اشار قبل اعوام طويلة الى خطورة الهلال الشيعي، اذ وصلت إيران الى مرافئ البحر الابيض المتوسط من خلال نفوذها في سوريا والعراق ولبنان، اضافة الى وجود نفوذ كبيرة لها في اليمن، أي انها وصلت الى باب المندب ايضا، وهذا له ابعاد سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية على مصير المنطقة لعدة اجيال قادمة.
ويجد أبو جابر ان المنطقة العربية مقبلة على تغييرات جذرية وربما رسم جديد للحدود ومعاهدة سايكس بيكو جديدة، بشكل مختلف لم تتضح ابعاده بعد.
النائب السابق مصطفى الرواشدة أكد لـ "عمون" ان اي حل عسكري للازمة السورية وسقوط النظام السوري سيكون بمثابة كارثة على المنطقة وخاصة دول الجوار.
واشار الرواشدة الى انه في ظل وجود مئات من العناوين التي تحمل السلاح داخل الاراضي السورية وخاصة الجماعات المتطرفة سيؤدي الى كارثة حقيقية وفوضى عارمة.
واستذكر الرواشدة قبل خمسة سنوات حديث جلالة الملك عبدالله الثاني الواضح والصريح عن حل الازمة السورية ودعوته الى حل سياسي ينهي الصراع في سوريا وعدم اللجوء الى أي حل عسكري.
واستشهد الرواشدة بما حل في العراق جراء التدخل العسكري الذي اسقط نظام الرئيس السابق صدام حسين وما تبع السقوط ماثل امامنا وان العراق ذهب الى غير رجعه.
وعن تعقيدات الوضع السوري قال الرواشدة إن سوريا دولة مجاورة لاسرائيل وعلى حدودها لبنان ونعرف تركيبة السكان في لبنان وان الصراع سينتقل حتما الى لبنان والأردن ليس بعيدا عن ذلك ايضا.
واشار الى ان مصلحة الاردن الوطنية والعربية ان يحل الموضوع السوري سياسيا وان كل من يحاول دعم الحل العسكري في سوريا هو واهم في وصول المنطقة الى حالة الاستقرار.
القنصل الاردني في هنغاريا زيد نفاع قال ان سقوط الرئيس السوري بشار الاسد بشكل مفاجئ يدخل سوريا في حالة فوضى عارمة وعدم استقرار سياسي وأمني.
واضف نفاع لـ "عمون" ان غياب الاسد عن المشهد السوري والفراغ الذي سيحدثه ذلك سيدفع حزب البعث وطائفته العلوية والمقربين منه الى ترشيح شخص يملأ الفراغ الذي سيتركه، ومن الممكن ان يكون شقيقه ماهر الاسد الاوفر حظاً ما لم تمنعه حالته الصحية من القيام بذلك.
واشار نفاع الى ان المعارضة السورية لن تقبل بأي شخص يرشحه النظام السوري لخلافة الاسد ما يدفع المنطقة الى مزيد من العنف وعدم الاستقرار الداخلي في سوريا.
ولفت الى ان الاتفاق بين السوريين على تسمية شخصية سورية تحظى بالقبول من جميع الاطراف سيكون الحل الوحيد لملء الفراغ الذي سيحدثه غياب الاسد.
من جهته قال الدكتور احمد ابو غنيمة: "كل يوم يتأخر فيه سقوط النظام ورئيسه في سوريا معناه مزيد من الانتهاكات الإنسانية والجرائم التي لم نشهد لها مثيلا في العصر الحديث، لا نتحدث فقط عمن يسقط شهيدا بفعل أدوات النظام السوري الإجرامية وإنما نتحدث أيضا عن آلاف السجناء الذين يتم التنكيل بهم بوحشية في سجون النظام السوري.
واضاف ابوغنيمة لـ "عمون" ان سقوط ورحيل النظام السوري اليوم قبل الغد سيكون فاتحة خير للشعب السوري الذي اكتوى بنيران نظامه طوال عقود ماضية وكانت ذروتها في السنوات الاخيرة.
وأكد ابو غنيمة ان الشعب السوري سيكون في امان وحرية أكثر بعد سقوط النظام لأن، أي نظام سيأتي بعده لن يجرؤ على التنكيل بالشعب الذي رفض نظام الأسد وقدّم تضحيات كبيرة مقابل حريته وأمنه واستقراره.
ولفت الى ان الشعب السوري بعد رحيل الأسد سيحتاج للوقت من اجل التقاط انفاسه وإعادة بناء دولته على أسس إنسانية قبل ان تكون سياسية أو اقتصادية، موضحا ان المطلوب انسانيا وسياسيا هو التعجيل برحيل هذا النظام البائس الذي يقتات على دماء شعبه، فمثل هذا النظام المجرم كما يخبرنا التاريخ نهايته الزوال عاجلا أم آجلا.