لا لا لن استطيع بل نحن قد نستطيع ..... نعم نعم قد حان دوري لالا بل حان دورنا، بعد غياب الضمير وجد الصوت وجد ليوجد من بعده الصدى صدى في كل مكان في كل انسان يطاردنا باشكال والوان صدى ليس كأي صدى صدى نابع من الصراع بين ماتريده نفسك وبين ما يريده غيرك .
طوال هذه المراحل التي عشتها و اعيشها يتنازعني سؤال لا اجد له اجابة فلا حسم له في نفسي هذا السؤال سهل في معناه صعب في تقريره الا وهو" من انا فهل انا فرد في جماعة؟ ام جماعة في فرد؟" الشئ الوحيد الذي استطيع معرفته ،هو انني في خارجي كمظهر فرد بينما في جوهري خليط من الشخصيات المتداخلة، فلكل موقف شخصية، انا لا اعني اني لا اعرف ماهي اهدافي وخطوطي العريضة وما هي صفاتي ولكني اعني انني لا اعرف نفسي بكل طياتها فكل انسان لا يعرف الا القليل عن ذاته فالانسان اشكل عليه الانسان فتصرفاتنا وصفاتنا متغيرة ومتقلبة باختلاف الموقف الذي نعيشه، على حين ان هنالك كثير من الصفات التي لا نعرفها عن ذواتنا يعرفها غيرنا ويعملوا على اخفاءها خوفا من غضب الطرف الاخر وهذا دليل ان الاخر جزء منا يعرف ما لا نعرفه عن ذاتنا.
في كل مرة احاول التقرب من ذاتي الا انني افشل وبجدارة ! فاصبحت هذه المحاولة لا طعم لها ولا لون، فالمجتمع منذ الصغر ومنذ نعومة اظافرنا وهو يدربنا على اهمية الضمير الجمعي ويصور لنا ان الجماعة التي نعيش بها هي جماعة مقدسة لا يحلو لنا التصرف بشكل يعاكس ما بنته من قيم وعادات ،على حين انك تجد ان هذه الجماعة بعد فترة من الزمن هي جماعة تفتقر الى الاجتماع الفعلي وان كان هذا الاجتماع اساس التماسك والتعاضد ولكنها تظل جماعة وان لم تمارس قيمها بالمعنى العملي.
فكل مجتمع يتكون من عدد من الجماعات لها منظومة من القيم والمبادئ التي تحكم افرادها فان اخطأ الفرد المنظم لهذه الجماعة فيتم معاقبة الجماعة ككل، بالرغم ان الله حين يحاسب الانسان يحاسبه فرديا على اعماله ولا يعاقب جماعته، هذا في النظام السماوي الذي لم يطبق بعد في دولنا العربية .
فترى الفرد في الوطن العربي حين يخطأ لا يعاقب فقط كوحدة منفصلة بل يعاقب هو وجماعته وكل من يعرفه حتى ؛ فهل هذا يدل اننا متماسكين حتى في العقاب !!كثيرة هي التجارب التي تثبت لك اننا نطرح شعارات وعبارات ونفعل ونطبق الاتجاه المعاكس تماما، فهل هذا يعمل لك صدع في نفسك فالانسان يصاب بالحيرة والارتباك في ظل هذه المتغيرات كيف يتصرف وماذا يقول فلا يوجد لنا تيار واحد نسير عليه فتارة نصبح متماسكين وتارة اخرى لا تنفعك الجماعة الا بالنظر ولوم القدر، فتارة ترى نفسك فرد لا احد بجانبك وجماعتك ينخرها الشتات وكل القيم لن تنفعك وتارة اخرى ترى بنفسك القدوة التي يحتذى بها في التزامك نحو جماعتك.
لا ادري ممكن ان هذه الحالة التي نمر بها هي حالة طبيعية فالانسان غير ثابت في خطواته اتجاه المواقف كلها، فهو لا يتصرف حسب الخطوط والمبادئ العليا التي يتلقاها في مجتمعه على نحو ثابت ، فالحاجة وتلبية متطلباته قد تجعله ينسى الى اي جماعة ينتمي والى اي وطن وجد كي يعمل من اجله وبالتالي نفسه اعتادت منذ الارزل هذا الصراع والتناقض بين ما يتلقى وما يفعل فلا صبغة معينة للوجهة البشرية ونحن ان كنا نعلم ما نريد في هذه الحياة فاننا لا نعلم ما تريده الحياة منا .
وسيبقى السؤال يلاحقني طوال تنفسي ماذنبي اني ولدت في زمن مجهول الملامح في ارض لا يعرف سكانها من يكونوا وماهي ذواتهم ؟؟؟؟؟؟